"بئر قريتنا يوشك أن يجف، لا نحصل على ما يكفينا من المياه فما بالكم بالمواشي والزرع"، هكذا تحدثت عائشة عبدالله، من سكنة قرية بيازه جار بكرميان، خلال ندوة خاصة بآثار تغير المناخ.
عائشة أشارت إلى أن الوضع الحالي أدخلهم في دوامة القلق والمشاكل لدرجة أن السكان باتوا يفكرون في إخلاء القرية، "نفكر بشأن معيشة أطفالنا وتأمين مستلزماتهم، شح المياه أفسد علينا حياتنا".
الندوة التي نظمت من قبل شبكة الصحفيات لتغطية القضايا البيئية –كركوك ناو، شددت على أن سكان هذه المنطقة ينالهم النصيب الأكبر من التغيرات البيئية.
الندوة خصصت لعرض تداعيات التغير المناخي وقضية البيئة لنساء القرى.
تقول عائشة، وهي أم لستة أطفال، تمثل الزراعة وتربية المواشي مصدر قوت عائلتها، إن الجفاف أصابهم بالإحباط، "وضعنا المادي متدهور، لا نكسب شيئاً من عملنا، كل ذلك بسبب ندرة المياه الضرورية للزراعة وتربية المواشي. كم أن مياه الشرب في قريتنا شحت بشكل كبير وتوشك أن تجف".
الجفاف أجبر عائلة عائشة على تقليص عدد مواشيها إلى ثلاثة رؤوس فقط، حيث لم تبق هناك مراعي بسبب قلة الأمطار، "تخلينا أيضاً عن إنتاج البامياء والفلفل والطماطة والخيار لأنها تستهلك الكثير من الماء"، رغم أن هذه المحاصيل كانت تمثل مصدر عيش العائلة حتى ما قبل سنوات.
نسبة الأمطار في قضاء كرميان لهذا العام كانت 219 ملم حتى 4 نيسان، أي أقل بنحو 135 ملم من العام الماضي (355 ملم).
فضلاً عن تأثيره الزراعة، قلت المراعي بسبب الجفاف، الأمر الذي اضطر عائشة لبيع مواشيها بأسعار زهيدة.
ليلى أحمد، أحد منظمات شبكة الصحفيات لتغطية القضايا البيئية-كركوك ناو، قالت إن "الندوة خصصت للتحدث عن آثار التغير المناخي على نساء القرى بشكل خاص والوعي البيئي اللازم للتقليل من هذه الآثار".
الندوة أقيمت في قرية بيازه جار التي تبعد 32 كم عن مركز قضاء كلار وشاركت فيه 10 نساء وفتيات.
وقالت ليلى أحمد، "تحدثنا عن ضرورة تجنب استخدام سفرة الطعام السفرية وغيرها من المستلزمات المصنوعة من البلاستيك والتي تسرّع من وتيرة التلوث البيئي وتغير المناخ مع التشديد على الاهتمام بالخضرة. كل هذه الأمور تؤدي إلى ارتفاع معدلات درجة الحرارة وبالتالي شح الموارد المائية بالتوازي مع قلة تساقط الأمطار، الأمر الذي يدفع السكان للهجرة من القرى إلى الندن نتيجةً لانتشار البطالة فضلاً عن تفشي بعض الأمراض".
نظيرة محمد (58 سنة)، إحدى المشاركات في الندوة، قالت "طوال حياتي التي قضيتها في تربية المواشي لم نشهد جفافاً كالذي شهدناه مؤخراً، كان لدينا 200 رأس غنم لكن العدد الآن تقلص إلى 50 رأس فقط، بعضها نفقت في حين بعنا قسماً منها".
وأضافت، "هذا الأمر جعلنا عاجزين عن تأمين لقمة العيش لأطفالنا، أطفالنا لم يعودوا قادرين على الدراسة بشكل جيد، التفكير في كل هذه الهموم نغص علينا عيشنا".
وتابعت بالقول، "يصعب علينا الحصول على مياه نظيفة، يتطلب ذلك حفر آبار عميقة جداً".
شبكة الحفيات لتغطية القضايا البيئية-كركوك ناو، التي تهتم بتغطية قضايا البيئة ونشر الوعي البيئي تأسست في كانون الثاني 2025 وتضم 18 صحفية.
تأسيس الشبكة كان في إطار توسيع دور الصحفيات في تغطية قضايا البيئة. البرنامج نفذ العام الماضي من قبل مؤسسة (كركوك ناو) الإعلامية بتمويل من وزارة خارجية جمهورية ألمانيا الاتحادية.
