عندما صعدت الى المسرح للمرة الاولى، كنت ابكي واضحك في نفس الوقت... وفي احد الليالي عندما رجعت الى المنزل وطرقت الباب، سمع صوت والدي يقول لشقيقتي ان كان الطارق واحد لاتفتح الباب له
ژینۆ خلیل
عندما صعدت الى المسرح للمرة الاولى، كنت ابكي واضحك في نفس الوقت... وفي احد الليالي عندما رجعت الى المنزل وطرقت الباب، سمع صوت والدي يقول لشقيقتي ان كان الطارق واحد لاتفتح الباب له
ژینۆ خلیل
في احد الليالي عندما عاد الى منزله في ساعة متاخرة، قام والده باغلاق الباب عليه، لانه كان يعتقد بأن عمل ابنه "معيب" وليس مقبولا في المجتمع وبين عائلته، وفي اغلب الاوقات كانوا ينادونه بـ "الولد المجدوه".
وجاءت ردة فعل والده بعدما سمع خبر صعود ابنه الاصغر على المسرح لتقديم عرض مسرحي، على الرغم من ان ذلك كان طبيعيا بالنسبة لاغلب الاهالي، الا ان الامر كان جديدا وغير تقليدي بالنسبة لعائلتهم ويعتبرونه بأنه يتعارض مع قيمهم المتوارثة.
واحد مجيد والمعروف بين المواطنين بـ "وحيد كفري" وهو الان في اربعينيات من عمره، في عام 1991 عندما كان في الـ 18 من عمره، كان والده من اكبر المعوقات الذي كان يقف امام عمله.
وحول العراقيل التي كانت تضعه اسرته امامه، قال لـ (كركوك ناو) "كان والدي يقول بأستمرار من بين اولادي الخمسة انت المجدوه من بينهم، متمنيا سماع كلامه والذهب الى العمل ب انتظام".
كان وحيد يعمل يوميا كعامل مقابل خمسة دنانير، الا ان والده كان يأخذ منه يومياته ويعطيه خمسة دنانير في نهاية الاسبوع، "كنت انذاك ابنا صالحا ولم اكن مجدوها"، وحيد كفري قال ذلك.
واضاف "في شهر كانون الاول 1991 عندما صعدت الى المسرح للمرة الاولى، كنت ابكي واضحك في نفس الوقت... وفي احد الليالي عندما رجعت الى المنزل وطرقت الباب، سمع صوت والدي يقول لشقيقتي ان كان الطارق واحد لاتفتح الباب له، لان عائلتنا لا تقبل بافعاله"، مضيفا "عشرات الليالي اخرجني والدي من المنزل".
وحيد اصبح معارضا
لم ينسى وحيد كفري الا الان كلمة "الولد المجدوه" عندما كان يواجه عراقيل الذي يتسببونه له، وعدم الاعتراف بقدرته في مجال المسرح والاخراج"، في اواخر تسعينيات القرن الماضي، قرر وحيد كفري التوجه الى السليمانية والسكن فيها ومغادرة موطنه الاصلي كفري.
"تربيت في عائلة عشائرية، لم يسبق لوالداي دخول المدرسة.. في نهاية المطاف عرفت بأن والدي لم يكن مذنبا لانه كان من مواليد عشرينيات القرن الماضي ولم يكن يفتهم ماهو المسرح، لذلك قلت لنفسي ان كنت تريد الاستمرار كممثل مسرحي يجب عليك مغادرة كفري" هذا ماقاله وحيد، لم يكن الحياة في السليمانية اسهل من كفري بالنسبة لوحيد، الا انه قرر تحقيق حلمه هناك.
كان وحيد يعمل في محلا لتصوير مقابل 15 دينار سويسري، كان يدفع 10 دنانير منه للفندق، ويقول لم يكن يعرف ما يفعله بالدنيانير الخمسة الباقية لم يكن يكفيه لمصاريفه اليومية، الا انه قرر المواصلة لتحقيق حلمه".
كان ينشغل ليلا بكتابة النصوص المسرحية وسيناريو الافلام، الا انه قام بعرض انتاجاته الذي عمل عليه في يوما من الايام على احد ابرز المخرجين في السليمانية.
وحيد فضل عدم ذكر اسم المخرج، وقال "كنت سعيدا جدا عندما ذهب الى ذلك المخرج، وسلمت له كتاباتي باستحياء، الا انه اخلع نظارته وتهجم علي وقال ماذا انت حتى تكتب سيناريو الافلام".
وتابع "رمى جميع كتابتي امامي وقال: ما الذي تفعله من كتابة السيناريوهات، اذهب الى الجامع الكبير واشتري لك عربانة واحصل على رزقك بهذه الطريقة، اذهب ولاتأخذ من وقتي".
انهار وحيد كفري بعد ذلك الموقف وقال "عندما عدت الى الفندق مسحت دموعي وقررت عدم الاستلام"، وبالفعل استمر على طريقه مستعينا بارادته و حصل في شهر تشرين الثاني عام على 2018 على جائزة مهمة افضل مخرج في اسبانيا ، نشرها الاعلام الكوردي فيما بعد".
وصل وحيد كفري الى مبتغاه
العراقيل والمحطات الصعبة في حياة وحيد كفري للوصول الى هدفه لم يكن سهلا، ويقول بانه لايزال لديه احلام اخرى ويسعى لتحقيقه، "لا اقف الى ان اصل الى قمة النجاح واثق بنفسي كل الثقة".
وحيد كفري، هو الان اسم معروف في المسرح والسينما الكوردية وحصل على 13 جائزة في مجال اعماله الفنية.
شارك في مسلسلات عدة في اقليم كوردستان من ضمنها (رشي بوليس، رابون، العاصفة) وبعد ذلك توجه الى عالم السينما وشارك في اكثر من 21 مهرجان دولي وداخلي.
في مهرجان اسبانيا الدولي، حاز الفيلم الذي اخرجه وحيد كفري من بين المشاركين من 58 دولة العالمية و128 فلم، على جائزة افضل فيلم.
يتحدث الفلم عن وضع النساء والاطفال اثناء الحروب والمواجهات ويعتبرون الضحايا الرئيسية في الحروب، من بينه الحرب ضد داعش.
كما وحصل في شهر كانون الاول 2018 على جائزة افضل فلم قصير في مهرجان (نيار نازارس) الدولي بأسرائيل، من بين 78 فلما و33 مشاركا من عدة دول.
وحيد لديه مشروعين في الوقت الحالي، احدها فلم قصير بأسم الانتظار وينتجه في مدينته كفري، مع مسلسل يعمل عليه من عامين.
"احس بأنني احلم بعد المصاعب التي واجههته في حياتي وتمكنت من الوصول الى حلمي واحصل على جائزة افضل مخرج"، وحيد كفري قال ذلك في نهاية حديثه.
