رغم وعود الحكومة العراقية على إنهاء ملف النازحين، إلا أن منذ مطلع عام 2024 حتى الآن عادت 800 عائلة إيزيدية مجدداً من سنجار إلى إقليم كوردستان، قسم كبير منهم قصدوا المخيمات.
موجة النزوح العكسي تعود بصورة رئيسية لعدم استتباب الأوضاع الأمنية، قلة الخدمات وانعدام فرص العمل إلى جانب المشاكل الإدارية، حسبما قال نازحون ممن عادوا إلى المخيمات.
خيري خوديدا خلف، مواطن إيزيدي، غادر أواخر تشرين الثاني 2024 مخيم رشان في محافظة دهوك بعد 10 سنوات من النزوح وعاد إلى قرية خانصور يحدوه الأمل ببدء حياة جديدة، لكنه في نيسان الماضي قرر العودة إلى نفس المخيم.
"لم تكن هناك فرص عمل، الخدمات الأساسية كالكهرباء والخدمات الصحية لم تكن بالشكل المطلوب، فضلنا العودة إلى المخيم"، وأضاف، "فوق كل ذلك، لم تمنحنا الحكومة المستلزمات والتجهيزات التي كان من المقرر أن نستلمها مقابل عودتنا".
في كانون الثاني 2024، رفعت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية المنحة المالية التي توزعها على العوائل العائدة إلى ديارها من مليون وخمسمائة ألف دينار إلى أربعة ملايين، فضلاً عن تزويدها بأجهزة منزلية وامتيازات أخرى كالتعيينات ورواتب الرعاية الإجتماعية.
المبادرة الجديدة كانت تهدف لتشجيع النازحين على العودة وإغلاق المخيمات في إقليم كوردستان، حيث أن الحكومة كانت تخطط لإغلاق كافة المخيمات بحلول منتصف عام 2024.
دهوك/2025/ عودة عدد من العوائل الإيزيدية النازحة إلى سنجار عن طريق المنظمة العالمية للهجرة تصوير: كركوك ناو
وقال خيري، "أكملنا كافة المعاملات الخاصة بالعودة واستلام المساعدات، لكن حين عدنا لم تصلنا أي منها".
خيري، أب لأربعة أطفال، الفترة التي قضاها في سنجار عمل فيها كعامل بناء، "عملي كان مرهقاً جداً، كنت أنقل مواد البناء(البلوك) 8 ساعات يومياً، الحكومة لم تعمل شيئاً لإعادة إعمار المنطقة، حالياً أعيش بجوار بيت والدي في مخيم مام رشان".
وفقاً لإحصائية لمكتب الهجرة والمهجرين والإستجابة للأزمات التابع لحكومة اقليم كوردستان، في الفترة من كانون الثاني 2024 لغاية تموز 2025 أخلت 800 عائلة مناطقها في سنجار وعادت إلى محافظة دهوك.
مدير المكتب، بير ديان جعفر، قال لـ(كركوك ناو)، "لدينا لجنة خاصة بإستقبال العوائل العائدة إلى إقليم كوردستان، اللجنة تجلس كل أربعاء وتستلم معاملات هذه العوائل".
حول ما إن كانت تلك العوائل سيعاد إسكانها في المخيمات، قال بير ديان جعفر إن "كل عائلة تعود إلى سنجار عن طريق برنامج المنظمة العالمية للهجرة يتم غلق ملف نزوحها ولن يكون لها الحق بالعيش مجدداً في المخيمات، لكن العوائل التي عادت عن طريق وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، يسمح لها بالإقامة في المخيمات أو خارجها بعد مغادرتها مناطقها الأصلية".
بموجب قرار الوزارة أوقفنا استلام معاملات النازحين، هذا يعني بأن النازحين لا يستطيعون العودة
إجمالاً، عادت حتى الآن قرابة ألف عائلة إلى سنجار عن طريق المنظمة العالمية للهجرة، آخر وجبة تألفت من 370 عائلة عادت في أيار من العام الحالي.
إلى جانب الحكومة، تعمل المنظمة العالمية للهجرة على تقديم المساعدات للعوائل الراغبة بالعودة إلى مناطقها، وتتألف المساعدات من منح مالية (تتراوح بين 1000 دولار و 1700)، إضافةً إلى إعادة تأهيل المنازل، إيجاد فرص العمل وتخصيص مبالغ لأجور نقل الأغراض المنزلية.
الحكومة العراقية قررت في تموز 2024 وقف المعاملات الخاصة بعودة النازحين إلى مناطقهم لحين الوصول إلى اتفاق مع حكومة إقليم كوردستان، منذ ذلك الحين لم تعد أي عائلة إلى سنجار باستثناء تلك التي عادت عن طريق المنظمة العالمية للهجرة".
وقال بير ديان، "حتى الآن لم يحدد موعد لإستلام معاملات النازحين ولا نعرف متى ستستأنف العملية".
وأشار إلى وجود عدة أسباب وراء النزوح العكسي منها "عدم استتباب الأمن ووجود قوات غير رسمية في سنجار، قلة الخدمات وغياب فرص العمل"، وذكر أسابابً أخرى منها عدم معالجة المشاكل الإدارية، على سبيل المثال، عدم مباشرة القامّقام الجديد لمهامه واضطرار مواطني سنجار للذهاب إلى دهوك من أجل تسيير معاملاتهم.
يوم الأربعاء، 13 آب، سجل عدد من أهالي سنجار دعوى قضائية على محافظ نينوى، عبدالقادر الدخيل، كونه لم يصدر أمر المباشرة لقائمقام سنجار الجديد الذي انتخب من قبل مجلس المحافظة.
بحسب الإحصائيات لا يزال 188 ألف و944 نازح يشكلون 27 ألف و69 عائلة، معظمهم من إيزيديي سنجار، متواجدين في محافظة دهوك.
مدير دائرة الهجرة والمهجرين العراقية في محافظة دهوك، اسكندر محمد أمين، قال لـ(كركوك ناو)، "بموجب قرار الوزارة أوقفنا استلام معاملات النازحين، هذا يعني بأن النازحين لا يستطيعون العودة"، وشدد أسكندر على توقف كافة المنح المالية والمساعدات المخصصة للعوائل الراغبة بالعودة".
