بدأ رئيس تحالف القرار العراقي أسامة النجيفي، الاستعداد للعملية الانتخابية القادمة والخاصة بمجالس المحافظات بشكل مبكر هذه المرة، فسارع الى اعلان جبهة سياسية من العاصمة بغداد حملت عنوان (جبهة الإنقاذ والتنمية)، ضمت مجموعة من الشخصيات السياسية والاجتماعية.

وكان مجلس النواب العراقي، قد وافق على تعديل قانون انتخابات مجالس المحافظات، وإجراء الانتخابات في 1-4-2020.

يرى عضو المكتب السياسي لحزب للعراق متحدون جعفر حديد، أحد قادة جبهة الإنقاذ والتنمية، ان ولادة الجبهة في هذا الوقت تحديدا يهدف إعادة العراق الى مكانته الطبيعية بعد سوء أداء العملية السياسية على مدار السنوات الماضية.

يقول جعفر في مقابلة صحافية أجرها (كركوك ناو) معه، ان" المنهج الطائفي الذي اتبع في العملية السياسية والاقصاء والتهميش كان وراء منع المشاريع الوطنية من النجاح، وابعد العراق عن دوره المحوري الفاعل، لذا فان الجبهة هي تمثل وجه المعارضة الحقيقي للعملية السياسية في سبيل تقويمها".

تجدر الاشارة الى ان رئيس جبهة الإنقاذ والتنمية، أسامة النجيفي وخلال اعلانه يوم السبت، 14 أيلول 2019 انطلاق المشروع الجديد باسم "جبهة الإنقاذ والتنمية"، أكد أن "الجبهة صوتها وهدفها يأتي استجابة لصوت الشعب، وأن الولاء الأول والأخير للعراق وللشعب".

المواطن في نينوى أصبح ناقما على العملية السياسية

معالجة الإخفاقات السياسية

"جبهة الإنقاذ والتنمية تهدف الى معالجة إخفاقات الوضع السياسي" يؤكد ذلك حديد، ويتابع، ان" العملية السياسية برمتها بحاجة الى انقاذ عاجل من النهج الطائفي المقيت الذي أدى الى ضياع فرص قيام دولة ديمقراطية قائمة على العمل المؤسساتي واحترام سيادة القانون".

حديد وفي معرض رده على سؤال وجه اليه من قبل (كركوك ناو) عن مدى استعداد الجبهة لتنفيذ مطالب الشارع الموصلي أجاب، ان" المواطن الموصلي وبعد سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية ("داعش")، والفترة التي أعقبت تلك السيطرة بات لا يؤمن ولا يثق بالطبقة السياسية والأحزاب، لاسيما وان المواطن لم يلمس على ارض الواقع إرادة حقيقية لمحو اثار الحرب والبدء بصفحة جديدة".

وبين، ان" المواطن في نينوى أصبح ناقما على العملية السياسية لما خلفته من اثار سلبية متمثلة بعدم رفع الأنقاض والبدء بالإعمار وإعادة مشاريع الصحة والتعليم والخدمات الضرورية رغم مرور نحو ثلاث سنوات على انقضاء الحرب، واليوم تأتي الجبهة في محاولة لتغيير ذلك الواقع بالإمكانيات المتاحة".

وتضررت الموصل لاسيما المدينة القديمة، جراء الحرب ولم يتم إعادة اعمار أجزاء واسعة من المدينة، كذلك لغاية الان لم يتم إعادة الجسور والمشافي والمدارس والطرق الى الخدمة بشكل تام حسب مشاهدات ومتابعات مستمرة لمراسلِ كركوك ناو.

العمل السياسي للجبهة

حديد زاد بالإيضاح، ان "جبهة الإنقاذ والتنمية ستكون منفتحة على باقي الجهات السياسية غير الفاسدة والطائفية والتي لم تلحق الضرر بسكان الموصل ونينوى عامة، فلكل حزب وجهة نظر واهداف يعمل على تحقيقها طالما هناك اهداف مشتركة لخدمة القضية الوطنية وانهاء سلبيات المرحلة السابقة".

"50 % من الهيئة السياسية لجبهة الإنقاذ والتنمية من شريحة الشباب"، يؤكد حديد ذلك، الذي يشدد على "ضرورة منح الشباب الدور الفاعل للإبداع والقيادة بالتعاون والتنسيق مع القيادات السياسية التي تملك خبرة".

وتعمل "جبهة الإنقاذ والتنمية" في سبع محافظات عراقية، وان النظام الداخلي للجبهة وهيكليته تتكون من ثلاث هيئات رئيسية هي هيئة تنفيذية وهيئة سياسية وهيئة محافظات ومكاتب ولجان".

الدولة التي تعجز عن تأمين الحياة الأمانة المستقرة لمواطنيها

تدويل قضية العراق دوليا..

يبين حديد ان" الدولة التي تعجز عن تأمين الحياة الأمانة المستقرة لمواطنيها عبر جميع الاليات التي اتبعت من انتخابات متكررة وعبر نظم ديمقراطية معروفة على مدار 16 عاما، فضلا عن وجود مغيبين وسجون سرية وتحديدات على الهوية والتفرقة في منح الحقوق وان ما يسمى بالدولة "العميقة" هي المتحكمة في مفاصل البلد الهامة، فلا بد للمطالبة بتدويل الوضع السياسي المحلي".

حديد اقر "بصعوبة تدويل قضية العراق من قبل مجلس الامن الدولي، لان الواقع يقول ان العالم كله يعمل لمساعدة البلد وفي شتى المجالات ومختلف المناحي حسب صفه".

ولفت الى ان" العراق تحت الحماية الامريكية الان ويوم الذي يشهد تجاوزا كبيرا فان أمريكا سوف تتدخل، لذا فان واجب جبهة الإنقاذ والتنمية اظهار الأسباب التي تدعو الى التدويل امام المجتمع الدولي".

إقليم نينوى

وعن مشروع إقليم نينوى، اتهم حديد" حكومة نوري المالكي بتسويف المطالب وعدم التعامل بجدية مع المشروع القائم على رغبة الشارع الموصلي وفق القانون وما نص عليه الدستور"، منوها الى ان" المواطن لم يعد متقبل لفكرة الإقليم الان على اعتبار انها نوع من أنواع التقسيم لذا جرى تأجيل الفكرة الى وقت استقرار نينوى وحدوث تفاهمات مجتمعية على نطاق واسع".

صناديق الاقتراع

" الانتخابات هي أفضل السبل لإنهاء الواقع بكل سيئاته، اما دون صندوق الانتخابات فلا يمكن التغيير" يتحدث حديد بذلك ويدعو "المواطنين الى التوجه بقوة نحو صناديق الاقتراع لإيصال شخصيات على قدر المسؤولية وبالتالي ابعاد الذي فشل في تحقيق ما هو أفضل عن مصدر القرار".

وتضم الجبهة المعلنة قيادات سياسية سنية من بينها مشعان الجبوري وحامد المطلك وقاسم الفهداوي وأحمد المساري وعدد من الزعماء القبليين والأساتذة الجامعيين والناشطين، اضافة إلى حضور للمرأة.