حتى الكنيسة تدمرت
الجيش التركي يهدد العوائل المسيحية في "آميدي".. العشرات نزحوا والمنازل احرقت

مشاهد من الدمار الذي طال منازل السكان وكنيسة قرية ميسكا بقضاء آميدي (العمادية)

عمار عزيز – دهوك

"القوات التركية حاصرت قريتنا قبل عدة ليالي، نفذوا إنزالاً في المنطقة ووقعت اشتباكات عنيفة"، حسبما قال داود يوحنا، الساكن في قرية ميسكا ضمن حدود قضاء آميدي (العمادية) بمحافظة دهوك، "سمعنا أصوات إطلاق نار بأسلحة متنوعة، لم نستطع النوم، الأطفال كانوا يصرخون، المشهد يصعب وصفه".

في صباح اليوم التالي غادر داود مع أفراد عائلته القرية، قوات الجيش التركي انتشرت في المنطقة ونصبوا حواجز أمنية.

في 15 حزيران الماضي شن الجيش التركي عملية عسكرية شملت عشرات القرى التابعة لناحية كاني ماسي بقضاء العمادية وتوغلت بعمق 15 كيلومتراً داخل أراضي اقليم كوردستان.

العملية استهدفت عناصر حزب العمال الكوردستاني حيث شن منذ ذلك اليوم 238 هجوماً وقصف داخل أراضي الاقليم أسفرت عن حرق أكثر من 20 ألف دونم من الأراضي الزراعية والغابات، بحسب فريق اقليم كوردستان التابع لمنظمة  CPT الأمريكية.

وحدات حماية الشعب، الجناح العسكري لحزب العمال الكوردستاني، أعلن يوم الأحد، 7 تموز، بأن الجيش التركي "يتعمد" مهاجمة قرى جنوب كوردستان، مع الاشارة الى قرى دركلي، ميسكا وبازي.

المعارك أضرت بالمسيحيين والمسلمين على حدٍ سواء

ويأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الدفاع التركية في نفس اليوم وقوع مواجهات داخل قرى ميسكا ودركلي واتهمت عناصر حزب العمال الكوردستاني بتفجير مخزن عتاد وافتعال حرائق في القريتين المذكورتين.

داود يوحنا (72 سنة) من سكنة قرية ميسكا الواقعة ضمن حدود ناحية كاني ماسي، نزح رفقة 10 عوائل أخرى في 4 تموز الجاري الى دهوك، كافة سكان القرية البالغ عددهم 11 عائلة من المكون المسيحي.

وقال داود، "كنا نعتزم إخلاء القرية في نفس الليلة التي شنت فيها العملية العسكرية، لكن الجيش التركي منعنا من المغادرة بعد نصبه حواجز أمنية في المنطقة".

وفقاً لإحصائية غير رسمية، نزح ما لا يقل عن 30 عائلة مسيحية من ديارها خلال الاسبوعين الماضيين بسبب الاشتباكات.

المواجهات لا تزال مستمرة في ناحية كاني ماسي التي تضم قرابة 25 قرية مسيحية.

أديب مصطفى، مختار قرية ميسكا قال لـ(كركوك ناو)، إن "ميسكا أقدم قرية في ناحية كاني ماسي، للأسف تم إخلاؤها بالكامل بسبب التوغل التركي... قسم من منازل القرية احترقت الى جانب 60 بستاناً".

وأضاف، " كنيسة القرية أيضاً تضررت ولم تعد تصلح كمكان للعبادة".

صالح حمدي، مدير ناحية كاني ماسي أكد نزوح أهالي قرى كاني ماسي وقال، إن "المعارك أضرت بالمسيحيين والمسلمين على حد سواء".

وفقاً لفريق منظمة CPT، لقي ثمانية مدنيين في اقليم كوردستان مصرعهم جراء الهجمات التركية منذ مطلع العام الحالي، كما تم استهداف البنية الاقتصادية ومنازل المواطنين.

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT