لن أستطيع العيش ما لم أرَ بساتين لالش و مياهه العذبة كل يوم
لن أستطيع العيش ما لم أرَ بساتين لالش و مياهه العذبة كل يوم
مرتدياً قبعةً دينية و معطف (الفرنجي) التقليدي و ممسكاً عصاً بيده، يستعد مروان بهذه الصورة لخدمة الآخرين. لا يهم أينما كنت، في بعشيقة، سنجار، شيخان أو أي مزار آخر للايزيديين، فستجده هناك.
يَلقى مروان علوبي منذ سنوات اعجاب المجتمع الايزيدي، يتلو الأناشيد الدينية الايزيدية بصوته الرخيم مضيفاً البهجة والحماس للمناسبات والتجمعات الدينية، طاقاته المتنوعة جعلت الجميع يلتفتون اليه للمشورة لإتمام الأمور.
مروان علوب الذي يطلق عليه المجتمع الايزيدي اسم مروان الخادم، تجاوز الخمسين من عمره، يمتهن الحدادة و يعيش حالياً في سهل نينوى. لا يتوانى مروان أبداً عن خدمة المزارات الدينية و أماكن العبادة و المجتمع الايزيدي، صارت تلك مهنةً ورثها عن والده، وهو ما جعل الناس يسمونه بمروان الخادم أو رجل المهام الصعبة.
لا استطيع أن أقف مكتوف الأيدي في الوقت الذي تحتاج فيه ديانتي و مجتمعي الى جهودي، ورثت خدمة الدين و المجتمع عن والدي، سواء كانت تلك الخدمة لمعبد لالش أو أي معبد ايزيدي آخر، أو أي عمل لأسرة الأمير و المجلس الروحاني الايزيدي"، هذا ما قاله مروان لـ(كركوك ناو).
بعد عودة الايزيديين الى مناطقهم الأصلية و بدئهم بترميم و اعادة بناء مواقعهم الدينية المقدسة التي دُمِّرَت من قبل مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)، كان مروان في طليعة الذين عادوا لخدمة معبد لالش.
"أردت أن يكون لي إسهام في ترميم هذا المكان المقدس... آتي يومياً الى معبد لالش و أقدم ما باستطاعتي لخدمة المكان"، و اضاف مروان "لن أستطيع العيش ما لم أرَ بساتين لالش و مياهه العذبة كل يوم."
يقع معبد لالش في حدود قضاء شيخان في محافظة نينوى ويُعَدّ من أقدس أماكن العبادة عند الايزيديين في العراق والعالم، تجري معظم المناسبات و المراسيم الدينية و الاجتماعية للايزيديين في هذا المعبد.
الى جانب الخدمات التي يقدمها، يشتهر مروان بصوته العذب و غالباً ما يتلو الأناشيد الدينية و أغاني العشق والتصوف في المنتديات والمناسبات الدينية.
تعرض قسم كبير من المواقع الدينية الايزيدية الى الدمار على يد مسلحي تنظيم داعش في آب 2014، مع بدء عملية اعادة البناء، كان مروان متواجداً لتقديم المشورة للمهندسين و ايضاً معاونة العمال.
يمتهم مروان الحدادة، لكنه يقول بأنه لطالما ابتعد عن مهنته لكي يتمكن من خدمة معبد لالش، مشيراً الى أن حبه للبيئة النقية و الخضرة حفّزه على المساهمة في تشجير المناطق الايزيدية و جعل هذا الأمر من مهامه الرئيسية.
حول ذلك يقول مروان "بعد طرد داعش، زرعت مئات الشجار في معبد لالش، بعضها الآن تثمر، أريد من الآن فصاعداً بذل المزيد لخدمة البيئة والخضرة في معبد لالش."
كاروان باعدري