ناشطون في مجال مناهضة الإبادة الجماعية يعلنون العثور على رفات "1000 شخص من ضحايا الأنفال" بكركوك

كركوك/ 12 نيسان 2025/ موقع دفن "رفات ألف شخص من ضحايا الأنفال". تصوير: هوار فارس

كركوك ناو

كشف عدد من الناشطين العاملين في منظمات مناهضة الإبادة الجماعية العثور على مقبرة جماعية في كركوك تضم بحسب متابعاتهم رفات ما لا يقل عن ألف شخص من ضحايا الأنفال مدفونة في مقابر فردية.

الناشطون أعلنوا في مؤتمر صحفي عقد اليوم، السبت 12 نيسان، في معسكر طوبزاوا نتائج متابعاتهم التي استمرت لثلاثة أشهر وشددوا على أن "المقبرة تضم رفات ما لا يقل عن ألف شخص قتلوا إبان فترة حكم نظام البعث".

الناشط في مجال الإبادة الجماعية، هيمن حسيب، قال لـ(كركوك ناو)، "معسكر طوبزاوا الذي كان يجمع فيه المؤنفلون من كافة المناطق الكوردية، ما عدا مؤنفلي بادينان، كان يشهد حالات وفاة فردية يومياً بسبب المرض، الجوع والتعذيب، يومياً كان يموت اثنان أو ثلاثة وإدارة المعسكر كانت تنقل جثثهم إلى دائرة  الطب العدلي بكركوك، إلى أن ازداد العدد بشكل كبير فاق استيعاب دائرة الطب العدلي".

ما رواه هين حسيب استند إلى كتاب من الطب العدلي بكركوك في آب 1988 يطلب فيه من محافظ كركوك في حينها ودائرة الصحة إيجاد حل لأن ثلاجات الدائرة لم تعد قادرة على استيعاب المزيد من الرفات.

وقال هيمن، "محافظ كركوك في حينها طلب في نفس الشهر من البلدية دفن الجثث"، وأشار هيمن، وهو قانوني، إلى أنه "بموجب القانون، تتولى البلدية دفن الأشخاص مجهولي الهوية، أو الذين لا يتم التعرف عليهم، لكن  هويات وأعمار المؤنفلين كانت معروفة، لذا فإن هذا العمل كان لا إنسانياً والهدف منه إخفاء الجريمة".

عقب كتاب المحافظ، قامت البلدية بدفن الضحايا في مقبرة خاصة. البلدية لم تستخدم هذه المقبرة منذ عام 1994 وبحسب متابعات الناشطين تضم رفات ما بين 1000 و1500 مقبرة فردية. وأضاف هيمن "وفقاً لمتابعاتنا، 80 بالمائة من المقابر تعود لضحايا الأنفال".

Gor.topzawa.nwe

كركوك/ 12 نيسان 2025/ عدد من الناشطين في موقع دفن "رفات ألف شخص من ضحايا الأنفال".  تصوير: هوار فارس

المقبرة قريبة من معسكر طوبزاوا وتبعد كيلومترين فقط عن منزل علي حسن المجيد، ابن عم صدام حسين، خلف المنطقة الصناعية القديمة بكركوك.

المقبرة أنشأت على مساحة تقدر بـ100 دونم، وبحسب متابعات الناشطين الذين تحدثوا مع الأهالي الساكنين بالقرب من المقبرة، كانت حتى عام 1987 تضم 50 قبراً، ويعتبر الناشطون هذا دليلاً آخر على أنها تعود لضحايا الأنفال.

وقال هيمن حسيب، "هذه القبور ليست جميعها لضحايا الأنفال، بل يعود قسم منها لأشخاص أعدموا في قضايا سياسية، لكن ما نعرفه هو أن البلدية استخدمتها حتى حدود عام 1993 أو 1994.. ابتداءً من اليوم سنتواصل مع البلدية والطب العدلي ودائرة المقابر الجماعية".

جرائم الأنفال ارتكبت من قبل النظام البعثي برئاسة صدام حسين ضد سكان مناطق مختلفة من إقليم كوردستان ومحافظة كركوك. وفقاً لإحصائيات حكومة الاقليم نحو 182 ألف كوردي راحوا ضحية حملات الانفال بعد أن دفنوا أحياء في صحاري غرب العراق، حكومة الاقليم حددت 14 نيسان من كل عام يوماً لاستذكار الفاجعة.

أنشأ معسكر طوبزاوا عام 1987 بعد تهجير سكان القرية، وبعد عام، خلال حملات الأنفال، تم احتجاز آلاف المواطنين الكورد في المعسكر قبل نقلهم الى صحاري السماوة وسجن نقرة سلمان، بحسب الشهود والوثائق. 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT