يعاني الكاكائيون الساكنون في القرى التابعة لقضاء داقوق ومنطقة حفتغار من مخاطر الجماعات المسلحة ويهددون بترك قراهم الى المناطق الامنة في حال عدم تدخل القوات الامنية واستباب الامن في مناطقهم.
وتزايدت مخاوف الكاكائيين بعد تكرار الحوادث الامنية، وخصوصا الهجمات المسلحة واستهداف النقاط التابعة للقوات العراقية التي استقرت اغلبها في داخل القرى.
في أواخر شهر كانون الثاني 2020، هاجم مسلحون مجهولون نقطة عسكرية تابعة للجيش العراقي في داقوق، وأسفر الهجوم عن مقتل جنديين في الجيش العراقي.
عزيز محمد، أحد وجهاء الكاكائيين في داقوق يقول، ان حوادث أمنية مماثلة تتكرر باستمرار، الوضع الامني في المنطقة غير مستقر وعلى وشك ان يخرج عن السيطرة.
"القوات الامنية تنتشر داخل القرى، ويشكل ذلك خطرا على حياة المواطنين، لان في حال اشتباكهم مع الجماعات المسلحة، يتعرض المواطنين للمخاطر"، عزيز قال ذلك لـ (كركوك ناو).
وفي أواخر عام 2019، انسحبت قوات الشرطة الاتحادية من قضاء داقوق بعد عامين على انتشارها واستلامها للملف الامني لمناطق أطراف كركوك، وحل الجيش العراقي محلهم بالتنسيق مع قوات الحشد الشعبي.
أدريس الحاج عادل، من سكنة منطقة حفتغار في داقوق ونائب مسؤول المركز الثاني لتنظيمات الاتحاد الوطني في كركوك يقول، ان تحركات مسلحي داعش تزايدت في الآونة الاخير واصبحت تشكل خطرا على حياة المواطنين.
وقال الحاج عادل في تصريح لـ (كركوك ناو) ان "الهجمات الاخيرة التي نفذه داعش تشكل خطرا كبيرا على داقوق، كونها كانت تبعد قرابة 1 كم من مركز القضاء، وعندما كان تنظيم داعش في اوج قوته لم يتمكن الاقتراب من مركز داقوق".
كما وانفجرت في يوم 8 كانون الثاني من العام الجارٍ، عبوة على قافلة عسكرية للجيش العراقي، أسفرت عن اصابة امر لواء 45 للجيش العراقي، العقيد الركن مازن عبود جواد واصابة اربعة اخرين من افراد حمايته، وبعد بقائه لأكثر من اسبوع في المستشفى، توفي متأثرا بإصابته.
في حال بقاء الوضع على ما هو عليه، والذي تسبب بحالة من الخوف والقلق لدى المواطنين، لا أحد سيعود من النازحين الى منازلهم
"تتدهور الاوضاع يوما بعد الاخر من الناحية الامنية، وتستهدف القوات الامنية اكثر فأكثر من المنطقة، وهذا لا يُبشر بخير"، سلام بهرام، المراقب السياسي والذي يسكن بقضاء داقوق قال ذلك.
وقال سلام في حديث مع (كركوك ناو)، "في حال بقاء الوضع على ما هو عليه، والذي تسبب بحالة من الخوف والقلق لدى المواطنين، لا أحد سيعود من النازحين الى منازلهم بل وسيفكر الاخرين بالنزوح وترك قراهم رغما عنهم".
وقام (كركوك ناو) العام الماضي ومن خلال حملة وعن طريق نشر عدة فيديوهات بإيصال صوت الكاكائيين واوضاعهم في مناطق داقوق بسبب المخاطر الامنية، الى ان تدخلت الجهات المعنية وقررت ارسال تعزيزات امنية الى مناطقهم.
القرى التي تواجه مخاطر امنية، تسكنها اغلبية من الكاكائيين وتتبع قضاء داقوق اداريا (44 كم جنوبي مدينة كركوك).
وتحدث مصدر أمني مطلع من قضاء داقوق لـ (كركوك ناو) عن المخاوف والمخاطر الامنية وقال "الوضع الامني يتدهور يوما بعد الاخر وعلى وشك ان تخرج المنطقة عن السيطرة".
وأضاف المصدر ان "الحدود الادارية لقضاء داقوق واسعة جدا، ولا تستطيع القوات الامنية المكوث أو الاستقرار في المناطق التي ينفذون فيها حملات تمشيط وبحث عن مسلحي داعش بسبب جغرافية المنطقة".
وفي شهر تشرين الثاني 2019، قتل منتسب في قوات البيشمركة أسمه لطيف مجيد (46 عاما) مع زوجته أمل أحمد، في منطقة حفتغار التابعة لقضاء داقوق، بعد تعرضهم لإطلاق النار داخل سيارتهم من قبل مسلحين مجهولين".
"لا احد يستطيع الخروج من منزله ولا نستطيع حرث اراضينا والذهاب الى احواض تربية الاسماك، خوفا من استهدافنا من الجماعات المسلحة، كيف تقضي الايام هكذا؟"، السيد محمد ابراهيم، مواطن من سكنة احدى القرى التابعة لداقوق قال ذلك.
السيد محمد أبراهيم، أحد وجها منطقة حفتغار بداقوق يقول، في حال إذا تمرض شخص من افراد اسرتك لا تستطيع الخروج من المنزل والذهاب الى المستشفى في الليل ببعض المناطق، أكثر من 70 بالمائة من احواض السمك أصبحت غير صالحة للاستفادة، وحتى المزارع تضررت كثيرا".
قضاء داقوق، كان منطقة تماس لعدة اعوام بين قوات البيشمركة ومسلحي داعش، وبعد انسحاب قوات البيمشركة في 16 تشرين الاول 2017، من تلك المناطق، تسلمت القوات العراقية الملف الامني في مناطق القضاء.
