العمل التطوعي كان اكبر من مجرد ايصال السلات الغذائية وتوزيع المنشورات، كان مسؤولية انقاذ العوائل من الجوع في ازمة كورونا
العمل التطوعي كان اكبر من مجرد ايصال السلات الغذائية وتوزيع المنشورات، كان مسؤولية انقاذ العوائل من الجوع في ازمة كورونا
يسرى علي - نينوى
داليا المعماري رغم انها خريجة كلية الحقوق الا انها لم ترضى ان تسلك مسار واحد في الحياة، وسط هذا الكم الهائل من تراكم المشاكل المجتمعية وانتشار فيروس كورونا الذي راح ضحيتها الكثير، فأصرت ان تكون "ناشطة الى جانب كونها محامية"، حسب قولها.
"تطوعت في بداية تحرر مدينة الموصل من يد تنظيم داعش، كي اساعد واشارك في النشاطات الانسانية والاجتماعية والمساهمة في اعادة بناء ما دمره التنظيم"، تحدثت المعماري عن بدياتها في العمل التطوعي.
وسيطر تنظيم الدولة "داعش" على مدينة الموصل في منتصف حزيران 2014، لتحررها القوات الأمنية بعد ثلاث سنوات.
واجهت المعماري (24 عاما) انتقادات من المجتمع المصلاوي المحافظ الذي "لا يرحب بفكرة ان تعمل المراءة كناشطة ومتطوعة" وتردد على مسامعها ان "تطوعكِ لا يجدي نفعا وانه من الافضل لكِ ان تبحثي عن عمل تتقاضي منه مرتباً أفضل لكِ".
لكنها تسألت مع نفسها "من الذي سوف ينقذ المجتمع عندما يحتاج اليه؟ من يساعد العوائل الفقيرة؟" لذا لم تصغي المعماري لكلام الكثير واستمرت بالعمل التطوعي إلى جانب عملها في المحاكم بحكم عملها في مجال المحاماة.
داليا تتمكن من انشاء فريقها التطوعي
رغم الانتقادات التي واجهت داليا وهي في طريقها للعمل التطوعي، لكنها لم تكتفي بان تعمل هي لوحدها، بل شجعت بذلك كل فتاة ترغب ان تسير في هذا المجال، وبالفعل كونت فريق من متطوعين ومتطوعات في مدينة الموصل.
وحول نشاطات فريقها، تقول المعماري انهم وزعوا المنشورات التوعوية داخل مدينة الموصل، تحمل معاني السلام وتحث على اعادة الحياة مجددا للمدينة، واخرى كانت تكافح المخدرات وتحث الاخرين على محاربتها.
فريقها كان يزور الكنائس ويشارك نشاطات الديانات الاخرى ويساهم في تعريف الناس على طقوسهم من اجل حث الاخرين على عدم الخوف من الاندماج مجددا في المجتمع الذي خسر الكثير نتيجة انتشار تنظيم داعش ومساهمته في "زرع الخوف في نفوس الناس".
حديث الناس ومخاطر الإصابة بكورونا
في الشهر الثالث من العام المنصرم، وبعد انتشار فايروس كورونا في الموصل وفرض حظر التجوال فيها، وما نتج عن تضرر اقتصاد الناس نتيجة منع فتح المحلات والخروج من المنزل.
قامت المعماري وفريقها بجمع "الخيرات من المقتدرين" وتوزيع اكثر من ثلاثة الاف وثمانون سلة غذائية على العوائل المتضررة، اثناء فترة حظر التجوال.
وشكلت شبكة من "الخيريين" تضم اساتذة جامعيين وميسورين من اجل تمويل نشاطاتهم الخيرية، كما نفذت بعض النشاطات مع وزارة الهجرة والمهجرين.
وفرضت السلطات حظر للتجوال في عموم العراق، بهدف الحد من انتشار فايروس كورونا، خلال فترات متقطعة ابتدأ من شهر شباط واستمر لغاية الربع الأخير من عام 2020، حينها بدات بالسماح بعودة الحياة إلى سابقها تدريجيا.
"رغم حديث الناس وقيل وقال، ومخاطر الإصابة بفايروس كورونا، لا زلنا مستمرين وفق استطاعتنا بطباعة المنشورات ونوزعها على الناس نشجعهم ونحثهم من خلالها على الالتزام بالتعليمات الصحية كلبس الكمامة وتعقيم اليدين باستمرار وعدم الخروج من المنزل الا للضرورة" تقول المعماري.
وأضافت ان فريقها يوكد على الناس بضرورة عدم خروج الاطفال لأنهم الاكثر عرضه للفايروس، وقد يكونوا وسيلة مساعدة على سرعة انتقاله بين الناس، بحكم كونهم غير واعيين بالدرجة الذي تؤهلهم للالتزام بإرشادات الصحة والسلامة.
انا وفريقي واجهتنا صعوبات في التنقل اثناء حظر التجوال لتوزيع السلات الغذائية، وما يتضمنه من مخاطر الاصابة بفايروس كورونا
"لا يخفى عليكم انا وفريقي واجهتنا صعوبات في التنقل اثناء حظر التجوال لتوزيع السلات الغذائية، وما يتضمنه من مخاطر الاصابة بفايروس كورونا، لكننا لم نستسلم ولم نتقاعد عن العمل"، هذا ما اشارت به المعماري.
العمل التطوعي بنسبة لها ولفريقها كان اكبر من مجرد ايصال السلات الغذائية وتوزيع المنشورات، كان بالنسبة لهم مسؤولية انقاذ العوائل من الجوع في ازمة كورونا، التي ولدت أزمات أخرى اقتصادية واجتماعية.
وعن خططها المستقبلية، تخطط المعماري لفتح مؤسسة خيرية لتشجيع العمل التطوعي بين صفوف الشباب وجمع التبرعات من اجل مساعدة الفئات المجتمع المختلفة.