اغلقت حكومة نينوى المحلية مخيمين اثنين للنازحين جنوب مدينة الموصل وجنوب شرقها خلال الساعات الماضية، في إطار خطتها الرامية الى اعادة جميع النازحين الى مناطق سكناهم وانهاء ملف النزوح، والتي واجهت تلك الخطة رفضا من قبل بعض الاطراف السياسية والشعبية وعدوا غاياتها انتخابية لا أكثر لمنع القانون النازحين من التصويت الا في مناطقهم الاصلية.

في ناحية النمرود الى الجنوب الشرقي من مدينة الموصل يتواجد مخيما يضم اسر عناصر تنظيم الدولة الإسلامية ("داعش")، وهذا المخيم تم إنشاؤه بعد عمليات تحرير الموصل في 10 تموز – يوليو 2017.

محافظ نينوى منصور المرعيد أشرف بنفسه على اغلاق مخيم النمرود بشكل نهائي، فيما أكد ان العائلات التي كانت تقطن المخيم قد جرى نقلها الى مخيم السلامية الأول.

ويقع مخيم السلامية قرب مدينة الموصل الى محورها الشرقي ويأوي مئات النازحين، والموجودون في المخيم يعيشون منذ أكثر من 3 سنوات أوضاعا في غاية السوء جراء نقص المساعدات الإنسانية التي يتحصلون عليها وفق تصريحات إعلامية.

يقول المرعيد في حديث صحافي خاص (لكركوك ناو)، ان" مخيم السلامية الثاني تسكنه الأسر النازحة من جنوب مدينة الموصل".

وأضاف، أن" الهدف من هذا الإجراء هو للسيطرة على النازحين"، نافيا " المساس بالحقوق الإنسانية للنازحين".

وتواصل الحكومة المحلية في نينوى التنسيق مع الجهات ذات العلاقة لاتخاذ الاجراءات بشأن النازحين العائدين إلى ديارهم بعد أن خصصت لهم حافلات لنقلهم إلى مناطقهم بعد تهجير دام أكثر من ثلاثة أعوام على خلفية العمليات العسكري.

اغلاق مخيم الجدعة السادس للنازحين

من جانبها أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، يوم الأحد 15 أيلول 2019، اغلاق مخيم الجدعة السادس للنازحين التابع لناحية القيارة جنوب الموصل، بعد عودة جميع النازحين الى مناطقهم الاصلية في محافظتي صلاح الدين (شمالي العراق) والأنبار (غربه).

وذكر مدير عام دائرة شؤون الفروع في الوزارة علي عباس جهاكير في بيان ورد لـ (كركوك ناو) نسخة منه ِ"ان الدفعة الأخيرة من العوائل النازحة التي كانت تسكن في مخيم الجدعة قد غادرت".

وأضاف، انه "بعد انتهاء الغرض الأساسي من إنشاء هذا المخيم وعودة جميع الاسر النازحة الى مناطق سكناهم الاصلية في محافظتي صلاح الدين والأنبار تم اغلاق مخيم الجدعة السادس رسمياً."

وأشار جهاكير، الى ان "مخيمي النمرود والجدعة السادس تم غلقهما رسميا، اضافة الى ان مخيم الحاج علي أوشك على الاغلاق في الايام القليلة القادمة بعد عودة الكثير من الاسر النازحة الى اماكن سكناها الاصلية، الى جانب دمج مخيم حمام العليل الاول مع مخيم حمام العليل الثاني لقلة ساكنيه".

وماتزال محافظة نينوى وفق تصريحات مصادر سياسية رسمية تحتضن 13 مخيما للنازحين، فيما تؤكد الحكومة المحلية عزمها على اغلاق جميع المخيمات ومساعدة النازحين على العودة الطوعية نحو الديار.

نفي وجود عوائل نازحة بلا مأوى

من جانبه نفى النائب عن نينوى حسين نرمو، يوم الاحد 15 أيلول 2019 وجود عوائل بلا مأوى بعد إغلاق مخيم الجدعة السادس جنوب الموصل.

يقول نرمو في حديث صحافي خاص (بكركوك ناو)، انه" لا يوجد اخراج قسري للنازحين من المخيمات، ولا يكمن استمرار الحال على ما هو عليه لفترة أطول لاسيما مع العودة التدريجية للخدمات في المناطق المحررة من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية ("داعش")".

ولفت الى ان" ألآلية التي تم خلالها اخراج العوائل التي تنتمي لمحافظتي الأنبار وصلاح الدين، من مخيم الجدعة، تمت بالتنسيق مع إدارات محافظاتهما تطبيقا لقرار مجلس الوزراء”.

وأشار الى ان" محافظ نينوى منصور المرعيد تعهد بتوفير استقرار والخدمات لمساعدة العائدين الى مناطقهم حديثا وحثهم على بدأ حياتهم من جديد".

نرمو أكد أن “الخطة تشمل إعادة العوائل النازحة الى مناطقها وفقا لخطة أمنية وإدارية في جميع المخيمات وهذا الحال ينطبق على حكومة اقليم كردستان، التي بدأت بتطبيقه في مخيمات حسن شام والخازر شرق الموصل”.

النازحون بين نارين

يقول المواطن (ن، ك) (47 عاما)، لقد عدنا من مخيم حسن شام الى منزلي المدمر بنحو جزئي في الساحل الايسر للموصل.

يوضح المواطن الذي فضل ذكر الحرفين من اسمه في حديثه الى (كركوك ناو)،" اجلس اليوم مع عائلتي المكونة من 6 افراد على الأنقاض فلا ماء ولا كهرباء في المنزل ولا امتلك وظيفية او مصدر دخل أستطيع من خلاله تأمين لقمة العيش فماذا افعل؟".

وأضاف، ان" الجهات الحكومية عليها توفير الأجواء الملائمة قبل التفكير بإعادة النازحين الى سكناهم"، معتبرا ان" ما يجري الان هو اجبار قسري للعودة على حد وصفه".