ازمة وقود المركبات (البانزين) باتت بوادرها تظهر شيئا فشيء في مدينة الموصل التي بدأت طوبير العجلات امام محطات التعبئة تزداد وتصل الى مسافات طويلة، وسط تكتم حكومي على الامر والنفي بعدم وجود ازمة.
الموصل مركز محافظة نينوى تشهد بين الحين والاخرى ازمة وقود اسبابها وحسب مختصون تنحسر بين الفساد، وقلة محطات التعبئة، والتلاعب بحصة المحافظة من الوقود.
"اربع ساعات مضت على تواجدي امام محطة تعبئة وقود الشلالات في الساحل الايسر لمدينة الموصل بانتظار وصول الوقود الى المحطة والبدء بتزويد العجلات به" يقول ذلك المواطن نصار ابراهيم صاحب عجلة تكسي نوع opel.
يوضح في حديث الى (كركوك ناو) ان" الازمة بدأت منذ 48 ساعة واخذت تتفاقم بسرعة كبيرة لاسيما وان بعض اصحاب العجلات اخذوا التزود بالوقود وتخزينه في منازلهم على سبيل الاحتياطات، وهذا جعل طوابير العجلات تزداد واضر باصحاب عجلات التكسي الذين يعتمدون في تأمين لقمة العيش لهم ولعائلاتهم من خلال المردود المادي الذي يتحصلون عليه من عملهم".
هيئة النزاهة اعلنت في نهاية العام 2019 تمكُّن ملاكات مديريَّة تحقيق نينوى من ضبط قرابة 15 ألف بطاقة وقوديَّة مُزوَّرة وغير مطابقة للمواصفات في شركة توزيع المنتجات النفطيَّة الهيئة الغربية – فرع المحافظة.
منتصر فاضل علي مدير إعلام شركة المنتجات النفطية فرع نينوى نفى وجود ازمة وقود في الموصل، واكد ان جميع محطات الوقود مفتوحة امام أصحاب المركبات في المدينة والمحافظة وسيكون التجهيز لمنتج البنزين بكميه (40) لتر لكل مركبة لضمان وصول الحصص الى الجميع.
وقال منتصر فاضل في حديث صحافي خص به (كركوك ناو) ان" مواقعا اخبارية روجت خلال الساعات القليلة الماضية الى اشاعات بوجود ازمة وقود في الموصل، ما دفع باصحاب العجلات التوجه بقوة نحو المحطات والتزود ومن ثم تخزينه في المنازل والعودة نحو المحطات للتزود مرة ثانية وثالثة وهذا ادى الى حدوث خلل في نظام العرض والطلب".
واشار الى ان محافظة نينوى تمتلك خزين من مادة البانزين يمكنها مواجهة اية ازمة والتغلب عليها لمدة تزيد عن 20 يوما في اصعب الظروف.
محطات تعبئة الوقود الحكوميه بالجانب الايسر لمدينة الموصل هي الثقافة، ام الربيعين، الشهداء، الشلالات، فيما تعمل محطة تعبئة (الفيصليه الحكومية) على تجهز المواطنين بمنتوج البنزين المحسن (العالي الاوكتان) فقط.
"شرطة نفط نينوى تحتجز 26 صهريجا محملا بمادة البانزين كانت قادمة من المحور الشرقي للموصل وتعتزم دخول المدينة والوصول الى محطات التعئبة" مصدر امني اكد ذلك الى (كركوك ناو) مشترطا عدم ذكر اسمه.
وقال المصدر، ان" سبب احتجاز صهاريج البانزين عند سيطرة الشهيد سبهان قرب الحمدانية حسب الموقف الامني الرسمي يعود الى ان معلومات تلك الصهاريج لم ترد ضمن مركز العمليات الوطني".
واضاف، ان السبب الحقيقي يكمن ربما في تغير الشركة الناقلة للنفط ما ادى الى حدوث هذه الازمة وليس كما تقول شرطة نفط نينوى.
محطات تعبئة الوقود الحكومية بالجانب الايمن لمدينة الموصل هي المأمون والغزلاني والهارون، وابن الاثير/نينوى، اما محطة تعبئة (القعقاع الحكومية) تجهز المواطنين بمنتوج البنزين المحسن (العالي الاوكتان) فقط.
علي ساهر احد العاملين في محطة لتعبئة الوقود الحكومية بالساحل الايمن لمدينة الموصل اقر بوجود ازمة سببها نقص المنتج، وهذا ادى الى ارتفاع سعر اللتر الواحد في سوق السوداء.
وقال علي ساهر بحديث خاص الى (كركوك ناو)، ان" سعر اللتر الواحد من منتج البانزين في محطات التعبئة الحكومية مايزال محافظا على سعره المقدر بـ 450 دينار، فيما قفز سعر اللتر الواحد في السوق السوداء من 500 دينار الى 650 دينار".
حصة نينوى من وقود السيارات كانت تبلغ (60) صهريجاً يومياً، ثم جرى تعديلها الى (50) صهريجا، وازدا عدد السيارات في الموصل بعد انتهاء الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية ("داعش")، دون ان يكون هناك محطات حكومية كافية توازي تلك الزيادة او زيادة في حصة المحافظة".
زهير الاعرجي قائممقام قضاء الموصل عزا اسباب ازمة الوقود الى انتهاء عقود الشركات الناقلة للمنتوجات النفطية الى المحافظة.
وقال، انه" كان من المفترض على الشركات المحالة اليها المناقصة لنقل المنتجات النفطية نحو نينوى القيام بعملها في نفس اليوم فقد مضت ايام وهذه الشركات لم تجلب للمدينة لتر واحد من النفط كما وفقدت المدينة اكثر من خمسة ملايين لتر من مادة البنزين.
