يسعى لجمع الفرقاء السياسيين من جميع المكونات على طاولة واحدة وحثهم على اتخاذ قرارات تخدم المصلحة العامة
يسعى لجمع الفرقاء السياسيين من جميع المكونات على طاولة واحدة وحثهم على اتخاذ قرارات تخدم المصلحة العامة
دخل السياسة قبل اكثر من 60 عاما، انهكه المرض، وبدأ حديثه بانتقاد اعضاء مجلس محافظة كركوك ويقول "لا يجوز اجبار المواطن على دفع اجور التنظيف"، وكان هدفه في عقد جلسة المجلس لاجبار ادارة المحافظ على تحمل تكاليف التنظيف، الا ان محاولته فشل بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني للجلسة.
جمال مولود بابير، واجه مصاعب عديدة في حياته، غادر كركوك الى الاتحاد السوفيتي لاكمال الدراسة، وبعد عودته الى العراق، سُجن لمدة اربعة اعوام في سجن نقرة السلمان، فقد احد ابنائه في الحرب العراقية - الايرانية، وبعد مرور عامين على وفاة ابنه، توفي زوجته، الا انه لا يزال واقفا على قدميه ويسعى لجمع الفرقاء السياسيين من جميع المكونات على طاولة واحدة وحثهم على اتخاذ قرارات تخدم المصلحة العامة.
يوم 3 أيلول الماضي، كان يوما شاقا بالنسبة لجمال مولود، بعدما اخفق في اكمال النصاب القانوني لجلسة مجلس محافظة كركوك بهدف الغاء اجور التنظيف من المواطنين، وكان هدفه اجبار الادارة المحلية في كركوك على تحمل نفقات تنظيف المدينة بدلا من المواطنين.
جمال مولود بابير ذو الـ (82 عاما) انتخب في كانون الثاني 2019، كرئيس السن لمجلس محافظة كركوك لتمشية الامور المالية، الا ان المجلس تمكن من عقد جلسة واحدة منذ ذلك التاريخ، ويواجه المجلس انتقادات لاذعة على القضايا المتعلقة بالميزانية.
من هو جمال مولود؟
ولد في عام 1937 بمدينة كركوك، حصل على شهادة الدبلوم في مجال ميكانيك الطائرات بكازاخستان في خميسنيات القرن الماضي.
تزوج جمال مولود إمراة كوردية من اهالي محافظة السليمانية في خمسينيات القرن الماضي، ورزق بستة اطفال منها، الا انه فقد احد ابنائه في بداية الحرب العراقية - الايرانية.
بعد وفاة ابنه بعامين، اصيبت زوجته بمرض السرطان وتوفي على اثره فيما بعد، وبعد مرور فترة على وفاة زوجته الاولى، تزوج جمال مولود من فتاة تركمانية من اهالي كركوك، كما وتوفي زوجته الثانية بعد اعوام بسبب ارتفاع ضغط الدم ونسبة السكر في جسمها.
تزوج جمال مولود بابير من فتاة مصرية بعد وفاة زوجته الثانية، ويرجع تاريخ زواجه الثالث الى الفترة التي كان المصريين يأتون الى العراق للعمل، وكانت عائلة زوجته الثالثة تسكن بالقرب من منزل جمال مولود.
جمال مولود عندما كان يسرد قصة حياته لـ (كركوك ناو)، كان قد عاد قبل فترة وجيزة الى مكتبه بعد عقد مؤتمرا صحفيا، وانتقد عدد من اعضاء مجلس محافظة كركوك بسبب عدم حضورهم لجلسة كان من المقرر ان يصوتون على الغاء اجور التنظيف.
حياته السياسية
دخل جمال مولود السياسية لاول مرة عام 1955 والتحق بصفوف الحزب الشيوعي العراقي، وتعرض للاعتقال في عام 1963 بسبب انتمائاته السياسية ويقول "قضيت اربعة اعوام من عمري في سجن نقرة السلمان".
وبعد اطلاق سراحه، منع من ممارسة الوظائف الحكومية، واختار الصمت لفترة وجيزة، والتحق مرة اخرى بصفوف الحزب الشيوعي واستمر على نهجه الى سقوط نظام صدام حسين.
بعد سقوط النظام العراقي السابق، رشح جمال مولود نفسه في عام 2005 عن الحزب الشيوعي الكوردستاني في قائمة التأخي وحصل على مقعدا في مجلس محافظة كركوك.
منذ 14 عاما وجمال مولود باقي في منصبه عضوا في مجلس محافظة كركوك، الا انه ترك صفوف الحزب الشيوعي ويعمل في الوقت الحالي مع الاتحاد الوطني الكوردستاني.
وقع على عاتق جمال مولود مهمة صعبة بعد انتخابه رئيسا مؤقتا لمجلس محافظة كركوك، وعليه العمل على عقد اجتماعات يجمع الفرقاء السياسيين في محافظة كركوك اكثر تعقيدا من بين المحافظات العراقية.
هل يمرض جمال مولود ايام الثلاثاء من كل اسبوع؟
واجه جمال مولود انتقادات لاذعة من معارضيه ومؤيديه، بسبب عدم حضوره لجلسات مجلس محافظة كركوك والذي كان من المقرر عقده في ايام الثلاثاء من كل اسبوع.
كما وانتقده اعضاء حزبه في مجلس المحافظة كركوك من خلال المؤسسات الاعلامية بسبب عدم حضوره لترأس جلسات المحلس.
ويجيب جمال مولود على هذا السؤال ويقول "حالي حال اي شخص اصبت بمرض ذهبت الى الاطباء في بغداد مع كركوك واربيل، وبعد ذلك شخص حالتي وكنت مصابا بالتهابات الاذن الوسطى واخذت العلاج فيما بعد".
"لم اتغيب عن جلسات مجلس محافظة كركوك أيام الثلاثاء فقط، وانما اخذت اجازة مرضية لمدة شهر كامل وسلمت تقرير طبي الى المجلي"، وضعي الصحي في الوقت الحالي احسن مقارنة بالسابق وادوام جميع ايام الاسبوع "وابقى في مبنى المجلس الى الساعة ثانية ظهرا".
على الرغم من ان جمال مولود وصل الى اواخر عمره وانهكه المرض، الا انه يقول "افتخر كوني قدمت كل ما بوسعي لخدمة المواطنين، اتفقد المشاريع الخدمية، اتصل بالمحافظ والبلدية لابلاغهم عن المناطق التي بحاجة الى ايصال الخدمات اليها".
وينتقد مولود ساسة كركوك ويقول "التعايش والسلام الموجود بين المواطنين العاديين وابناء جميع المكونات، اكثر واجميل بكثير مما هو موجود بين السياسيين، ولكن بإمكان جميع الكركوكيين العيش بسلام معا".
