متطوعون في ناحية الزاب المستعادة من تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”، يمحون اثار الحرب من خلال مبادرات طوعية بالتعاون مع بلدية الناحية التي تدير العمل من غرفة الحرس بعد تدمير البناية.
المواطن نزار حسين سعيد من اهالي ناحية الزاب، يرى ان مبادراتهم التطوعية التي قدموها بعد عودتهم من النزوح، اسهمت بإظهار الناحية بمظهر يليق بأهالها، ويقول لـ(كركوك ناو)، إن ” شوارع ناحية الزاب في الوقت الحالي انظف بكثير من شوارع بعض المدن ومنها شوارع كركوك”.
تعرضت ناحية الزاب التابعة لقضاء الحويجة جنوب غربي كركوك لسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”، في حزيران 2014، ما دفع المئات من اسرها النزوح الى مناطق اخرى في كركوك وصلاح الدين، وتعرضت شوارعها وبعض المباني الحكومية والاهلية الى تدمير، جراء العمليات العسكرية لاستعادتها في العام 2017.
المواطن نزار وملامح الحزن ترتسم على محياه عند الحديث عن الاشهر الاولى لعودتهم الى الناحية، ويقول أن ” الكثير من الاماكن والشوارع في الناحية كانت مهملة ولعدة عقود وبعد دخول داعش وعمليات التحرير تدمرت الكثير من الشوارع وايضاً اثار الحرب والدمار كانت في كل مكان، وعند عودتنا من النزوح كان الوضع لايطاق، لذا قررنا بالقيام باعمال طوعية لتنظيف الشوارع ورفع مخلفات الحرب بالتعاون مع البلدية”.
من جانبه يقول قتيبة محمد مرعي، وهو موظف في بلدية الزاب باجور يومية: ” انا اعمل في دائرة بلدية الزاب بصفة عقد اجور يومية منذ اكثر من 7 سنوات ولحد الان لم انقطع عن الدوام ومارسنا عملنا في اصعب الظروف”.
مرعي يناشد الحكومة والجهات المعنية للالتفات له ولاقرانه من شريحة العاملين باجور يومية لتثبيتهم على الملاك الدائم، ويؤكد ان ” مستحقاتنا المالية في مرات عدة تنقطع لاشهر، الا اننا لم ننقطع عن العمل ونمارسه بشكل طوعي، واننا اصحاب عوائل وبحاجة ماسة للرواتب”.
من غرفة الحرس تدار البلدية.
” استلمت مهام عملي بعد شهر واحد من تحرير ناحية الزاب وتمت المباشرة في الموقع الاصلي الذي تم تدميره من قبل طيران التحالف الدولي اثناء قصفمواقع داعش، ولم يبقى سوى غرفة الحرس وغرف المخزن والخدمات وتتم إدارة العمل من هذه الغرفة الصغيرة وباميكانيات بسيطة وعدد محدود من الموظفين”. هذا ما قاله مدير بلدية الزاب، المهندس الاقدم اياد سعيد عبوش، الذي أكد، أن ” الاعمال التطوعية ومنذ الايام الاولية للتحرير كان لها دور كبير معنا”.
عبوش وخلال حديثه لـ(كركوك ناو)، بين أن ” عدم وجود الاليات في بداية استلامنا البلدية، لان داعش دمرها بالكامل، امر دفع الاهالي للتطوع وتوفير الياتهم للمشاركة بحملات التنظيف ورفع الانقاض ومخلفات المعارك، وبعد هذه الحملات تم إعادة فتح الشوارع وتنظيفها وغسلها وترتيب الاسواق والارصفة”.
عبوش يقول أن ” الاعمال مازالت مستمرة لتشجيع عودة النازحين الى مناطقنا، وايضاً تشجيع باقي المدن لنقل هذه التجربة التي تسهم في إعادة الاستقرار”.
المواطن نزار حسين سعيد يختم حديثه لـ(كركوك ناو)، قائلاً: ” كل من يزور الزاب في الوقت الحالي يبدي استغرابه، ويقول كيف محوتم اثار الحروب والدمار بسبب المعارك، ويتحدث عن النظافة وترتيب الشوارع”.