تجرى عشرات الفحوص للمقبلين على الزواج في مركز مأمون الدباغ بمدينة أربيل والتي تعتبر أحد شروط تصديق العقد في المحكمة بهدف الكشف عن وجود أمراض وراثية أو معدية قد تنتقل إلى الطرف الآخر أو إلى الأبناء في المستقبل.
المركز أنجز خلال العام الماضي 17 ألف و226 فحصاً قبل الزواج، فيما شهدت الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي إنجاز 6600، والهدف الرئيسي هو منع انتشار الثلاسيميا.
المدير الإداري للمركز، آمانج عثمان، أوضح في هذه المقابلة مع (كركوك ناو) أهمية إجراء فحوص ما قبل الزواج، إضافة إلى الخدمات الأخرى التي يقدمها المركز مثل تقديم المشورة الطبية للمقبلين على الزواج.
كركوك ناو: في البداية كان مأمون الدباغ مركزاً صحياً والآن تحول إلى مركز خاص بفحوص ما قبل الزواج، ما نوع الخدمات التي تقدم حالياً؟
آمانج عثمان: قبل أكثر من 20 سنة، تأسس مأمون الدباغ كمركز صحي، حينها كانت تجرى فيه فحوص ما قبل الزواج فقط، لكنه تحول إلى مركز تجرى فيه عشرات الفحوص إضافةً إلى دورات استشارية قبل الزواج يُلزم مراجعوه بالمشاركة فيها.
تجرى هنا فحوص الدم، فحوص الأمراض الوراثية، فيروس الأيدز، إلتهاب الكبد من نوع B و C، فحص الحيوانات المنوية للرجال والمبيض للنساء. الهدف هو معرفة القدرة على الزواج والإنجاب، من ضمنهم الأخاص دون سن الـ18، بالأخص الفتيات وذلك من قبل أطباء مختصين، حيث تجرى لهم فحوص السونر وترسل لنا لجنة طبية دائمية تقريراً حول مدى أهليّتهم للزواج.
كركوك ناو: ما أهمية هذه الفحوص؟
آمانج عثمان: تؤدي اللجان الطبية هنا مهامها ويعطوننا تقارير علمية وطبية حول إمكانية المضي في الزواج من عدمها، بدورنا نرسل بناءً على هذه التقارير كتاباً رسمياً إلى محكمة الأحوال الشخصية ويصدر القاضي قراره بناءً على التقرير. إذا أوصينا بمنع الزواج فالمحكمة ترفض المصادقة على عقد الزواج.
كركوك ناو: هل وردتكم حالات من هذا النوع؟

آمانج عثمان، المدير الإداري لمركز مأمون الدباغ تصوير: فرمان صادق
آمانج عثمان: نعم، القضاة يولون أهمية كبيرة لتقاريرنا، إذا عارضنا الزواج يوافقوننا.
كركوك ناو: يقال إن أحد الأهداف من هذه الفحوص تتمثل بالحؤول دون إزدياد حالات الإصابة بالثلاسيميا؟
آمانج عثمان: هذا صحيح، نحن لا ندمغ ختم عدم الممانعة على استمارة شاب وشابة مصابان بالثلاسيميا. وردتنا حالات كان الإثنان فيهما مصابين بالثلاسيميا ونصحناهما بعدم المضي في الزواج لأن أطفالهما سيعانون من نفس الحالة.
لكن كانت هناك حالات لأشخاص أحبوا بعضهم وأصرت عوائلهم على الزواج، في هذه الحالة نشير في تقريرنا إلى أن الشخصين مصابان بالثلاسيميا ونحملهما مسؤولية إنجاب أطفال مصابين بالثلاسيميا، مع ذلك لا نختم الإستمارة ونرسلهما إلى المحكمة، القاضي في هذه الحالة يقرر بناءً على تقريرنا، لكن بعض القضاة يوافقون على إجراء الزواج وبعضهم لا.
مؤخراً أصدر مجلس الوزراء قراراً بخصوص الثلاسيميا يمنع بموجبه الزواج بين الشبان والشابات المصابين بالثلاسيميا، وقد تم تشكيل لجنة خاصة لهذا الغرض، لأن الحالات زادت وهذا المركز هو القناة الوحيدة التي يمكن من خلالها منعها.
كركوك ناو: إلى جانب الثلاسيميا، توجد الآن العشرات من الأمراض المعدية، هل هي أيضاً ضمن أهدافكم؟
آمانج عثمان: لا مشكلة لدينا إن كان الشخصان مصابين بأي مرض، لكن ما يهمنا هو أن لا يؤدي الزواج إلى إنجاب أطفال مرضى بحيث يؤدي إلى ازدياد الأمراض المعدية وخلق مشاكل للمجتمع.
كركوك ناو: هل ظهرت في الفحوص حالات إصبابة بالأيدز؟
آمانج عثمان: نعم، كانت هناك حالة واحدة فقط لكن لم يتم التأكد منها بعد.
كركوك ناو: هل تنشأ في بعض الأحيان مشاكل بسبب عدم توافق فصائل دم الشاب والفتاة؟
آمانج عثمان: حين تكون فصيلة دم الشاب سالبة والفتاة موجبة، لا يمنع ذلك المضي في زواجهما، لكننا نزودهم ببطاقة نوصي فيها أطباء مستشفيات الولادة بإعطاء الزوجة جرعة (Anti D) أثناء الولادة للحفاظ على سلامتها.

أربيل/ حزيران 2025/ شاب يجري فحوص ما قبل الزواج لمركز مأمون الدباغ تصوير: فرمان صادق
كركوك ناو: إذن ما أكثر ما يمنع المضي في عملية الزواج؟
آمانج عثمان: أكثر شيء هو الثلاسيميا.
كركوك ناو: هل يمكنك تزويدنا بإحصائية تخص هذه الفحوص؟
آمانج عثمان: في عام 2024 تم إجراء أكثر من 17 ألف فحص ما قبل الزواج وفي الأشهر الخمسة الماضية ستة آلاف و632 فحص.
كركوك ناو: ماذا عن اللذين يتزوجون خارج المحكمة؟
آمانج عثمان: البعض من رجال الدين لا يعقدون القران دون وجود تقرير طبي وهذا أمر مفرح بالنسبة لنا وندعو كافة رجال الدين بالإلتزام بذلك من أجل مجتمع خال من الأمراض.
كركوك ناو: هل لديكم تنسيق بهذا الشأن مع وزارة الأوقاف؟
آمانج عثمان: للأسف لا يوجد لدينا تنسيق.