العلاقات الاجتماعية بين مكونات سنجار، بدأت تتغير منذ اعوام والتعايش السلمي بين ابناء القضاء تحولت الى شكوك واتهام بعضهم البعض، بسبب تداعيات الفترة التي حكم فيها داعش المنطقة.
قضاء سنجار قبل تعرضه لهجوم داعش في اب 2014، كان يسمى بالعراق المصغر ومكان للتعايش القومي والديني، ولكن بعد العمليات القتل الجماعي التي تعرض لها الايزيديين؛ لم يبق الوضع كما كان سابقا وهنالك تحذيرات من تدهور الوضع في المنطقة.
ظهرت الخلافات لأول مرة بين مكونات سنجار، بالتزامن مع عودة مئات الاسر العربية السنية الى مناطقها، وواجه تلك الخطوة انتقادات لاذعة من الايزيديين واتهموهم بالانتماء لتنظيم داعش اثناء هجوم التنظيم على القضاء.
"قبل مجيء داعش كانت علاقتنا مع السنة طبيعية، ولم تكن المشاكل موجودة بينا وبينهم ،الا ان داعش اصبح سببا لقطع العلاقات فيما بيننا" مواطن ايزيدي اسمه قوال خديدا قال ذلك.
هذا المواطن الايزيدي والذي لم يشارك في اية مناسبة للمكون العربي السني بعد عودته الى سنجار يقول، لا نسمح بمشاركتهم في مناسبات الايزيديين، على الرغم من وجود علاقات تأريخية تربطهم ببعضهم البعض.
وتابع خديدا اثناء حديثه لـ (كركوك ناو) "علاقاتنا مع باقي المكونات في سنجار باستثناء المكون العربي السني طبيعية، بعد مجيء داعش لا نشارك في افراحهم واحزانهم، وهم لا يأتون الينا".
وفي اواخر العام الماضي، نظم عدد من الايزيديين في سنجار تظاهرات احتجاجية ضد عودة النازحين من العرب السنة الى ديارهم، وطالبوا بضرورة التحقيق معهم بتهمة مساندة داعش واجراء التدقيق الامني لهم.
هاجم مسلحو داعش في أب 2014 قضاء سنجار، وقتلوا مئات الاشخاص واختطفوا الاف النساء والاطفال، وبعد استعادة جميع المناطق التي كانت تخضع لسيطرة تنظيم، لا يزال مصير قرابة ثلاثة الاف ايزيدي مجهولا.
ممثل احدى القرى العربية في سنجار، صالح خلف علي يرفض اتهامهم بدعم تنظيم داعش وقال لـ (كركوك ناو) "منذ عام 1930 الى 2014 لم تحدث مشاكل بيننا وبين الايزيديين لحين مجيء داعش".
"اتهامنا بالانتماء الى داعش جاء في وقت نحن لم ندعم التنظيم فقط، بل والحقوا بنا خسائر كبيرة وتركنا منازلنا ونزحنا الى اماكن بعيد عن ديارنا هذا ما قاله صالح خلف.
يسكن مواطنون من العرب السنة في 22 قرية تابعة لقضاء سنجار، بالقرب من الحدود العراقية السورية، وبعد نزوحهم الى خارج مناطقهم، عادوا اليها العام الماضي تحت اشراف القوات الامنية.
ويقول صالح خلف، بأنهم على استعداد لفتح صفحة جديدة مع الايزيديين؛ "لنتمكن من مشاركة مراسيم بعضنا البعض ونعيش معا كأخوان".
عودة النازحين في العراق، تمر بعملية أمنية في عموم البلد، واثناء التدقيق وفي حال ظهور ادلة على انتماء اشخاص أو عائلة الى تنظيم داعش، يتم احالتهم الى القضاء أو ايداعهم في المخيمات الخاصة بذوي تنظيم داعش.
مدير الوقف السني في سنجار، اسماعيل محمد يعترف بوجود خلافات بين السنة والايزيديين ويخشى من حدوث مشاكل كبيرة بسبب تلك الخلافات، وعلى إثر ذلك قدم مبادرات لأكثر من مرة للتصالح بين الطرفين.
"حاولت كثيرا ان أتصالح بين ايزيديي سنجار والعرب السنة، ولكن كانت دون جدوى، تركنا القضية من جانبنا وسلمناها لبغداد، لحسمها وفقا للطرق القانونية" اسماعيل محمد قال ذلك في تصريح لـ (كركوك ناو)
ويقول مدير الوقف السني، ان المشاكل موجودة في مركز قضاء سنجار، لان العرب والايزيديين يشاركون افراح واحزان بعضهما البعض في مخيمات النزوح.
وبحسب احصائيات الوقف السني، اسوة بالمزارات الدينية والاماكن المقدسة لدى الايزيديين، فجر مسلحو تنظيم داعش عشرات المساجد بعد سيطرته على عدد من المدن العراقية.
باستثناء الايزيديين والعرب السنة، يسكن قضاء سنجار خليط سكاني من العرب الشيعة والمسيحيين مع مكونات قومية ودينية أخرى.
صبحي الياس حيدر، مسؤول المزارات الدينية الشيعية في سنجار قال لـ (كركوك ناو) "تربطنا علاقات وثيقة مع اخواننا الايزيديين منذ زمن طويل، ولا يستطيع اي طرف ان يعكر تلك العلاقة، قدمنا لهم كل ما كان بوسعنا اثناء النزوج، ومستعدون لتقديم ما يحتاجون اليه عندما يطلبون منا ذلك".
وبعد استعادة قضاء سنجار من قبضة تنظيم داعش، وعودة النازحين الى مناطقهم، يشارك الايزيديين والعرب الشيعة في المراسيم الدينية والاجتماعية لبعضهم البعض، بخلاف العلاقات المتصدعة بين العرب السنة والايزيديين.
المواطن الايزيدي قوال خديدا من سكنة سنجار يقول، علاقتنا مع العرب الشيعة والتركمان والمسيحيين طبيعية جدا ونعيش مع بعضنا البعض بسلام، لانهم "يحترمون ديننا ونحن نحترمهم، كما وقدموا دعما كبيرا لنا بعد الابادة التي تعرضنا لها".
قضاء سنجار يتبع محافظة نينوى اداريا يبعد 120 كم من مركز مدينة الموصل، سيطر تنظيم داعش في شهر اب 2014 عليه وتمكنت القوات الامنية من استعادته في تشرين الثاني 2015.
