طفلة تبلغ من العمر 5 أعوام وصلت الى المشفى في مدينة الموصل وهي بحالة خطرة جدا بعد ان هاجمتها مجموعة من "الكلاب السائبة" في حي النصر شمالي المدينة.
الموصل وبعد الخروج من الحرب تعرضت لضرر "الكلاب السائبة" التي تكاثرت وانتشرت بشكل غير مسبوق خلال فترة الحرب، ليتفاجأ النازحون العائدون إلى مدنهم بأعداد هائلة منها تنتشر في كل مكان.
"ابنتي علياء خرجت من منزلنا في حي النصر مع اخيها الذي يكبرها سنا بثلاثة اعوام كي تشتري من الأسواق التي تبعد عنا بضعة أمتار وبعد دقائق سمعنا صراخ وإذا بابني علي يدخل المنزل وهو يرتجف ويقول ان اخته قد اكلتها "الكلاب" المواطن رحيم عبد القادر والد علياء وعلي يقول ذلك.
تحدث رحيم عبد القادر الى (كركوك ناو) قائلا، "خرجت الى الشارع مع زوجتي وابي وامي وجميع افراد العائلة فوجدت نحو 6 كلاب ضخمة تحيط بأبنتي من كل الاتجاهات، فلم أستطيع فعل شيء بسبب مهاجمة الكلاب لنا، وعندما خرج أهالي الزقاق على صوت الصراخ استخدموا بسرعة العصي والحجارة لإبعاد تلك الكلاب عن ابنتي التي وجدتها بحالة يرثى لها وهي مصاب بعضات في اغلب مناطق جسدها".
الكلاب تتنقل طليقة في شوارع الموصل وعلى مقربة من منازل السكان في وقت يتواصل هلع الأهالي الذين يؤكدون غياب المعالجات الحكومية لهذه الازمة.
رحيم عبد القادر بين انه نقل ابنته الى المشفى وتلقت الإسعافات الأولية وهي لغاية الان تتلقى العلاج اللازم بأشراف كادر طبي تخصصي، الا انهم ما يزالون قلقين على صحتها وحالتها النفسية لاسيما وأنها لا تستطيع النوم بشكل منتظم بسبب خوفها من الحادثة.
الكلاب السائبة باتت تشكل خطرا كبيرا على حياة المواطنين في نينوى، بعد تزايد اعدادها الى أكثر من 15 ألف كلب حسب مصادر طبية بيطرية ذكرت ذلك (لكركوك ناو).
" إبادة الكلاب السائبة من اختصاص مديرية شرطة نينوى وكوادر مديرية البيطرة وليس المراكز الصحية" الدكتور مهند صالح الكيكي مدير المركز الصحي في منطقة سد الموصل يقول ذلك.
الكيكي يوضح الى (كركوك ناو) ان" محاولات عدة بطريقة السموم نفذت للتخلص من الكلاب السائبة ولكن كانت محدودة بسبب التقيد في هذه الطريقة خوفا من موت قسم من الحيوانات الداجنة أو قسم من الحيوانات غير مؤذية".
وأضاف " نتابع الموضوع مع كافة الجهات ذات العلاقة ومن ضمنها الجهات الأمنية لاستخدام وسيلة فعالة لإنهاء هذه المأساة".
نينوى لم تشهد حملات واسعة منذ سنوات للقضاء على الكلاب السائبة ما أدى تحولها الى خطر يهدد حياة المواطنين.
"رجل يبلغ من العمر 54 عاما خرج الى صلاة الفجر من منزله في حي الشفاء بالساحل الأيمن لمدينة الموصل فتعرض الى "عضة كلب" بيده وفارق على أثرها الحياة متأثر بجراحه" يقول ذلك المواطن عمر الجابر.
يوضح في حديثه الى (كركوك ناو) ان" الكلاب السائبة تنتشر داخل الاحياء حتى في الصباح لاسيما المنطقة القديمة والساحل الأيمن من الموصل وعند حلول المساء تكون مجاميع لتزداد شراسة وتبدأ بمهاجمة المدنيين لاسيما النساء والأطفال".
حجم الأضرار التي خلفتها الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية ("داعش") في الجانب الأيسر لمدينة الموصل بلغ نحو 70%، فيما بلغ حجم الأضرار في الجانب الأيمن للمدينة 90%، وحسب مختصون فان النفايات ومخلفات الحرب وأنقاض المبان تعد بيئة ملائمة لتكاثر "الكلاب السائبة".
محافظ نينوى نجم الجبوري وجه بتخصيص المبالغ اللازمة للبدء بحملة القضاء على الكلاب السائبة المنتشرة في عدد من احياء مدينة الموصل.
نجم الجبوري أكد في حديث مع (كركوك ناو) ان" هناك خطة موضوعة بالتعاون مع الجهات الساندة ومن خلال شراء المواد السمية والطعوم المستخدمة لتنفيذ حملة كبيرة الهدف منها التخلص من الكلاب السائبة".
الموصل هي مركز محافظة نينوى وثاني أكبر مدينة في العراق من حيث السكان بعد العاصمة، حيث يبلغ تعداد سكانها حوالي (2 ونصف مليون نسمة).
يقول الضابط برتبة (ملازم) عبد العزيز الجبوري في شرطة نينوى انه لا توجد هناك حملات منظمة للتخلص من "الكلاب السائبة".
ويضيف في حديث صحافي الى (كركوك ناو) انه" لا يعلم من المسؤول عن الأسباب وراء عدم إطلاق حملات لمكافحة الكلاب السائبة ولكن الذي يعرفه ان وزارة الداخلية هي المسؤولة عن تكليف مديرية شرطة نينوى لتنفيذ مثل تلك الحملات التي بدورها تخصص العدة والعدد في سبيل انجاحها"، نافيا " وجود حملة لمكافحة الكلاب السائبة في الموصل بالوقت الحاضر".
قانون مكافحة الكلاب السائبة رقم (48) لسنة 1986 ينص في المادة الرابعة على مكافحة الكلاب السائبة في الطرقات العامة وخارج المنازل وفي المدن والقصبات والمناطق الريفية بالقتل او القنص او اية طريقة اخرى، ولوزير الزراعة حق اصدار تعليمات بناء على اقتراح الدائرة المختصة لتنظيم ذلك على ان تتولى الجهات المختصة جمع الكلاب الهالكة والتي تهلك بالمكافحة وحرقها في اماكن بعيدة تخصص لهذا الغرض.
مدير المستشفى البيطري في محافظة نينوى الدكتور عدي العبادي أكد ان الأيام القليلة القادمة ستشهد حملات واسعة للتخلص من الكلاب السائبة.
وذكر في حديث صحافي مع (كركوك ناو) ان" التنسيق مع مديرية شرطة نينوى والجهات الخدمية في حكومة نينوى المحلية متواصل لمعاجلة ظاهرة انتشار الكلاب السائبة في الموصل وباقي الاقضية والنواحي".
داء الكَلَب هو مرض فيروسي يسبب التهاب حاد في الدماغ وهو مرض حيواني المنشأ أي أنه ينتقل من الكلاب إلى الإنسان مثلاً وينتقل غالباً عن طريق عضة من الحيوان المصاب.
الناشط المدني زيد العبيدي يؤكد ان الكلاب السائبة باتت تشكل إرهابا لسكان الموصل وان هذا الإرهاب يحصد أرواح المدنيين او يلحق بالكثير منهم اعاقات واصابات بالغة ويولد حالات نفسية لا يمكن التخلص منها بسهولة.
يقول الناشط في حديث مع (كركوك ناو) ان" الطفل يعقوب ابراهيم الجبوري، يبلغ من العمر ثلاث سنوات من سكنة قرية الرشيدية في مستشفى ابن الاثير توفي بعد تعرضه لعضة كلب في منطقة الراس قبل أيام، وان الكلاب منتشرة في الجامعات والمعاهد والمشافي وقرب المدارس والجوامع والأماكن الترفيهية وحتى الأسواق والمنازل، مطالبا حكومة نينوى بوضع حلول حقيقية لهذه الازمة، حفاظا على أرواح المدنيين.
يؤدي داء الكلب للوفاة عندما يصيب الإنسان بمجرد ظهور الأعراض إلا في حال تلقيه الوقاية اللازمة ضد المرض، وهو يصيب الجهاز العصبي المركزي مما يؤدي إلى إصابة الدماغ بالمرض ثم الوفاة.
