من البیئة

تصنع اللباد من صوف الأغنام
شادان وجدت طريقة للحفاظ على البيئة وتأمين مصدر للدخل

  • 2024-12-31
تصنع اللباد من صوف الأغنام<br> شادان وجدت طريقة للحفاظ على البيئة وتأمين مصدر للدخل
أحد منتجات شادان سعيد المصنوعة من الصوف.  تصوير: كركوك ناو
آوات عمر

عند بدء موسم جز صوف الخراف، تنطلق شادان سعيد في جولات حول قرى كرميان ومناطق أخرى بهدف جمع الصوف ومن ثم غسله واستخدامه لصنع منتجات مختلفة وبيعها. وترى شادان بأن رمي الصوف بصورة عشوائية يؤدي الى تلوث مصادر المياه في القرى.

بحسب خبراء البيئة، صوف الخراف يؤدي الى تلوث البيئة في حال رميه بصورة عشوائية في مصادر المياه كالأنهر والينابيع، لكن إذا تم التخلص منها بطرق صحية، مثل طمره في التربة سيساهم في تخصيبها.

شادان تخرجت من قسم السيراميك بكلية الفنون الجميلة وهي من أهالي قضاء كفري التابع لإدارة كرميان لكنها تقيم في مدينة السليمانية. تزور شادان سنوياً القرى لجمع الصوف خلال موسم جز صوف الخراف في شهر أيار.

"أتعامل مع الصوف منذ صغري، لذا ارتأيت أن أستغل هذه المادة الطبيعية لخدمة أعمالي الفنية"، هكذا تحدثت شادان عن فكرة مبادرتها.

تعين شادان بعملها زوجها، وهو الآخر بارع في مجال الرسم، الاثنان خصصا إحدى غرف منزلهما لهذا الغرض.

بعد أن تجمع شادان الصوف من القرى تقوم بغسلها ونشرها تحت أشعة الشمس لكي يجف، وتهده لصنع اللباد.

في أيار الماضي جمعت صوف 16 خروف قبل أن يرميه مربو الماشية.

تقول شادان، "بعد تحويله الى لباد، أضع له تصاميم وأعمل على انتاج التصاميم. لكي أعرف المدة التي أحتاج اليها لصنع أي منتج أتحرى كمية المادة الأولية المتوفرة لي وحجم المنتج، سواء كان المنتج عبارة عن محغظة نقود أو حقيبة أو أي شيء آخر"، عملها مزيج بين الفن وحماية البيئة وتأمين مصدر دخل.

لتسويق منتجاتها، تركز شادان على احتياجات المجتمع اليومية، فمثلاً يستخدم معظم الناس في الوقت الحاضر أجهزة الموبايل والتابليت، لذا استغلت شادان هذه النقطة وبدأت بصنع حافظات لهذه الأجهزة.

تفتخر شادان بأنها تستعمل الصوف المحلي وتريد أن تقول إن بإمكانها استثمار مواد محلية لصنع منتجات جديدة صديقة للبيئة.

xwree
نماذج من منتجات شادان سعيد المصنوعة من الصوف   تصوير: كركوك ناو

"لدي ثلاثة أهداف رئيسية، حماية البيئة، إحياء التراث وتأمين لقمة العيش"، وتضيف شادان، "عملي ليس سهلاً، قص وتنظيف الصوف يتطلب جهداً كبيراً، لذا نرى بأن هذا الموروث الكوردي الخاص بصنع السجادات وغيرها يتجه نحو الاندثار... أنسب الفضل لزوجي لأنه يساعدني في عملي".

الى جانب عمله الفني، يقدم زوج شادان برنامجاً بيئياً في إحدى القنوات الفضائية، الهدف منه نشر الوعي البيئي.

يعرض الزوجان منتجاتهما ويعثران على زبائن لها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي.

آرينا مريوان، طالبة في جامعة كركوك ومن زبائن منتجات شادان، قالت "رأيت منتجاتها على إحدى صفحات التواصل الاجتماعي ولفتت انتباهي، اشتريت حقيبة، بعدها طلب زملائي نفس المنتج".

تقول آرينا إن "الأسعار مناسبة، العمل فريد من نوعه، بالأخص للأشخاص الذين يعشقون التصميمات الكلاسيكية الجميلة".

استخدام الصوف ليس بالشيء الجديد فقد استخدم منذ القدم لصنع السجادات، الأفرشة، الوسادات وغيرها، لكن منتجات شادان تواكب احتياجات العصر.

رحمن حميد، مربي ماشية في إحدى قرى كرميان، شدد على أنهم لا زالوا يستخدمون قسماً من الصوف لصنع السجادات والأفرشة، لكنهم أيضاً يبيعون قسماً منه.

"يعيد الأشخاص الذين يشترون منا الصوف استخدامه لإنتاج بعض الأعمال اليدوية، سعداء لأن هناك غيرنا ممن يصنعون منتجات أخرى من الصوف يؤمّنون من خلاله مصدر دخل ويحافظون على تراثنا".

إجمالاً، يكون تأثير الصوف على البيئة محدوداً في حال تم رميه في أماكن مخصصة أو تم طمره، لكن في بعض الأحيان يؤدي الى تلوث مصادر المياه.

ويقول الباحث في مجال البيئة، خالد سليمان، "يجب طمر الصوف والفضلات الأخرى للمواشي في أماكن خاصة لأنها تتحلل وتصبح جزءاً من التربة وغذاءاً لبعض الكائنات الحية، مثل الحشرات التي تعيش في التربة، بالتالي سيؤدي الى تخصيب التربة".

لكنه اشار الى أنه، "في حال تم رمي الصوف في مصادر المياه والينابيع سيؤدي الى تلوث البيئة".

وألمحت شادان الى أن "أحد أهدافها الرئيسية هي المحافظة على نظافة مصادر المياه".

"منتجاتي تحظى برضا الأشخاص الذين يرونها على صفحتي على مواقع التواصل الاجتماعي والتي أسميتها (لباد) وأحاول من خلال ذلك تسويقها"، بحسب شادان.

أكثر

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT