منتسبو صحة نينوى بدأوا بإضراب شامل ومفتوح عن العمل احتجاجا على تأخر صرف مرتباتهم المالية منذ 60 يوما، وعدم منحهم الراتب المدخر لشهر حزيران 2014.
وتوقف نحو 50 ألف موظف في المستشفيات والمراكز الصحية التابعة الى صحة نينوى عن تقديم الخدمات الى المراجعين المرضى، ما ينذر بأزمة حقيقية قد تشهدها المحافظة على الصعيد الصحي ان استمر الاضراب.
رواتبنا متوقفة منذ شهر اب ولغاية الان
"رواتبنا متوقفة منذ شهر اب ولغاية الان وان مرتب الشهر السادس (حزيران) لعام 2014 لم يصرف وان الجهات المسؤولة في الصحة قد ابلغتنا ان لا رواتب حتى بداية عام 2020" تقول ذلك الدكتور رهف عبد الودود.
رواتب مؤسسات نينوى الحكومية لشهر حزيران – يونيو 2014 حجبت من قبل الحكومة الاتحادية بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على الموصل.
وتضيف الدكتور رهف عبد الودود في حديث صحفي الى (كركوك ناو)، من اين نعيش ونسد احتياجاتنا اليومية اذ استمر قطع مرتباتنا الشهرية؟، فان اغلب الكوادر الطبية ليست "غنية" كما يظن الجميع، وهم يسكنون منازل عن بدل ايجار وبحاجة الى المال لتأمين لقمة العيش لهم ولعائلاتهم.
مشافي الموصل شهدت اليوم الثلاثاء 15 تشرين الأول 2019 اضرابا شاملا لمنتسب صحة نينوى ما أدى الى أربك في الخدمة الصحية المقدمة للمرضى الراقدين والمراجعين للحصول على علاج.
"مرض الكلى أعاني منه منذ فترة، وفجر اليوم تعرضت الى وعكة صحية قوية ما دفع بي القدوم لمشفى السلام في الساحل الايسر لمدينة الموصل، بغرض العلاج الا انني لم اتلقى العلاج اللازم بسبب اضراب الكوادر الصحية" يؤكد ذلك المواطن بكر احمد 32 عاما.
يقول بحديث الى (كركوك ناو)، ان أحد الممرضين اعطاني دواء لتهدئة الالام، ونصحني بمراجعة طبيب خارجي في ضل الوضع غير المستقر الذي تعيشه مشافي الموصل ونينوى بشكل عام.
منظمة أطباء بلا حدود الدولية في تقرير صدر عنها في وقت سابق، اشارت الى إن مدينة الموصل، ما تزال تفتقر إلى 70 بالمائة من قدرات الرعاية الصحية وان الكوادر ما تزل غير مؤهلة.
الاضراب ليس الهدف منه الضرر بالمنظومة الصحية المقدمة الى المواطن
"الاضراب ليس الهدف منه الضرر بالمنظومة الصحية المقدمة الى المواطن بل للضغط على الجهات الحكومية من اجل صرف مستحقاتنا المالية" يوضح ذلك المنتسب في صحة نينوى غازي جبار.
ويؤكد بحديث صحافي الى (كركوك ناو)، ان الخدمات التي تقدمها الكوادر الصحية لا تقل عن الخدمات التي يقدمها رجال الامن، بل أكثر فالجميع يسهر على خدمة المراجع المريض رغم المعوقات، وان الحكومة بدلا من صرف الرواتب للمنتسبين تعمل على قطعها".
" 7 الاف موظف جرى تعيينهم في صحة نينوى من دون تخصيص ميزانية مالية لرواتبهم، وكانت الأجور تدفع لهم من الميزانية التشغيلية والامانات ونتيجة الى التراكمات أصبحت الصحة تعاني من عجر قدره 65 مليار في الوقت الحالي" يوضح ذلك جاسم إبراهيم المعماري مدير صحة نينوى.
المعماري يضيف ان على وزارتي المالية والصحة التدخل السريع لمعالجة مشكلة عدم صرف الرواتب لمنسبي صحة نينوى ومنع تفاقمها قبل الضرر بالواقع الصحي الذي يعاني في الأساس من مشاكل لها بداية وليس لها نهاية.
الصراع في الموصل خلف اضرارا بتسعة مستشفيات من أصل 13 مستشفى حكومي، ما تسبب في خفض قدرة الرعاية الصحية وعدد أسرة المستشفيات بنسبة 70 في المئة.
وزارة المالية اخلت مسؤوليتها من ازمة رواتب منتسبي صحة نينوى
النائب عن نينوى انتصار الجبوري تقول ان وزارة المالية اخلت مسؤوليتها من ازمة رواتب منتسبي صحة نينوى، وأكدت صرفها وحملت دائرة صحة المحافظة مسؤولية التأخير.
توضح الجبوري في حديث صحافي الى (كركوك ناو)، ان مديرية صحة نينوى وحسب ادعاء وزارة المالية تطالب بزيادة مبلغ الرواتب وترفض تسلم المبلغ الحالي وهذا بالتالي أدى الى حدوث ازمة رواتب.
التخصيصات المالية للدوائر الحكومية زيادتها ليس من مهام وزارة المالية، انما تتم بكتاب رسمي يرفع من الدائرة ومن ثم يصادق عليه المحافظ ويرسل الى مجلس الوزراء لدراسته ومن ثم المصادقة عليه او رفضه حسب الحاجة والمضمون.
الدكتور احمد محمود مدير عام دائرة الموازنة بوزارة المالية رفض اتهام دائرته بأزمة رواتب صحة نينوى واكد ان الدائرة تصرف المخصصات المالية وفق قاعدة البيانات الخاصة بالموازنة.
وأشار في حديث صحافي خص به (كركوك ناو)، ان" دائرة صحة نينوى إذا كانت ترغب بزيادة مالية عليها توضيح الأسباب بكتب رسمية ترفع الى الأمانة العامة لمجلس الوزراء وعلى ما يقرره المجلس تنفذ وزارة المالية".
عجز مادي هذا ما اقرته دائرة صحة نينوى، وعزت الأسباب الى سوء الإدارات السابقة منذ عام 2013، والذي أثر سلبا على رواتب موظفي الصحة لاسيما اولئك الذين جرى تعيينهم مجددا.
الشارع الموصلي ما يزال يترقب تطورات الاحداث في ملف الصحة ويخشى استمرار اضراب الكوادر الصحية عن العمل لما لهذا الاضراب ما اثار سلبية على مرافق الحياة بنحو عام.
