الموارد المائية تؤكد عدم وجود خطورة على سد الموصل

نينوى 2020، سد الموصل، تصوير: كركوك ناو

كركوك ناو - نينوى

وزارة الموارد المائية أعلنت استعدادها لمواجهة موسم الفيضانات في نينوى وباقي المناطق العراقية الأخرى المهددة بهذا الموسم، فيما طمأنت ان حالة سد الموصل جيدة ولا يوجد اية تهديدات عليه.

سبتمبر/أيلول 2006، صدر تقرير عن فيلق الهندسة في الجيش الأميركي بشأن سد الموصل، خلص فيه إلى اعتباره "الأخطر في العالم" من حيث احتمال انهياره.

كبير القادة العسكريين الأميركيين في العراق الجنرال سين ماكفارلاند حذر في وقت سابق من أن انهيار السد سيغرق الموصل وبغداد، وسيذهب ضحيته مئات الآلاف، بحسب تقرير نشرته مجلة "فورين بولسي" الأميركية.

 الموصل 2-1
سد الموصل، تصوير: كركوك ناو

جغرافية العراقية في منحدر، وبالتالي فإن تساقط أي أمطار في المناطق الجبلية على الحدود، فإنها سوف تأخذ طريقها باتجاه البلاد، كما أن قضية عدم التخطيط المسبق للمساكن والقرى أدت إلى تجاوز المواطنين على المسطحات المائية والأنهار والوديان، وأصبحوا ضمن رحمة السيول والفيضانات.

وزير الموارد المائية جمال العادلي خلال زيارة ميدانية الى مشروع سد الموصل عقد مؤتمرا صحافيا حضره مراسل (كركوك ناو) ذكر فيه، ان" وضع سد الموصل طبيعي وهناك خزين للموسم الزراعي المقبل، وان الاستعدادات المتخذة من قبل الوزارة والفروع المتصلة بها على اتم وجه".

سد الموصل يستوعب 11 مليار متر مكعب من المياه أي أكثر من ثلث حجم المياه في بحيرة "ميد" أكبر خزان للمياه في الولايات المتحدة، بحسب تقرير مجلة "فورين بولسي" الأميركية، خطورته تكمن في أنه أكبر خزان مائي على نهر دجلة، كما أن سرعة هذا النهر خطرة، وبالتالي فإن حصول أي اطلاقات مائية كبيرة ستؤدي إلى حصول أضرار في المحافظات التي تقع أسفل النهر.

يصل طول سد الموصل إلى 3.4 كيلومترات، وارتفاعه إلى 113 مترا، وكلف بناؤه نحو 37.7 مليون متر مكعب من مواد البناء.

 الموصل 3-1
وزير الموارد المائية خلال مؤتمره الصحفي، تصوير: كركوك ناو

جمال العادلي وزير الموارد المائية أكد ان الكوادر الهندسية والفنية العراقية استلمت سد الموصل من الشركة الإيطالية والفريق الاستشاري الاميركي الذي كان يشرف على السد قبل نحو أربعة شهور، وان الكوادر تعمل بشكل جيد وتحافظ على حالة السد دون مشاكل، وهذا يؤكد قدرة الكوادر العراقية على العطاء ومواجهة التحديات وتجاوزها.

شركة 'تريفي' الإيطالية، وقعت الحكومة العراقية معها عقدا في مارس 2016 بقيمة 273 مليون يورو لصيانة سد الموصل، وانطلقت الشركة بأعمال صيانة السد ومعالجة التشققات التي يعاني منها في اساساته وجدرانه.

 الموصل6
سد الموصل، تصوير: ارشيف كركوك

وزير الموارد المائية أشار الى ان بعض الجهات تحاول التقليل من العمل العراقي ولكن اسس سد الموصل تحقن بأيدي عراقية وحتى عندما كانت الشركة الإيطالية متواجدة.

