اجرى مسلحو داعش القرعة في المرة الاولى لتوزيع المختطفات فيما بينهم،
اجرى مسلحو داعش القرعة في المرة الاولى لتوزيع المختطفات فيما بينهم،
اثناء اسرها لدى تنظيم داعش، كانت الحرية من اكبر احلام الشابة ايمان، الى ان حصلت على حريتها ولم تتوقف عند ذلك، بل وسعت لتحرير عدد من الفتيات اللاتي وقعن في اسر التنظيم من اتباع ديانتها.
شاركت ايمان الياس بعد تحريرها في العديد من المؤتمرات والندوات وبدأت تسرد قصص الايام العصيبة التي قضتها تحت قبضة التنظيم، وذلك لهدف واحد؛ وهو حث العالم على عدم اختيار الصمت في قضية المختطفين الايزيديين.
"بعد تحريري من الاسر، استمرت في الحياة وعملت لعدة اشهر في مكتب شؤون المختطفين من قبضة داعش" ايمان قالت ذلك.
ايمان عبد الله الياس (18 عاما)، فازت في شهر تشرين الاول 2019 بجائزة الام تيريزا العالمية، ممثلة عن مكتب شؤون المختطفين، وذلك بسبب عدم سكوتها امام جرائم داعش ومحاولاتها لتحقيق التصالح بين ابناء مجتمعها.
جائزة الأم تيريزا هي جوائز تكريمية للأشخاص والمنظمات التي تدعو للسلام والمساوة والعدالة الاجتماعية، وتسعى لتشجيع قضية العدالة والتعايش السلمي، لإعطاء المجتمع قوة دافعة للعمل على هذه القيم. وسُميت الجائزة بهذا الاسم تكريماً للأم تريزا. وتم تأسيسها سنة 2005.
الطريق الذي اوصل ايمان الى الجائزة، كانت قصة وقوفها بوجه ماضيها المليء بالعنف والدماء بعدما هاجم تنظيم داعش مناطق ذات غالبية ايزيدية في اب 2014.
اشترط ابو احمد علي حفظ 102 اية من القران مقابل اطلاق سراحي
اسر تنظيم داعش في 3 اب 2014، شقيقتيها واثنين من اشقائها مع والدتها ووالدها، عندما كانوا يسكنون قرية تل قصي في قضاء سنجار غربي نينوى.
بيعت ايمان في غضون 15 شهرا ثلاثة مرات من قبل تنظيم داعش فيما بينهم.
"اجرى مسلحو داعش القرعة في المرة الاولى لتوزيع المختطفات فيما بينهم، طلع اسمي في المرة لمسلح كان يبلغ من العمر 40 عاما يدعى جعفر وكانوا ينادونه بـ (ابو كرم) كان عنيفا وسيئا جيدا، وقام باغتصابي بعدما اخذني الى المنزل".
قام ابو كرم ببيع ايمان بعد مرور خمسة ايام الى مسلح اخر بمبلغ الف دولار امريكي، "كان المسلح الثاني اسوء واعنف من ابو كرم، كما الحال بالنسبة لزوجته وهي كانت عنيفة جدا، الا ان اجبرته على بيعي لشخص اخر".
كان ابو احمد الشخص الثالث الذي اشترى الشابة ايمان، وكان مهنته طبيبا من اهالي نينوى ومنتمي الى صفوف داعش، وبعد دخول ايمان الى منزله، بدأت تخطوا خطواتها الاولى باتجاه الحرية".
"اشترط ابو احمد علي حفظ 102 اية من القران مقابل اطلاق سراحي، وفي غضون شهر واربعة ايام تمكنت من تنفيذ شرطه وحفظت 102 ايه من القران وبعد ذلك نفذ وعده واطلق سراحي".
تحررت ايمان وعائلتها من قبضة داعش بعد مرور عام وثلاثة اشهر على اسرهما وبالتعاون مع مكتب شؤون المختطفين الايزيديين، حيث بدأوا بترك قضاء تلعفر الواقع تحت سيطرة داعش باتجاه محافظة دهوك.
مكتب شؤون المختطفين الايزيديين التابع لحكومة اقليم كوردستان، يمتلك ملف أكثر من ستة الاف مختطف ايزيدي من النساء والشباب والاطفال، من الذين لا يزال مصيرهم مجهولا.
ولم تتوقف ايمان عن العمل بعد تحريرها وحاولت جاهدة ايصال صوت المختطفات الايزيديات وجرائم تنظيم داعش الى العالم وكانت تسرد باستمرار معاناة المختطفات بهدف العثور على طريقة لتقديم الدعم لهن.
كل جوائز الدنيا لا يمكنها ان تقلل من الالام التي تعرضت لها اثناء فترة اسري
في الذكرى السنوية لاحداث سنجار في شهر اب 2014، تحدثت ايمان للمرة الاولى عن قصتها، ومباشرة اعلن رئيس حكومة اقليم كوردستان السابق، نيجيرفان بارزاني عن دعمه لايمان ولمكتب شؤون المختطفين الايزيديين.
"القيت كلمات جميلة وجذبت انتباه جميع الحاضرين في الذكرى السنوية لاحداث سنجار"، كانت ايمان انذاك تعمل بمكتب شؤون المختطفين الايزيديين الا انها تركت العمل فيما بعد بسبب عودتها الى الدراسة.
ايمان طالبة في الصف الخامس العلمي، كما ودخلت دورة لتعليم اللغة الانكليزية بالجامعة الامريكية في كوردستان بمحافظة دهوك وبهدف تعريف قصص المختطفات الايزيديات للعالم.
"كان شعورا رائعا عندما استلمت جائزة الام تيريزا، على الرغم من كل جوائز الدنيا لا يمكنها ان تقلل من الالام التي تعرضت لها اثناء فترة اسري تحت قبضة داعش، الا انها تقلل من هموم وتدفعني الى النجاح"، ايمان قالت ذلك واكدت بانها لن تستسلم ولا تزال في بداية مشوارها.