ناحية القحطانية لا تزال محرومة من الكهرباء

سنجار/ 15 تموز 2019/ عودة عائلة نازحة الى القحطانية بعد خمس سنوات من النزوح تصوير: ابراهيم ايزيدي

عمار عزيز- نينوى

ناحية القحطانية (تل عزير) تعاني من عدم توفر الكهرباء الوطنية وذلك بعد الدمار الكبير الذي لحق بخطوط نقل الطاقة فيها ابان الحرب ضد تنظيم الدولة "داعش"، الأمر الذي يحول دون عودة الحياة الطبيعية للنازحين العائدين الى ديارهم.

هجوم داعش والمواجهات التي اندلعت أثناء العمليات العسكرية مع القوات العراقية شلّت شبكات توزيع الطاقة الكهربائية في القحطانية التابعة لقضاء سنجار بالكامل، لذا يعتمد الأهالي على الطاقة المزودة من مولدات الكهرباء الصغيرة والتي بالكاد تكفي لتشغيل المصابيح وأجهزة شحن الجوال، وليس بالإمكان الاستفادة منها لتشغيل الثلاجات، المبردات وأجهزة التلفزيون.

درويش سنو، وهومن أهالي القحطانية قال لـ(كركوك ناو) "لا توجد كهرباء وطنية، كل ما هنالك عبارة عن مولدة كهرباء نصبتها البلدية وتزود عن طريقها المنازل بالكهرباء والتي بسبب طاقتها المنخفضة لا تكفي لتشغيل الثلاجات، المبردات، المراوح أو أجهزة التلفزيون بل فقط نشغل بها المصابيح أو نستفاد منها لشحن أجهزة الجوال."

لا توجد كهرباء وطنية، كل ما هنالك عبارة عن مولدة كهرباء نصبتها البلدية وتزود عن طريقها المنازل بالكهرباء والتي بسبب طاقتها المنخفضة لا تكفي لتشغيل الاجهزة الكهربائية

درويش عاد الى منزله في مركز ناحية القحطانية بعد سنوات قضاها في النزوح ويقول بأن حياتهم اصبحت لا تطاق بسبب درجات الحرارة العالية، "أبسط شيء يجب أن يتوفر في هذا الحر هو الماء البارد، بينما نحن محرومون من ذلك، اذا استمرت الأمور على هذا الحال سنصاب جميعنا بالمرض وسنضطر للعودة الى المخيمات."

الى جانب أزمة الكهرباء، تعرضت أغلب القطاعات الخدمية الأخرى في القحطانية الى الدمار، وهوما حال دون عودة أية عائلة نازحة الى الناحية لغاية تموز 2019.

awara (1)

سنجار/ 2020/ عائلة نازحة تصل الى القحطانية بعد نزوح دام ست سنوات   تصوير: كركوك ناو

 سعيد كريت حجي عاد قبل اسبوعين الى القحطانية، لكن بسبب انعدام الكهرباء لم يسكن في داره بل اضطر للسكن في قرية وردي التابعة السنجار.

  يقول سعيد "منزلنا يقع في مركز الناحية، مكثنا فيه لعدة أيام، لكن أزمة الكهرباء اجبرتنا على الانتقال، حيث لم يكن بإمكاننا تشغيل أجهزة تكييف أو الحصول على مياه باردة في ظل هذا الحر."

وناشد سعيد وغيره من أهالي القحطانية الحكومة والمنظمات الانسانية بإعادة تأهيل شبكات توزيع الكهرباء الوطنية كأقل ما يمكن عمله لمنع حدوث موجة نزوح أخرى من الناحية.

تتألف ناحية القحطانية من ثلاثة مجمعات سكنية؛ سيبا شيخ خدري، كرزرك ورمبوسي اضافة الى اكثر من 15 قرية.

جلال خلف، مدير ناحية القحطانية قال لـ(كركوك ناو) "خلال حرب داعش تعرضت كافة خطوط الطاقة الوطنية للتخريب وتدمرت الأعمدة والمحولات الكهربائية، لذا يجب اعادة تأهيلها من جديد."

خلال حرب داعش تعرضت كافة خطوط الطاقة الوطنية للتخريب وتدمرت الأعمدة والمحولات الكهربائية، لذا يجب اعادة تأهيلها من جديد

ادارة محافظة نينوى وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) تعهدوا بالعمل على اعادة تأهيل خطوط الكهرباء الوطنية في القحطانية.

وفي هذا الصدد، توجه وفد رفيع المستوى من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) يوم الاثنين، 6 تموز، الى ناحية القحطانية لمتابعة مشاكل ومطالب المواطنين.

حول ذلك قال مدير ناحية القحطانية لـ(كركوك ناو) "في الاجتماع مع وفد (UNHCR) اتعرضنا مشاكل المواطنين وبالأخص أزمة الكهرباء، نقص مياه الشرب ، الحاجة الى تبليط الشوارع واعادة بناء الدوائر الحكومية  اضافةً الى ضرورة ايصال المساعدات الى العوائل العائدة حديثاً."

وتابع جلال خلف بأن وفد الأمم المتحدة حصلوا على معلومات دقيقة حول مشاكل المنطقة وتعهدوا بالسعي لمعالجة المشاكل التي يعاني منها أهالي الناحية.

 

معظم أهالي قضاء سنجار والنواحي التابعة لها، من ضمنها ناحية القحطانية، نزحوا من ديارهم في أعقاب هجوم داعش في 2014. بالرغم م أن مناطقهم استُعيدت قبل عدة سنوات لكن القليل منهم عادوا، وذلك بسبب انعدام الخدمات الأساسية.

"نتواصل يومياً مع المنظمات الدولية والمحلية من أجل ايصال المساعدات الى القحطانية، عملنا ما باستطاعتنا لإيصال مطالب المواطنين الى المسؤولين في نينوى والى الجهات المعنية"، حسبما قال جلال خلف.

قبل هجوم داعش، تواجدت 10 دوائر حكومية في ناحية القحطانية، أما حالياً فلم تستأنف أية دائرة عملها ما عدا مديرية الناحية ودائرة البلدية.

غير أن جلال خلف أكد قائلاً " سيتم اعادة تأهيل أربعة دوائر أخرى وسيعاد افتتاحها قريباً وتشمل مركز الشرطة، دائرة الزراعة، دائرة النقل والاتصالات، كما أبلغنا قائممقامية سنجار لكي يعاود بقية موظفي الناحية دوامهم الرسمي."

ناحية القحطانية تقطنها أغلبية ايزيدية والتي تعرضت للـ"ابادة الجماعية"، كما تعرض الآلاف منهم بضمنهم نساء وأطفال الى الخطف، وما يزال مصير أكثر من نصفهم مجهولاً، وأدى هجوم داعش الى نزوح أكثر من 300 الف ايزيدي.

في 3 آب، 2014، سيطر تنظيم داعش على قضاء سنجار (120 كيلومتر غرب الموصل)، وتم استعادة القضاء في تشرين الثاني 2015.

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT