يشكل مكب للنفايات بالقرب من مركز ناحية ألقوش تلقى فيه القمامة منذ 23 سنة تهديداً كبيراً على بيئة المنطقة وسلامة سكانها، فضلاً عن تشويه منظر الناحية.
يبعد المكب بضعة أمتار فقط عن الطريق الرئيس بين ألقوش وقضاء تلكيف بسهل نينوى. الأدخنة المنبعثة من حرق النفايات تنتشر يومياً في أرجاء ألقوش فيما تقف الحكومة المحلية مكتوفة الأيدي إزاء هذه المشكلة.
جنان شاكر، من أهالي ألقوش، شددت على أن سكان الناحية يعانون بسبب هذا المكب منذ أكثر من عقدين، "المكب يشوه منظر الناحية ويلوث بيئتها وأصبح سببً للعديد من الحوادث المرورية التي وقعت في مدخل الناحية".
وأضافت، "حين تحرق النفايات، يقل مدى الرؤية بسبب الأدخنة المتصاعدة ما يؤدي إلى وقوع حوادث السير".
ألقوش ناحية تابعة لقضاء تلكيف، غالبية سكانها من المكون المسيحي، إلى جانب مكونات قومية ودينية أخرى كالعرب، الكورد والايزيديين، وتضم 42 قرية.
جبار شينو (55 سنة)، من سكنة قرية سريجكا، يتردد إلى ألقوش أسبوعياً، قال إن "أحد أفراد قريتنا كان من ضحايا هذه الأدخنة، حيث تعرض لحادث سير بسبب أدخنة مكب النفايات"، وأضاف، أن "الشركة المسؤولة عن رفع نفايات ألقوش ترمي النفايات في ذلك المكب ولا أحد يحاسبها".
تقوم فرق الشركة بحرق قسم من النفايات، ويتكفل المواطنون بحرق قسم آخر منها.
مدير ناحية ألأقوش، لارا يوسف، قالت لـ(كركوك ناو)، "ترمى النفايات في ذلك الموقع بصورة عشوائية رغم أنه غير مخصص لرمي النفايات ويؤدي إلى تلوث البيئة لأن الموقع قريب من المناطق السكنية"، وأوضحت بأن مديرية الناحية أبلغت وزارة البيئة بضرورة تخصيص موقع آخر لجمع النفايات.
وأشارت لارا إلى أن إدارة الناحية ليس لديها حتى الآن خطط لإعادة تدوير النفايات أو طمرها، مضيفةً بأن هذه النفايات "تلحق أضرار كبيرة بصحة السكان، والزراعة وتربية المواشي".
نينوى/ جانب من المكب الذي ترمى وتحرق فيه النفايات يومياً قرب ناحية ألقوش تصوير: كركوك ناو
حول ما يمكن فعله لمعالجة المشكلة قالت، "خاطبنا الجهات المعنية عدة مرات لإيجاد حل ووضع حد للرمي العشوائي للنفايات دون أن نحصل على ردود".
يعد التلوث البيئي أحد اسباب الإصابة بأمراض السرطان، حيث سجلت تسعة آلاف و911 حالة إصابة جديدة بالسرطان في إقليم كوردستان خلال 2023، وتشير الاحصائيات إلى أن سرطان الرئة ثاني أكثر الحالات شيوعاً.
مدير عام بلديات نينوى، رعد الحديدي، قال إن المشكلة لا تنحصر في ألقوش فقط، بل تعاني 20 بلدية في المحافظة من نفس المشكلة، "بصورة عامة لا يتم التعامل في العراق مع النفايات بشكل صحي، أجرينا عدة متابعات بهدف معالجة المشكلة، طلبنا من وزارة الإسكان تخصيص موقع للنفايات لكن مساعينا لم تفضِ إلى شيء حتى الآن".
وأضاف، "تحدثنا مع دائرة البيئة لنفس الغرض، المشكلة لا تحل من قبل دائرة أو اثنتين، بل يجب على جميع الجهات الحكومية ذات الصلة العمل لحل المشكلة، يجب تخصيص قطعة أرض تكون تابعة للبلدية وأن توافق على تخصيصها، نفايات ألقوش بحاجة لتخصيص قطعة أرض مساحتها 20 دونماً".
ولفت الحديدي إلى أن المشكلة كانت قريبة من الحل قبل حرب داعش في 2014، "لكن بسبب الحرب فُقِدت كافة المعاملات المتعلقة بالقضية، يجب أن نبدأ مجدداً من الصفر".
مدير بيئة نينوى، سنان صبحي، قال "نحن ندرك الأضرار والتداعيات المترتبة عن رمي النفايات وتكدسها، لكن أولاً يجب تخصيص قطعة أرض، الموقع الذي أصبح الآن مكباً للنفايات تعود ملكيته للمواطنين، بدورنا نسعى مع عدد من الدوائر والوزارات لإيجاد حل للمشكلة".