بغداد شهدت صباح يوم الجمعة، 24 كانون الثاني 2020، تظاهرة لإنهاء الوجود الأمريكي في العراق كان قد دعا اليها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري كان قد دعا الى تظاهرة اسماها بـ "المليونية" لإنهاء الوجود الأمريكي في العراق على خلفية غارة جوية أمريكية نفذت في 3 كانون الثاني الجار، أسفرت عن مقتل قائد قوة القدس الإيرانية قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس على طريق مطار بغداد الدولي.
"اتباع مقتدى الصدر ارتدوا الاكفان وحملوا الافتات المطالبة بإنهاء الوجود الأمريكي على ارض العراق وقد تركز وجودهم في منطقة الجادرية القريبة من المجمع الرئاسي وقرب المنطقة الخضراء شديدة التحصين فضلا عن بعض المناطق الأخرى القريبة من جامعة بغداد" يقول ذلك الناشط من العاصمة بغداد وليد العكيدي في حديث صحافي الى (كركوك ناو).
وأضاف ان "العاصمة بغداد تخيم عليها حالة من الترقب والخوف لاسيما وان التظاهرات الصدرية على مقربة جدا من ساحة التحرير ما قد يؤدي الى "مواجهة"، بين متظاهري التحرير الذين يدعون الى انهاء الفساد ومحاسبة السياسيين المقصرين، وبين تظاهرة الصدر الداعية لإنهاء الوجود الأمريكي في العراق".
العاصمة بغداد، شهدت ومنذ ساعات الصباح الاولى إغلاقاً لطرقات رئيسية عدة وانتشاراً كثيفاً للقوات الأمنية، إذ من المحتمل أن ينجرّ المتظاهرون إلى السفارة الأميركية، ويكرروا الاعتداءات التي طالتها بعد قتل واشنطن لقائد فيلق القدس قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس بضربة جوية قرب مطار بغداد.
"نحن ضد الفساد وضد التواجد الأمريكي وتلبية دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بتظاهرة "مليونية" في العاصمة بغداد هو تلبية لنداء الحق ضد الباطل" تقول ذلك المشاركة في التظاهرة الصدرية سمعية عبد الحسن.
توضح عبد الحسن في حديث صحافي الى (كركوك ناو)، ان" البعض يحاول تضليل الرأي العام ويبين ان التظاهرة الصدرية ضد الامريكان ولا علاقة لها بالفساد الذي تشهد الطبقة السياسية، وهذا غير مقبول ابدا فالتظاهرة هي ضد الفساد ومس السيادة".
التوتر بين الولايات المتحدة وإيران في المنطقة تزايد إثر فرض واشنطن عقوبات اقتصادية على طهران، وتبادل الجانبان الاتهامات بشأن هجمات على منشآت نفطية، ومخازن أسلحة تابعة للحشد الشعبي وقواعد عسكرية تستضيف قوات أمريكية.
المتظاهر إبراهيم الخفاجي من ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد يقول ان التظاهرة الجارية (التظاهرة الصدرية) تقوي الطبقة السياسية الفاسدة وتزيد من مشاكل العراق.
وأضاف في حديث صحافي الى (كركوك ناو) "نتمنى الجميع النزول الى الساحة دون الانجرار لأية دعوة وتلبية دعوة العراق فقط لإنهاء الممارسات الخاطئة التي ارتكبت ضد المواطن منذ 2003 ولغاية اليوم 2020.
مقتدى الصدر وجه رسالة بمنشور عبر "تويتر" إلى العراقيين بالقول: "هبوا إلى نصرة الوطن فهو يستصرخكم"، وأضاف: "أبشروا بعراق مستقل يحكمه الصالحون لا فساد فيه".
"القوات الأمنية منتشرة بشكل كثيف في جميع مناطق العاصمة بغداد ولاسيما وسطها خشية تصاعد الاحداث مع وجود تظاهرتين حاشدتين لكل طرف منها وجهة نظر وهناك من يحاول تصعيد الوضع" يقول ذلك النقيب جواد البهادلي.
يضيف النقيب المتواجد في ساحة التحرير وسط بغداد بحديث خاص الى (كركوك ناو)، ان" الأوضاع لغاية الان تحت السيطرة وان متظاهري الصدر لم يحددوا موعدا لإنهاء تظاهراتهم، وان القوات الأمنية بمختلف تشكيلاتها وصنوفها مكلفة بحماية الجميع".
البرلمان العراقي صادق على قرار يقضي بإخراج القوات الأمريكية من البلاد، على خلفية مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، في محيط مطار بغداد الدولي بغارة أمريكية مطلع الشهر الجاري.
الفصائل الشيعية المسلحة مثل حركة النجباء وكتائب حزب الله العراقي، وجهت تهديدات شديدة اللهجة تجاه رئيس الجمهورية برهم صالح، تعليقاً على لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الأربعاء الفائت.
المراقب للشأن العراقي عدي عبد الحمداني ابدى قلقه من امتداد التظاهرات الى قصر السلام الرئاسي وسط العاصمة والسفارة الامريكية، عادا ذلك بانه يشكل ضررا على موقف العراق امام المجتمع الدولي.
وقال الحمداني في حديث صحافي الى (كركوك ناو)، ان" الاحتجاجات متعددة الأهداف والقيادات والمصالح تدخل العراق في ازمة ليس بالسهل الخروج منها وهذا يعني المزيد من الخسائر البشرية والمادية".
جسر الطابقين في بغداد جرى قطعه بالحواجز الكونكريتية من الجانبين امام مقتربات جسر الجادرية وسط بغداد فجرى اغلاقها هي الأخرى.
ساحة الفردوس وجميع الطرق المؤدية إلى منطقة كرادة خارج وداخل اغلقت ما أدى الى عزل مناطق الرصافة عن الكرخ بشكل تام.
