نجحت تجربة زراعة الموز وهو محصول استوائي في قرية "زاغنية الكبيرة" بمحافظة ديالى شرقي العراق، وجاءت الفكرة من قبل شقيقين أحدهما طالب دراسات عليا بتخصص بعيد عن الزراعة مستعينين بخبير لبناني ليردهم على الطرق الصحيحة لتجاوز مرحلة اللون الأخضر إلى الأصفر ويكون صالح للأكل والهدايا.
وتشتهر محافظة ديالى بالعديد من المحاصيل الزراعية، ابتداء من البرتقال وكافة الحمضيات والتمر وصولاً إلى "الرقي" والحنطة، وتمتاز بتربة طينية مليئة بالأسمدة فضلاً عن وفرة المياه الجوفية والأنهرة.
ويقول المزارع أحمد علي، لـ كركوك ناو، إن "تجربتنا فريدة من نوعها في هذه المناطق، سعينا أنا وأخي محمد لإنجاحها، وبدأنا بالعمل قبل عامين وكانت لنا تجارب عديدة".
بستان أحمد (28 عاماً) ومحمد في قرية "زاغنية الكبيرة" ببلدة بعقوبة مركز محافظة ديالى، ورثا المهنية اباً عن جد، ويعملون منذ الصغر مع والديهما واخوتهم الـ 5 في الزراعة.
أحمد وهو طالب ماجستير علوم الحاسبات في الجامعة المستنصرية بالعاصمة العراقية بغداد، يقول إن التربة تحتاج لخبرة وعلم لإنجاح الزراعة.
"في أول تجربة لنا حققنا نجاحًا ونطمح لإنتاج المزيد"، يقولها وهو يقدم حبات الموز لمراسلة كركوك ناو.
ورغم نجاح التجربة لكنهما واجها بعض المعرقلات، مثلاً حجم الموز كان صغيراً ولونه أخضر ولم يتحول إلى الأصفر ليكون جاهز للأكل أو العصائر وهذه التجربة أستمرت عامين، فالكثير من العراقيين يستخدمون الموز في العصائر المشكلة ومع الحليب كوجبة دسمة وفيها الكثير من الكالسيوم، وفي بعض الدول الأفريقية يستخدم الموز كـ "مرق" مع الرز، في أوغندا مثلاً هناك تناول مراسلنا وجبة غداء كانت المرقى فيها موز! ويقول كان الطعم مقبولاً لكن الفكرة غريبة نوعاً ما على من تعود على الأكل العراقي.
أحمد ومحمد تواصلا مع خبير زراعي لبناني، قدم لهما الكثير من النصائح للوصل إلى الغاية المرجوة، وقال لهم يجب "تغطية ثمار الموز الخضراء بالنايلون، وهي طريقة تساعد في نضوجها وتحول قشرتها إلى اللون الأصفر".
"ها نحن نحتفي اليوم بنضوج اولى ثمار الموز لدينا"، يقول أحمد وهو مبتسماً كأنه منتصر في أولمبياد باريس.
ثمار التجربة الناجحة كانت للعائلة وهدايا للأقارب والأصدقاء، ويسعى الأخوين لتوسعتها والاستفادة منها اقتصادية ووصول موزهم لسوق ديالى والعاصمة بغداد، ويستعدون لتقديم شتلات الموز مجاناً لمن يرغب بالزراعة في ديالى.
*هذه المادة انتجت في إطار برنامج توسيع دور المرأة في تغطية القضايا البيئية. البرنامج ينفذ من قبل مؤسسة (كركوك ناو) بدعم وتمويل من وزارة خارجية جمهورية ألمانيا الاتحادية.
