الانفلونزا الوبائية او ما تسمى بإنفلونزا الطيور، لم يقم أي طرف رسمي بنفي وجودها بشكل قاطع في مدينة الموصل ونينوى عامة، كذلك ما يزال الغموض يخيم على بعض الحالات التي يشتبه اصابتها بهذا الوباء القاتل.
إنفلونزا الطيور مرض سببه نوع من أنواع فيروس الإنفلونزا، نادرًا ما يصيب البشر وقد تم تحديد أكثر من اثني عشر نوعًا من أنواع إنفلونزا الطيور، بما في ذلك السلالتين اللتين أصيب بهما البشر مؤخرًا — H5N1 وH7N9 وعندما تصيب إنفلونزا الطيور البشر تكون مميتة.
"هناك حالات مرضية يشتبه أصابتها بمرض انفلونزا الطيور في الموصل جرى وضعها في الحجر الصحي وهي الان تحت المراقبة الطبية" يقول ذلك الدكتور نبيل احمد.
يوضح نبيل احمد في حديث الى (كركوك ناو) ان" أربع حالات مرضية تعود (لطفلين ورجل وامرأة) يشتبه اصاباتها بأنفلونزا الطيور سجلها مشفى ابن الاثير التعليمي وقد تم وضعهم في الحجر الصحي، وان عينات من دم المرضى جرى ارسالها الى مختبرات العاصمة بغداد للتأكد من حالتهم إذا كانوا مصابين بالإنفلونزا الوبائية ام لا".
علامات إنفلونزا الطيور وأعراضها تظهر في غضون يومين إلى سبعة أيام من التقاط العدوى، وفقًا لنوع الإنفلونزا، وفي أغلب الحالات، تشبه العلامات والأعراض ما للإنفلونزا العادية، وتشمل (سعال، الحمى، التهاب الحلق، آلام في العضلات، الصداع، ضيق النفس).
"هناك 3 اشخاص توفوا خلال العام 2019 في نينوى بعد اصابتهم بمرض انفلونزا الطيور الا ان الجهات الطبية تتكتم عن الامر لأسباب لا أحد يعلمها" دكتور في مشفى ابن سينا التعليمي قال ذلك مفضلا عدم ذكر اسمه.
يقول الدكتور في حديث صحافي الى (كركوك ناو)، ان" فايروس H5N1)) في نينوى موجود وان اشخاص فقدوا حياتهم جراء الإصابة به الا ان التكتم من قبل الجهات المسؤولة هو ما يمنع كشف الحقيقة وحتى المصابين لا يمكن الوصول إليهم بسبب وجودهم داخل غرف الحجر الصحي ولا يسمح لأحد الدخول".
الدكتور جاسم المعماري مدير صحة نينوى السابق قال في حديث صحافي الى (كركوك ناو) بتاريخ 9 كانون الأول 2019، ان" أربع حالات مشتبه اصابتها بمرض انفلونزا الطيور تم تسجيلها في مشفى ابن سينا التعليمي بمدينة الموصل وقد تم التحفظ على حالتين بمكان عزل صحي خاص، فيما توفيت حالتين، وبعد ارسال عينات طبية الى مختبرات العاصمة بغداد جرى التأكد من إصابة حالة واحدة بهذا المرض.
(كركوك ناو) تواصل مع رفل عبيد التي توفى زوجها قبل نحو شهرين بعد اشتباه إصابته بمرض انفلونزا الطيور تقول " ان زوجي إبراهيم رعد 38 عاما وهو يعمل كاسب عانى من غثيان وفقدان شهية وارتفاع درجات الحرارة وعند مراجعة المشفى شكو اصابته بمرض انفلونزا الطيور وقد تم وضعه تحت الرقابة الصحية وارسال عينة من دمه الى مختبرات الصحة في بغداد للتأكد من مرضه الا انه سرعان ما توفى".
تضيف رفل في حديثها ان سبب الوفاة ذكر في الوثيقة الرسمية التي صدرت من قسم الوفيات في دائرة صحة نينوى بينت انه كان مصاب بنزلة برد شديدة ولم يذكر اصابته بمرض انفلونزا الطيور، وبصراحة لم ارغب بمراجعة الجهات ذات العلاقة لمعرفة الأسباب التي تقف وراء عدم كتابة السبب الحقيقي لوفاته خشية الدخول بدوامة المعاملات الحكومية والروتين القاتل المتبع في مؤسسات نينوى.
الأشخاص المصابون بإنفلونزا الطيور يشعرون بغثيان، أو يصابون بقيء أو إسهال، وفي حالات قليلة لا يشير إلى المرض سوى التهاب طفيف بالعين (التهاب الملتحمة).
الناشط الموصلي اوس الخطيب يقول ان الواجب الإنساني يحتم على الجهات المعنية في مديرية صحة نينوى ووزارة الصحة الكشف عن حقيقة الامر سواء كانت هناك مرض انفلونزا طيور ام خلو الموصل والمحافظة من هذا المرض.
وأضاف في حديث صحافي الى (كركوك ناو) ان" مدينة الموصل تعد ارض خصبة لانتشار الأوبئة والامراض جراء الحرب وما خلفته من فوضى عارمة في جميع مفاصل الحياة وعجز الحكومة لغاية اليوم من إعادة الأمور الى مسارها الصحيح.
مكالمة مسربة لمدير دائرة البيئة السابق أرشد صديق قبل نحو عام أحدثت ضجة في حينها أكد خلالها تسلمه قائمة بتسع وعشرين حالة من دائرة صحة نينوى بضمنها سبع حالات مؤكد اصاباتها بمرض انفلونزا الطيور، ولكنه سرعان ما عاد ونفى ذلك عقب خروج مدير الصحة السابق الدكتور فلاح الطائي بمؤتمر صحفي ينفي وجود أي إصابة بهذا المرض.
الدكتور عبد الرحمن الصواف رأى ان السكوت عن الوباء إذا كان موجودا يعني انتشاره فالعديد من الأشخاص بحاجة التوعوية للوقاية منه.
يقول الصواف في حديث صحافي خص به (كركوك ناو)، ان" المشافي والمراكز الصحية في الموصل غير مؤهلة للتعامل مع هكذا فايروس وبائي وان الظرف العام قد يساعد على انتشار هكذا امراض قاتلة، لذا لابد من تعاون المؤسسات الصحية مع الخدمية لحماية المواطن من خطر انفلونزا الطيور".
الدكتور كريم ولي مدير صحة كركوك قال في تصريح لـ (كركوك ناو) "لم تشهد المحافظة تسجيل الاصابة بمرض انفلونزا الطيور، ولكننا اتخذنا جميع الاحتياطات لمواجهة المرض ان حدث، ومنها فتح قسما خاصا بإنفلونزا الطيور في مشافي كركوك.
اعلام دائرة صحة خانقين بمحافظة ديالى في تصريح لـ (كركوك ناو)، اكد عدم تسجيل اصابات بمرض انفلونزا الطيور وبي ان الدائرة اتخذت استعداداتها لمواجهة المرض.
وزارة الصحة التابعة لحكومة اقليم كوردستان في 2 كانون الثاني 2020، كشفت عن تسجيل ما لا يقل عن 30 حالة اصابة بمرض انفلونزا الطيور وتم ارسال عينات مختبرية منهم الى بغداد، وان اغلب الاصابات كانت بمحافظة دهوك.
واشارت الوزارة الى وفاة شخص بمحافظة اربيل بسبب بعد اصابته بالمرض.
الوقاية من إنفلونزا الطيور تتمثل بعدم تناول البيض النيئ ولحم الدواجن غير المطهو جيدا، وتجنب الاحتكاك بالدواجن الحية وغسل اليدين بانتظام والاعتياد على النظافة الشخصية وأخذ لقاح للوقاية ضد المرض.
تحدث أنفلونزا الطيور بشكل طبيعي في المساقط المائية بالحياة البرية ويمكن أن تنتشر بين الدواجن المنزلية، مثل الدجاج والديوك الرومية والبط والإوز، وينتقل عبر الاتصال المباشر ببراز الطيور المصابة أو الإفرازات من الأنف أو الفم أو العين، كما أن الأسواق الموجودة في الهواء الطلق سبب آخر لانتشار هذا المرض، حيث يُباع البيض والطيور في أحوال مزدحمة وغير صحية، تُعد بيئة خصبة لحدوث العدوى، ويمكن للحوم وبيض الدواجن غير المطهوة جيدًا من الطيور المصابة بالعدوى أن تنقل أنفلونزا الطيور، إذ إن لحوم الدواجن تكون آمنة للأكل في حالة الطهو بدرجة حرارة داخلية تبلغ 165 فهرنهايت (74 درجة مئوية) وينبغي طهي البيض إلى أن يصبح الصفار والبياض صلبين.