الايزيديون الناجون من قبضة تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”، ومنذ اكثر من عامين ينتظرون استلام اراض سكنية، بناء على قرار سابق لمجلس محافظة نينوى، لكن الجهات المعنية لم تخطو اية خطوة عملية بهذا الملف.
قرر مجلس محافظة نينوى، في شهر أيار من عام 2017 بتخصيص قطع اراض سكنية على الناجين الايزيديين من قبضة داعش، بهدف تشجيعهم على البقاء في موطنهم بمحافظة نينوى وعدم الهجرة الى الدول الاوروبية.
بعد مرور قرابة عامين من صدور ذلك القرار، لم تحدد اية مهلة للبدء بتنفيذ القرار، على الرغم من تأكيد المجلس على متابعة الملف، اما مديرية بلدية الموصل فتنتظر موافقة الحكومة الاتحادية.
كان ذلك بمثابة مساعدة كبيرة لنا ان تم تنفيذها، واصبح ذلك الموضوع حلما بالنسبة لنا، كان مجرد كلام ولم يُنفذ
احد الناجين من قبضة داعش، شاب يدعى خالد خلف شمو (24 عاما) نجى من قبضة التنظيم في العام الذي صدر فيه القرار وكان لديه أمل بأن يكون تخصيص قطة ارض سكنية للناجين الايزيديين تأثيرا على تغيير معاناتهم، لكن ذلك اصبح حلما.
“بعدما تم تحريري اخبروني بصدور قرار لتخصيص اراضي سكنية للناجين من داعش، كان ذلك بمثابة مساعدة كبيرة لنا ان تم تنفيذها، واصبح ذلك الموضوع حلما بالنسبة لنا، كان مجرد كلام ولم يُنفذ” هذا مايقوله خالد.
خالد استلم مبلغ 500 الف دينار عراقي فقط على حد قوله بعد تحريره من قبضة داعش، ويقول “فقدنا الامل باستلام الاراضي السكينة، لان الجميع يهمشنا”.
من مجموع اكثر من ستة الاف مختطف ايزيدي من قبل داعش، تم تحرير اكثر من ثلاثة الاف منهم، بضمنهم النساء والرجال والاطفال، بحسب اخر احصائية لمكتب تحرير المختطفيين الايزيديين في مجلس وزراء اقليم كوردستان.
رئيس مجلس محافظة نينوى، سيدو جتو والذي هو من المكون الايزيدي ، قال لـ (كركوك ناو) ان “قرار المجلس تم تسليمه الى الجهات ذات العلاقة بهدف تنفيذه”. موضحا ان “الاراضي ستوزع في مدينة الموصل، ويخصص قطة ارض سكنية واحدة، اي بمعنى ان كان ثلاث او اربعة اخوة سيخصص لهم قطعة ارض لهم فقط”.
رئيس المجلس، انه لا يوجد موعد معين للبدء بتوزيع الاراضي، والقرار موجود ويجب ان يُنفذ، “نطمئن جميع الناجين بأننا نتابع ذلك الموضوع بدقة لحين الوصول الى نتائج مفرحة”.
القرار تم اصداره ويجب تنفيذه
تعرض الايزيديين في شهر اب 2014، الى عمليات تهجير وخطف ونزوح بسبب هجوم تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” على سنجار، ما اسفر عن نزوح 350 الف شخصا في مخيمات النازحين في محافظة دهوك وقضاء الشيخان والمناطق الاخرى، كما وهجر اكثر من 100 الف شخص منهم باتجاه الدول الاوروبية.
عضو مجلس محافظة نينوى، بركات شمو قال في تصريح لـ (كركوك ناو): ” تابعنا ملف تخصيص الاراضي السكنية للناجين مع ادارة محافظة نينوى والبلدية، لكن البلدية تقول بأنها لا تمتلك الاراضي لتوزيعها على جميع الناجين”.
” تم ابلاغنا من قبل البلدية، انه كان عدد قطع الاراضي بين 10 الى 20 قطة ارض سكنية، يستطيعون تخصيصها، الا ان تخصيص الف او الفي قطعة ارض سكنية صعب للغاية وبحاجة الى خطط طويلة الامد”.
وأضاف عضو مجلس محافظة نينوى، ان ” القرار يلزم الجهات المعنية بتخصيص قطع اراضي سكنية للناجين في مركز مدينة الموصل وليس بسنجار، بهدف تمكين الناجين الايزيديين من الناحية المادية، مؤكدا على ان “القرار تم اصداره ويجب تنفيذه”.
على غرار الناجين الايزيديين، يطالب المتضررين من تنظيم داعش والاشتباكات التي خاضتها القوات العراقية بتعويضهم بقطعة ارض سكنية، بسبب الاضرار التي لُحقت بهم في الموصل ونينوى.
مسؤول اعلام بلدية الموصل، علي الحيدري قال لـ (كركوك ناو): ” استلمنا قرار مجلس محافظة نينوى منذ فترة طويلة، الا ان البلدية لاتملك صلاحية توزيع الاراضي والقرار من صلاحية الحكومة المركزية حصرا، وفي حال موافقة الحكومة الاتحادية سنقوم بتنفيذها من دون شك”.
في حال موافقة الحكومة الاتحادية سنقوم بتنفيذها من دون شك
وتقوم مديرية بلدية الموصل بدراسة خطة مع اصحاب الاراضي تمهيدا لصدور قرار من مجلس الوزراء العراقي، بهد تخصيص اراضي سكنية، هذا ماقاله الحيدري.
وأضاف، ان ” لجنة مبادرة الاسكان في بغداد، طالبت من الحكومة الاتحادية باصدار قرار تخصيص اراضي سكنية للمستحقين من المواطنين، والناجين الايزيديين يعتبرون محل فخر واعتزاز ويستحقون افضل الخدمات ونحن من جهتنا ندعمهم”.