تواجه السيدات الحوامل في ناحية ألقوش الكثير من المصاعب من أجل إنجاب أطفالهن بسبب إغلاق صالة الولادة في المركز الصحي الموجود في الناحية.
صالة الولادة في مركز ألقوش الصحي، التي تعتبر أهم وحدة خدمية للنساء الحوامل، أغلقت منذ قرابة 10 أعوام، في الوقت الذي تنفذ فيه الحكومة الاتحادية العراقية الاستراتيجية الوطنية لتنظيم الأسرة والمباعدة بين الولادات للفترة من 2020 الى 2025 والتي وصلت الى المراحل الأخيرة للتنفيذ.
المشروع بمثابة خارطة طريق لتحسين صحة الأمهات والأطفال، الحد من الفقر وتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وقع عليها العراق.
سميرا يونان، سيدة مسيحية تعيش في ألقوش، روت قصة المعاناة التي تعرضت لها عائلتها بسبب إغلاق صالة الولادة، وقالت، "قبل عامين،كانت إحدى شقيقاتي حامل، في أحد الأيام أخذناها إلى دهوك لكي تنجب طفلها، لكن قبل أن نصل إلى هناك جاءها المخاض وولدت طفلها في الطريق، كان أمراً عصيباً، هذا هو حال معظم النساء الحوامل بسبب إغلاق صالة الولادة في ألقوش".
الحوامل الراغبات بالحصول على الرعاية والخدمات المتوفرة في صالات الولادة يتوجب عليهن قطع مسافة تستغرق حوالي ساعة كاملة من أجل الوصول إلى مستشفى خارج الناحية، على الأغلب تكون الوجهة هي مدينة دهوك.
في عام 2016، وفرت منظمة دولية كافة المستلزمات والأجهزة لصالة الولادة في مركز ألقوش الصحي من لتقدم خدماتها للحوامل.
المنظمة قررت أيضاً تأمين رواتب ستة أشهر للكوادر الطبية العاملة في صالة الولادة، لكن بعد انتهاء الأشهر الستة تخلى الكادر الطبي عن العمل في الصالة حيث لم يلقوا الدعم من الحكومة، نتيجة لذلك تم إغلاق الصالة.
"صالة الولادة كانت الشيء الوحيد المفرح للحوامل في ألقوش، لأنها كانت توفر عليهم عناء السفر إلى دهوك أو تلكيف أو الموصل لإنجاب أطفالهن"، بحسب سميرا يونان.
ألقوش ناحية تابعة لقضاء تلكيف، غالبية سكانها من المكون المسيحي، إلى جانب مكونات قومية ودينية أخرى كالعرب، الكورد والايزيديين، وتضم 42 قرية.
وقالت سميرا، "ما يثير تساؤلنا هو كيف تعجز الحكومة عن توفير طبيب واحد ومنتسبين صحيين لهذه الصالة التي تتوفر فيها كافة الأجهزة والمستلزمات.... طالبنا بإعادة فتحها عشرات المرات، لكن دون جدوى".
رائد قيا منصور، مختار ناحية القوش، قال لـ(كركوك ناو)، "فتح صالة الولادة قدم خدمات جيدة لنساء ألقوش والقرى المحيطة، إغلاق الصالة يؤدي إلى نشوء مخاطر صحية على الحامل والجنين، بالأخص حين يضطر النساء للتوجه إلى مناطق أخرى أثناء فترة الولادة".
الاستراتيجية الوطنية لتنظيم الأسرة والمباعدة بين الولادات، حسبما تم التأكيد عليه في مبادئها التوجيهية، تعتبر الدولة المسؤولة الرئيسية عن طريق تقديم خدمات تنظيم الأسرة كجزء من حزمة صحة انجابية متكاملة وفقاً لمعايير الجودة العالية.
الخدمات المتعلقة بتنظيم الأسرة تتوفر في المستشفيات الحكومية، منها مستشفيات الموصل والبتول في الجانب الأيمن من مدينة الموصل والسلام والخنساء في أيسر الموصل، فضلاً عن مستشفيات أخرى في سنجار والبعاج، لكن ألقوش محرومة من أحد أهم تلك الخدمات ألا وهي صالة الولادة.
دلشاد علي، المخول بصلاحيات مدير عام دائرة صحة نينوى، قال لـ(كركوك ناو) إن الدائرة "تخطط لإعادة فتح صالة الولادة في ألقوش من خلال توفير الكوادر الطبية اللازمة".