علي هجران – كركوك ناو
علي هجران – كركوك ناو
"النجاح لم يكن ضربة حظ، ولا من قبيل الصدفة، كان نتاج جهد طويل من العمل الدؤوب والاصرار على إثبات الذات ثم تحقيقها بالرغم من الصعوبات"، هكذا يصف مدرب المنتخب الوطني للكيكوشيندو تيمور كوك قيا طريقه إلى النجاح.
تيمور تحسين عبدالرحمن (35 عاماً) المعروف بـ "تيمور كوك قيا" بدأ حبه وولعه بالرياضة عام 1997عندما كان طالبا في المرحلة المتوسطة، فعند عودته من المدرسة إلى البيت كان يذهب برفقة أصدقائه إلى السينما ويشاهد أفلام ابطال العالم في الفنون القتالية والدفاع عن النفس مثل بروس لي وغيره، فكان متأثراً بهم بشكل كبير.
وفي إحدى أيام ذلك العام أخبره صديقيه في المدرسة أنهما يلعبان "الكونغ فو" فأعطاه ذلك الرغبة بممارسة هذه الرياضة، وفي عطلة نصف السنة التحق بدورة تدريبية في "نادي البهو" وتدرب فيه لمدة سنتين قبل أن يتركها بسبب عدم التزام مدربه بالتدريب وانشغاله بعمله.
ثم سجل اسمه في نادي كركوك وتخصص بالتايكوندو وتدرب تحت يد المدرب حسين عباس، وفي عام 2000 حصل كوك قيا على المركز الاول في بطولة كركوك المحلية، فكان سبباً في انضمامه رسمياً إلى "منتخب كركوك للتايكوندو".
بداية حياته رياضية كانت شاقة؛ فكان كوك قيا يستيقظ في الرابعة صباحاً ويذهب للعمل "حمالاً" في خان التمر بمدينة كركوك حتى الساعة العاشرة صباحا، ثم يعود للمنزل ويرتاح لينطلق في الواحدة والنصف إلى دراسته المسائية، وبعد إكمال دروسه كان يلتحق بتدريباته الرياضية.
بعد إنشاء نادي المصلى الرياضي عام 2003 والذي كان أحد مؤسسيه، تم تسميته مدرباً في التايكوندو إضافة إلى لعبه في صفوف نادي كركوك حتى عام 2010، ثم تفرغ بشكل كامل لنادي المصلى لاعباً ومدرباً.
وفي نفس العام كان أول شخص يُدخل رياضة "الكيكوشيندو" إلى العراق، بعد مشاركته في عدة دورات تعليمية وتدريبية في سريلانكا وأذربيجان. وفي عام 2011 بدأ بتدريب اللاعبين على هذه اللعبة في نادي المصلى، كما أنه يدرب منتخب شرطة كركوك منذ 2006 وحتى الان.
وحول تحصيله الرياضي والأكاديمي، نال كوك قيا شهادة الماجستيرفي التايكوندو، وحاز فيه على الحزام الأسود فئة "5 دان". وفي الكيكوشيندو حاز على حزام أسود من فئة "6 دان"، ويشغل الان فيه منصبي رئيس منظمة العراق للعبة ورئيس اتحاد العرب للعبة.
مؤخراً أصبح كوك قيا مدرب المنتخب العراقي في الكيكوشيندو، واستطاع فريقه ان يحقق إنجازات كبيرة ببطولة العالم في تركيا، إذ حصلوا على اربعة ميداليات ذهبية من أصل خمسة كانت موجودة في البطولة. كما كان جميع لاعبي المنتخب العراقي فيها من محافظة كركوك. وحول سبب هذا الفوز يوضح كوك قيا ذلك بقوله "اننا نقوم بتنفيذ جميع قوانين ونشاطات وفعاليات اللعبة بنسبة 100%، كما أننا ملتزمون بالتدريب وبشكل مستمر".
و في الشباط الماضي تمكن فريقه في فئتي -الناشئين و الشباب- من صدارة البطولة التأهيلية للانضمام إلى المنتخب العراقي للتايكواندو.
شارك كوك قيا في الكثير من البطولات والدورات التدريبية والتحكيمية ألدولية أهمها بطولة العالم للتايكوندو في كوريا الجنوبية وبطولة الفجر الدولية
في إيران ودورات القتال الاعزل في اليابان وفي رياضات قتالية منوعة أهمها ألتايكوندو والكيكيوشيندو والجودو والايكيدو والكيندو.
حال الالعاب القتالية قبل وبعد 2003
بعد احداث عام 2003، وما تبعها من الاهمال الحكومي الكبير بظلالها القاتمة على الرياضة العراقية، إذ توالت الصدمات على أهلها إبتداءاً من تدمير الملاعب والصالات مروراً بقتل اللاعبين والمدربين وصولاً إلى انعدام الدعم المادي والمعنوي لهم، وكان نصيب التايكوندو منها على سبيل المثال: قتل 13 من لاعبي منتخبنا الوطني عام 2006، ثم قتل رئيس اتحادها جمال عبد الكريم، ورئيس اللجنة الاولمبية أحمد حجية.
وبهذا الصدد يقول تيمور "قبل 2003 كان حال التايكوندو أفضل من الوقت الحالي، إذ كان هناك نظام للاتحاد وخطة ومنهاج سنوي تسلمها لكل مدرب مذكور فيها جميع البطولات العالمية التي ستقام في تلك السنة، كما أن المنتخب العراقي لم يشارك أبداً في أي بطولة على نفقته الخاصة، بالعكس كان هناك دار للرياضيين في اللجنة الاولمبية ببغداد، فيها أحدث التجهيزات الرياضية وكان بإمكان كل لاعب أو مدرب يملك الهوية أن يبقى ويتدرب فيها مع الاكل والشرب على حساب الحكومة العراقية أنذاك.
وفي الوقت الحالي، يوضح كوك قيا بقوله: الوضع الان ليس كذلك أبداً، إذ لا يملك الاتحاد خطة ولا يقدم لنا دعماً واتفاجئ بأخبار إقامة البطولات من خلال الفيسبوك، حيث لا استطيع خلال المدة القصيرة من اعداد الفريق لتلك البطولات.
أما عن الدعم المادي يقول "ينعدم الدعم المادي للفريق مما نضطر للمشاركة في البطولات العالمية على نفقتنا الخاصة، وقد أثر هذا على اللاعبين ففي بطولة تركيا الاخيرة اضطر لاعبان من بغداد إلى عدم المشاركة فيها لضعف إمكانيتهما المادية، كذلك ينعدم الدعم المعنوي لهم مثل توفير فيزا سفر للبطولات، ففي عام 2012 لم نستطع المشاركة في بطولة ألمانيا للكيكوشيندو بسبب عدم حصولنا على الفيزا".
من ولعه بـ بروسلي وبطولاته إلى تحقيقه البطولات المحلية والدولية سطر هذا الشاب الكركوكي إسمه ولمع نجمه لاعباً ثم مدربا، وذلك كله بعد جهد طويل وعمل دؤوب لا يزال مستمرا بتطويرها.