سد الموصل هو أكبر سد عراقي ورابع أكبر سد بمنطقة الشرق الأوسط، بني على أرض غير صالحة لتشييد سد بحجمه حسب مختصون مما جعل حقنه بمواد داعمة أمرا ضروريا لتفادي كارثة إغراق مناطق سكانية بأكملها.

وأضاف الوزير ان موسم الفيضانات على الأبواب ومن المتوقع ان يكون الموسم صعب كالموسمين الماضيين لنسبة الامطار والثلوج التي سقطت على الحدود العراقية مع سوريا وتركيا وإيران، لذا فان الاستعدادات متواصلة لمواجهة اقوى الاحتمالات واية ظروف طارئة.

ووفق مصادر أميركية عام 2007، فإن معدل قدرة السد على توليد الكهرباء يصل إلى 750 ميغاوات تكفي لسد حاجات حوالي 675 ألف منزل.

 الموصل 5
محطة الخزن بالضخ في سد الموصل، تصوير: ارشيف كركوك ناو

"سد بادوش وسد مكحول سوف ينفذان بالتعاون مع وزارة التخطيط بانتظار السيولة المالية، وان الأولوية الآن لسد مكحول بالدرجة الأولى وستقوم الوزارة بإنشاء الجزء الأكبر منه" يشير الى ذلك وزير الموارد.

ولفت الى ان سد اليسو في تركيا دخل للخدمة ووصل بحدود مليارين ونصف متر مكعب ومن المقرر ان يصل الى 10 مليار متر مكعب وهذا حتما سيؤثر على التدفقات المائية التي تأتي لسد الموصل.

أرضية سد الموصل ووفق شركات استشارية متعددة أجرت دراسات كثيرة على مكان بناءه فان تلك البقعة تتكون من صخور كلسية تتعرض للذوبان بفعل الضغط وتخزين المياه مما يؤدي إلى ظهور التصدعات والرشح، وتشكيل فراغات على شكل حجرات أسفل جسم السد تؤدي إلى هبوط الطبقات التي تعلوها.

وبحسب دراسة أعدتها جامعة "لولي" التكنلوجية السويدية، تعتبر أساسات السد ضعيفة أصلا، نظرا لمكوناتها الملحية التي تتآكل جراء التقائها بالمياه، ومن ثم تسمح لها بالنفوذ، متسببة بتداعي السد والتهديد بانهياره.

 الموصل4-1
سد الموصل

ووفق خبراء عراقيين، فإن دراسة روسية معمقة أجريت قبيل بناء السد أقرت بشكل قطعي عدم صلاحية المكان لبناء سد عملاق بالحجم المطلوب بسبب نوعية الأرض التي جرى تحليلها، وأثبتت أنها تتعرض للذوبان نتيجة الضغط العالي من المياه.

غير أن شركتين فرنسية وسويسرية قدمتا دراسات للحكومة آنذاك اعتبرتا فيها المنطقة صالحة لبناء السد بعد إجراء تعديلات بسيطة على أرضيتها وعلاجها بمواد خاصة، واضعة نسبة فشل تقارب 15%، على خلاف التقرير الروسي الذي تجاوزت نسبة الفشل في تقريره الـ 93 %.

وقد أثبتت التقارير الروسية صحتها بعد أشهر قليلة من بداية الشروع في تشغيل السد بعدما حدثت تشققات وانجرافات في التربة أسفل قاعدته، مما اضطر الشركتان المنفذتان إلى علاج ذلك عبر عملية الحقن الإسمنتي التي تجري تقريبا منذ عام 1986.

وفي حال انهيار السد يتوقع الخبراء أن يستغرق وصول الموجة الأولى من الفيضان إلى مدينة الموصل ثلاث ساعات، كما يتوقعون أن تغرق مياه الفيضان مدن تكريت وسامراء جنوب الموصل وأرياف العاصمة بغداد مما سيهدد ملايين العراقيين، ويخلف خسائر على طول ثلاثمئة كيلومتر في اتجاه مجرى النهر، عدا الأضرار التي سيخلفها على مدى أعوام للمستقبل الزراعي والصناعي والبيئي للمنطقة.

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT