الموصل القديمة بانتظار رؤية اعمار حقيقية

الموصل 2017، المنطقة القديمة وسط الموصل عقب تحريرها، تصوير: اعلام القوة الجوية العراقية

كركوك ناو - نينوى

أعلن محافظ نينوى منصور المرعيد، يوم الأربعاء، 11 أيلول 2019، عن تولي ادارة المحافظة الاشراف المباشر على عملية اعادة اعمار الموصل القديمة.

وتضم المدينة القديمة التي تقع الى الجزء الغربي من مدينة الموصل (الساحل الأيمن)، عشرات المعالم التاريخية الإسلامية والمسيحية واليهودية، ولعل أبرز معلم تاريخي في المدينة هو الجامع النوري الكبير ومنارته الحدباء، التي بنيت في العهد الأتابكي، ودمرت عام 2017 خلال الحرب.

يقول منصور المرعيد بحديث صحافي خاص لـ(كركوك ناو)، انه" تم الاتفاق على تخصيص ميزانية خاصة لمشروع اعمار المدينة القديمة ضمن مواصفات نوعية، مع مراعاة الجوانب الاثارية والحضارية التي تمتاز بها المنطقة".

وأشار المرعيد الى ان" ميزانية مشروع اعمار الموصل القديمة سوف تستقطع من الموازنة الاتحادية وليس من النسبة المخصصة للمحافظة وهذا ما سيسهم في الإسراع بعمليات الاعمار تمهيدا لإعادة المواطنين اليها بنحو طبيعي".

وبين المرعيد ان" تولي ادارة محافظة نينوى الاشراف على مشروع اعمار المنطقة القديمة جاء بعد اصدار امر ديواني بهذا الصدد للشروع بعملية التنفيذ.”

واكد المرعيد" الشروع بإعداد انموذج للتصميم الأساسي الخاصة بالمدينة القديمة بعد ان تم منح المحافظة الصلاحية بذلك من قبل وزارة البلديات"، لافتا الى ان" الاعداد يتم بالتشاور مع التخطيط العمراني في المحافظة وجامعة الموصل والجهات ذات العلاقة للخروج بنماذج تحافظ على ارث وهوية تلك المنطقة”.

وعن أسباب التأخر في اعمار الموصل القديمة رغم مرور 3 سنوات على انتهاء عمليات التحرير أوضح المرعيد، ان" أنقاض المباني التي تهدمت جراء معارك التحرير تعد العائق الأول امام عمليات الاعمار، فضلا عن احتمال وجود بعض المخلفات الحربية تحت الأنقاض".

وكانت اللجنة المركزية الخاصة بإعادة اعمار المدينة القديمة في الموصل قد عقدت اجتماعها الأول، أمس الثلاثاء، 10 أيلول 2019 وتم مناقشة جملة من المقترحات التي تختص سبل اعمار الموصل القديمة، فيما اكدت اللجنة استمرار عقد اجتماعاتها لتسريع عملية الاعمار وتعويض المتضررين.

ماتبقى من منارة الحدباء التاريخية وسط الموصل

365 معلما تاريخيا وحضاريا ونحو 12 ألف بيت قديم

من جهته قال مدير بلديات نينوى عبد القادر الدخيل ان" المدينة القديمة تضم بين أزقتها وحاراتها 365 معلما تاريخيا وحضاريا من مختلف العصور والديانات كالمسجد النوري والإمام الباهر والإمام محسن، والتي فجرها تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) بحجة وجود قبور فيها، فضلا عن سور نينوى والكنائس والإعدادية الشرقية وقره سراي وغيرها".

وأضاف، في حديث صحافي لكركوك ناو، ان" عدد البيوت في المدينة القديمة يبلغ نحو 12 ألف بيت قديم، وأن شركة إيطالية أعادت رسم التخطيط العمراني للمدينة عام 2008، وفق المنظور التاريخي للمنطقة، إلا أن الحكومة لم تطبق ذلك على أرض الواقع حينها".

الدخيل طالب "الحكومتين المركزية والمحلية بوضع رؤية حقيقية لإعادة إعمار المنطقة القديمة والحفاظ على الإرث الحضاري فيها من الاندثار لاسيما بعد الاضرار الجسيمة التي لحقت بها".

احد شوارع الموصل القديمة يظهر حجم الضرر الذي لحق بالمنطقة

مايميز الموصل القديمة دورها بنيت من الطوب والآجر (الجص)

الدكتور أحمد قاسم جمعة عالم الاثار الموصلي يؤكد ان" الأبحاث التاريخية كشفت عن أن منطقة القليعات في المنطقة القديمة تضم تحتها أولى القرى الزراعية التي يعود تاريخها إلى الألف السادس قبل الميلاد."

يقول جمعة في حديث صحافي لكركوك ناو إن" الفن المعماري للمنطقة القديمة تأثر بالحضارات والأطوار المعمارية التي توالت على الموصل، خاصة الحضارة الإسلامية بدولها المتعددة".

ويوضح جمعة ان "ما يميز الموصل القديمة عن غيرها من المدن أن جميع دورها بنيت من الطوب والآجر (الجص)، ونظام العقدة التي بنيت بها البيوت وسقوفها دون أي تسليح، الأمر الذي يعد فنا معماريا متميزا في البناء لم يعد الكثير من البنائين اليوم يجيدون تقليده".

هذا ويعد اعمار الموصل القديمة مطلبا شعبيا لما تحمله تلك المنطقة من واجهة تاريخية للمدينة ومحافظة نينوى عامة.

احد الازقة في منطقة الموصل القديمة

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT