أطفال العراق يشكلون اغلبية المهددين بالفقر والحرمان نتيجة لتداعيات كورونا

العراق، 2019، طفلة تتلقى الرعاية الصحية، تصوير اليونسيف

كركوك ناو

أطفال العراق يشكلون الأغلبية من بين حوالي 4.5 مليونا من العراقيين المهددين بالفقر والحرمان نتيجة لتداعيات فايروس كورونا، جاء ذلك في تقرير صدر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) 

وذكرت المنظمة في تقريرها ان ثمة إجماع عالمي على الآثار الاجتماعية والاقتصادية المترتبة على أزمة جائحة كورونا COVID-19 التي أخذت بالانتشار والتفاقم هي آثار مدمرة. ولا يشكل العراق استثناءً من ذلك، بوجود فقدان الوظائف وارتفاع الأسعار مما تسبب في تزايد الفقر.

زيادة على ذلك ، فإن انقطاع الخدمات الأساسية زاد من حرمان الأسر وهشاشة وضعها. كما أن الأطفال واليافعين، الذين يشكلون أكثر من نصف السكان في العراق، هم الذين يرجح أن يتحملوا ثمن الفقر المتزايد، وانقطاع الخدمات، والضغوط الأسرية المتزايدة الناجمة عن أزمة جائحة كورونا المستمرة.

أن 4.5 مليون آخرين من العراقيين (أي ما يقارب 11.7%) يواجهون خطر الوقوع تحت خط الفقر نتيجة التأثير الاجتماعي الاقتصادي لـجائحة كورونا

وحسب التقرير، ان تقييم صدر مؤخرا عن وزارة التخطيط العراقية، بدعم من اليونيسف، والبنك الدولي، ومبادرة أكسفورد للفقر والتنمية البشرية، وُجد أن 4.5 مليون آخرين من العراقيين (أي ما يقارب 11.7%) يواجهون خطر الوقوع تحت خط الفقر نتيجة التأثير الاجتماعي الاقتصادي لـجائحة كورونا. وستؤدي هذه الزيادة الحادة إلى رفع معدل الفقر الوطني من 20% عام 2018 إلى 31.7%, وزيادة العدد الإجمالي للفقراء إلى 11.4 مليون.

واضاف ان الأطفال واليافعين يواجهون أعلى زيادة في معدلات الفقر. قبل تفشي الجائحة، كان واحدا من بين كل خمسة أطفال ويافعين فقيراً. لكن هذا قد تضاعف إلى أكثر من 2 من بين كل 5 ، أو ما يمثل 37.9 % من العدد الكلي للأطفال.

قبل تفشي الجائحة، كان واحدا من بين كل خمسة أطفال ويافعين فقيراً. لكن هذا قد تضاعف إلى أكثر من 2 من بين كل 5 ، أو ما يمثل 37.9 % من العدد الكلي للأطفال

وزير التخطيط العراقي الدكتور خالد بتال النجم، اوضح في التقرير قائلا: "النتائج تصوّر وضعا مقلقا خاصة بالنسبة إلى أكثر شرائح السكان ضعفا. ويتطلب هذا الوضع استجابة أكثر فعالية، استجابة تركز على الحماية الاجتماعية والتحويلات النقدية إلى الشرائح الأشد فقراً، مع الاستمرار في الوقت نفسه في استثماراتنا، والعمل على زيادتها، في خدمات كالصحة والتعليم، ودعم الأسر الفقيرة ، ولا سيما الشباب فيها، للعثور على عمل."

023204awara2
كركوك، عدد من اطفال النازحين في كركوك، تصوير: كركوك ناو

أصبح انقطاع التعليم، وارتفاع معدلات سوء التغذية، والعنف، واقعا يواجهه أطفال الفقراء في العراق حاليا. حيث أن الفقر الذي يعاني منه الفقراء، ولا سيما الأطفال، ظاهرة متعددة الأوجه لا يمكن التعبير عنها من الجوانب النقدية (المالية) فحسب. ويصحُّ هذا بشكل أكبر خلال الأزمة التي تؤثر على الخدمات الاجتماعية والعائلات بطرق تزيد من خطر تعرضهم لفايروس كورونا المستجد، إضافة إلى الخسائر في خدمات الرفاهية.

أصبح انقطاع التعليم، وارتفاع معدلات سوء التغذية، والعنف، واقعا يواجهه أطفال الفقراء في العراق حاليا

كما أفاد التقرير أيضا أن 42% من السكان هم من الفئات الهشة، إذ يواجهون مخاطر أعلى كونهم يعانون من الحرمان من حيث العديد من الأبعاد، وليس من بُعد واحد مما يلي: التعليم، والصحة، والظروف المعيشية، والأمن المالي.

بالنسبة إلى الأطفال، لفت التقرير إلى هناك طفل من بين كل اثنين (أي 48.8%) أكثر عرضة للمعاناة من الحرمان في أكثر من بعد واحد من هذه الأبعاد الأربعة. يُعد الحرمان من الالتحاق بالمدارس، والحصول على مصادر المياه المحسنة، من العوامل الرئيسية التي تساهم في هشاشة الأسر والأطفال.

وفي هذا الشأن، قالت حميدة لاسيكو ، ممثلة اليونيسف في العراق: "نحن بحاجة إلى الاستجابة، وعلينا أن نفعل ذلك بسرعة.

ودعت الحكومة إلى وضع السياسات الهادفة إلى حماية الأطفال من الفقر ، وتعزيز امكانية وصول الأطفال إلى الخدمات الأساسية الجيدة، مع التركيز على معالجة أزمة التعلم، والعنف ضد الأطفال على المدى القصير والمتوسط والطويل.

واضافت ان بقدر ما يمثل فايروس كورونا المستجد من تحدٍ كبير، فإنه يمكن أن يجلب أيضا فرصًا لتعزيز الشراكات مع الحكومة للاستجابة بشكل فعال والإسراع في الإصلاح من أجل حماية الأطفال والحفاظ على رفاههم. فالاستثمار في الأطفال اليوم هو استثمار في مستقبل العراق."

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT