كثفت منظمة "التعاون" الألمانية جهودها لزيادة المساحات الخضراء في بلدة كفري بالإضافة إلى تنظيم حملات توعية بيئية في الوقت الذي يعاني فيه القضاء من إيصال نسبة المساحات الخضراء إلى المعيار العالمي.
أعمال المنظمة تسير بالتنسيق مع بلدية كفري، الهدف الذي يجمعهما هو العمل من أجل تخفيف وتيرة التغير المناخي وتداعياته على المنطقة.
دلشاد اسماعيل، الذي يعمل في قسم المشارع بالمنظمة قال لـ(كركوك ناو)، إن "ننظم فعاليات بيئية متنوعة شهرياً، مثل حملات التشجير، الندوات وحملات التنظيف. هذه النشاطات جزء من جهود حماية النظام البيئي والحد من تلوث البيئة".
الشهر الماضي، أشرفت المنظمة على حملة تشجير في المعهد الانجليزي بكفري، وأشار دلشاد اسماعيل إلى أن فريق المنظمة "زرع أنواع متعددة من الزهور والنباتات في المعهد، هذا جزء من مهامنا في إطار قضية البيئة".
بحسب إحصائية للمنظمة، تولت فرقها خلال السنوات الخمس الماضية زراعة أكثر من 2000 شتلة بالتعاون مع بلدية كفري بعد أن حددوا المواقع والحدائق لزيادة المساحات الخضراء.
قسم من فعاليات المنظمة تنفذ في المدارس والأرصفة والجزرات الوسطية، وتتضمن نشر الوعي بين الطلاب، الأطفال والشباب لحثهم على الاعتناء بالبيئة.
رئيس بلدية كفري، علي خورشيد، قال بأن المنظمة الألمانية تلعب دوراً مهماً في زيادة السماحات الخضراء بقضاء كفري، وذلك بالتنسيق مع البلدية.
قضاء كفري من المناطق المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة إقليم كوردستان، لكنها إدارياً تتبع كرميان، وبحسب بيانات عام 2023 كانت نسبة المساحات الخضراء في كرميان 5.7 بالمائة فقط، وهي أقل من المعيار العالمي الذي حدد النسبة بأن لا تقل عن 30 بالمائة.
فيما يتعلق بقضاء كفري، تشير احصائيات نشرتها البلدية في شهر حزيران الماضي إلى أن نسبة الخضرة في القضاء تتراوح بين 7 بالمائة و9 بالمائة.
ويقول علي خورشيد بأن البلدية نفذت خلال الأشهر القليلة الماضية حملات تشجير مكثفة يرى بأنها مكّنتهم من زيادة نسبة المساحات الخضراء.
تتألف إدارة كرميان من ثلاثة أقضية، مناخ المنطقة "حار" ويشهد عواصف ترابية في الصيف، أما في الشتاء فنسبة الأمطار فيها قليلة.
مخاطر التغير المناخي كثفت خلال السنوات الأخيرة الجهود الرامية لزيادة نسبة الخضرة للتخفيف من تداعيات التغير المناخي.
حملة تنظيف بمشاركة عدد من الطلبة بمبادرة من منظمة التعاون الألمانية تصوير: إعلام المنظمة
وقال رئيس بلدية كفري، "في الوقت الحاضر نحن بصدد إنشاء حزام أخضر حول كفري لزيادة المساحات الخضراء وكذلك تخفيف تداعيات التغير المناخي وصدّ العواصف الترابية".
تركز بلدية كفري ومنظمة التعاون الألمانية حملاتها في الحدائق الواقعة وسط القضاء وتسعى لزيادة عدد الحدائق داخل الأحياء والمناطق.
وفقاً لإحصائية للمديرية العامة لبلديات كرميان، توجد 243 حديقة ومتنزه كبير في كرميان.
"نخطط لإيصال شبكات المياه للمواقع التي من المقرر أن تخصص لإنشاء الحدائق وتزويدها بالثيل الطبيعي لتحويلها إلى حدائق"، وأضاف علي خورشيد، "هدفنا الآخر هو استخدام نظام التقطير لري الحدائق بدل الصهاريج المتنقلة".
من الفعاليات المشتركة التي نفذتها المنظمة الألمانية بالتعاون مع بلدية كفري تصميم عد من الممرات الدائرية في القضاء وتحويلها إلى حدائق، على سبيل المثال، حديقة "مام سابير" التي أنشأتها المنظمة وأصبحت الآن مكاناً تتجمع فيه عوائل كفري".
وقال دلشاد اسماعيل "قمنا أيضاً بتشجير الأراضي الواقعة في محيط باوه شاسوار".
تأتي نشاطات المنظمة في كفري والمناطق الأخرى إدارة كرميان في الوقت الذي يشكل فيه التلوث البيئي والتغير المناخي خطراً مباشراً على صحة السكان.
وتقول وزارة الصحة في حكومة إقليم كوردستان إن التلوث البيئي أحد اسباب الإصابة بأمراض السرطان، حيث سجلت تسعة آلاف و911 حالة إصابة بالسرطان خلال 2023، وتشير الاحصائيات الى أن سرطان الرئة ثاني أكثر الحالات شيوعاً.
إلى جانب كفري، تنفذ منظمة التعاون الألمانية فعاليات بيئية في كلار، خانقين وعدد من النواحي في المنطقة.
قادر إسماعيل، معلم في كفري، رحب بجهود المنظمة، لكنه قال بأن نسبة الخضرة لم تصل للمستوى المطلوب رغم ازدياد الكثافة السكانية والتلوث البيئي.
"المهمة تتطلب توعية المواطنين وبعض الإجراءات التي يجب أن تنفذها الحكومة، حيث أن إحدى المشاكل تتمثل بعدم تخصيص مساحات خضراء ضمن المشاريع السكنية، الأمر الذي يؤدي إلى الاحتباس الحراري".
وأوضح قادر اسماعيل، وهو أيضاً ناشط بيئي، بأن "الأدخنة المتصاعدة من الآبار النفطية، المعامل وعوادم المركبات تلوث المنطقة، كما أن قلة الأشجار والخضرة تؤدي بشكل مباشر إلى انتشار الأمراض".