هذه الجائزة صعب من مهامي أكثر، واتعهد ان اسعى لتقديم كل ما بوسعي لخدمة الانسانية اينما اكون
هذه الجائزة صعب من مهامي أكثر، واتعهد ان اسعى لتقديم كل ما بوسعي لخدمة الانسانية اينما اكون
طبيب سنجاري يحصل على جائزة مليون دولار امريكي مقابل اعماله الانسانية، وأصبح هذا المواطن الايزيدي مصدر امل يحتذى به من بين المعاناة والظروف القاسية التي يمر به ابناء المكون الايزيدي.
"هدفي هو خدمة الانسانية ليلا ونهار، من وجهة نظري كل انسان يستحق الخدمة والاحترام..."، ميرزا ديناي بهذه الطريقة حصل الشهر الماضي في ارمينيا على جائزة اوروا لخدمة الانسانية، والتي توزع سنويا في مدينة يريفان عاصمة ارمينيا.
ميرزا حسن علي، والمعروف باسم ميرزا ديناي من مواليد 1973 بناحية خانصور التابعة لقضاء سنجار، انهى مراحل دراسته في تلك الناحية وحصل على معدل 97 في الصف السادس الاعدادي وقُبل في كلية الطب بجامعة الموصل.
ومنذ دخوله الكلية، خصص ميرزا ديناي معظم اوقاته للأعمال الانسانية والنضال ضد الحزب البعث، وترك كلية الطب بجامعة الموصل لنفس السبب، كما وقدم مساعدات للأطفال الذي تضرروا جراء الانفجارات والعمليات العسكرية بعد سقوط النظام العراقي السابق في 2003، الا ان دوره برز أكثر بعد هجوم تنظيم داعش على الايزيديين.
بعد عام على دخوله كلية الطب، ترك ميرزا دراسته وعاد الى قضاء سنجار، بسبب كتابته شعارات ضد الحزب البعث، وفي عام 1995 توجه الى المانيا لأنهاء دراسته وحصل على شهادة علمية في كلية الطب هناك.
وبعد سقوط النظام العراقي السابق وانتخاب جلال الطالباني رئيسا لجمهورية العراق، عاد ميرزا الى العراق مباشرة وأصبح مستشارا لطالباني لشؤون الاقليات.
الخطوة الاولى
في عام 2007 هزت عدد من الانفجارات الدموية مجمع سيبا شيخ خدري وناحية القحطانية بقضاء سنجار، قتل اصيب عشرات الاشخاص، واعلنت فيما بعد تنظيم القاعدة مسؤوليتها عن تلك الانفجارات.
كان ميرزا انذاك يسكن بألمانيا وقال "قررت العودة مباشرة بعدما سمعت بالخبر وبدأت حملة لجمع التبرعات لضحايا الانفجارات كما وأرسل طلبا الى الحكومة الالمانية لتقدم الدعم للضحايا".
"عبرت مشفان اثنان في المانيا عن استعدادهما لاستقبال الاطفال الجرحى الذين اصيبوا في الانفجارات لعلاجهم مجانا، وتمكنت من نقل عددا منهم الى المانيا، وبعد بقائهم ثلاثة اشهر في المستشفيات وتحسن حالتهم الصحية قمنا بإعادتهم الى اقليم كوردستان مرة اخرى"، ميرزا قال ذلك.
كانت ذلك بداية رائعة بالنسبة لميرزا وخطوة مهمة ومشجعه على القيام بأعمال أكثر من ضمنها فكرة انشاء منظمة لتعاون الانساني وفتحت منظمة انسانية في نفس العام في العراق.
وبخصوص سبب اقدامه على فتح منظمة خاصة به، قال ميرزا ان "الحادث الدموي الذي حصل في سيبا شيخ خدري وناحية القحطانية يعتبر الدافع الرئيسي لأفتح منظمتي.
في غضون 12 عاما من عمرها، تمكنت المنظمة التي انشأه ميرزا من معالجة أكثر من 150 طفلا من جميع القوميات وعلى صعيد اغلب المحافظات العراقية.
مهمة شاقة وعمل صعب
اصاب ميرزا بالصدمة "بعدما سمع بخبر تعرض الايزيديين للهجوم من قبل داعش واختطاف الالاف منهم ونزوح مئات الالاف الى محافظات اقليم كوردستان".
هجوم تنظيم داعش على سنجار والقرى والنواحي التابعة له في 3 اب 2014، صعب من مهام ميرزا ومنظمته، كان آنذاك يسكن بألمانيا آنذاك وعاد الى اقليم كوردستان بأسرع وقت ممكن بعد سماعه للخبر.
"قمنا بإيصال المساعدات مع فريق طيران عراقي الى المواطنين الذين توجهوا الى جبل سنجار، ولم يكن بوسعهم الوصول الى اماكن امنة" هذا ما قاله ميرزا.
وبسبب وجود عطل فني في الطائرة هليكوبتر، اصيب ميرزا بجروح بليغة نقل عل أثره الى المانيا لتلقي العلاج.
وإثر هجوم داعش على سنجار بشكل كبير على ميرزا، ولم يكن مستعدا لتماثل للشفاء بصورة تامة، وقرر الذهاب والمشاركة في مؤتمر جنيف لحقوق الانسان لايصال معاناة الايزيديين الى العالم.
"طالبت بالاعتراف بالجرائم التي تعرض لها الايزيديين بالجينوسايد... لم اتماثل للشفاء التمام عدت الى اقليم كوردستان وبدأت بالعمل لمساعدة الايزيديين".
بدأ ميرزا بالعمل على انشاء لوبي لجمع المساعدات للايزيديين، وكان يذهب الى البرلمان ويطالب الحكومة بضرورة "العمل على اطلاق سراح النساء والفتيات الايزيديات اللاتي اختطفهم تنظيم داعش".
وبحسب الاحصائيات الرسمية الصادرة من حكومة اقليم كوردستان، اختطف التنظيم اكثر من ستة الاف ايزيدي من النساء والفتيات والاطفال، والا ان مصير اكثر من 2900 شخصا منهم لا يزال مجهولا.
وتابع ميرزا "من خلال اللوبيات وافقت الحكومة الالمانية على اعطاء حق اللجوء لـ 1100 امراة وفتاة ايزيدية ويعشن هناك في الوقت الحالي، ويحصلن على العلاج النفسي لتخطي ماتعرضن لها، ونحن الان نعمل على قبول ما تبقى منهن في العراق، لانهن يعيشن في ظروف صعبة".
جائزة من اجل الانسانية
بسبب اعمالها وخطواتها الخيرية، حصل ميرزا حسن (ديناي) على الجائزة اورورا السنوية لتوعية الانسانية مقابل خدماته الانسانية.
ويبلغ قيمة مكافأة الجائزة، مليون دولار امريكي، تمنح سنويا للاشخاص اللذين قدموا اعمال كبيرة في مجال حقوق الانسان.
ميرزا هو رابع شخص يحصل تلك الجائزة ويقول "سوف امنح المبلغ المستحصل من الجائزة لثلاثة منظمات التي يعملن في المناطق غير المستقرة لخدمة اشخاص ذوي الدخل المحدود والمتضررين من الكوارث".
منح جائزة اوروا في عام 2016 لممثل الناجين من ابادة الارمنيين في مدينة يريفان عاصمة دولة ارمينيا.
"هذه الجائزة صعب من مهامي أكثر، واتعهد ان اسعى لتقديم كل ما بوسعي لخدمة الانسانية اينما اكون"، ميرزا قال ذلك.
عمار عزيز - كركوك ناو
