قرية متيق، التي يسكنها الكاكائيون في داقوق، تتجه نحو الاخلاء التام بعد أن قرر ساكنوها وهم من الكاكائيين النزوح ومغادرة منازلهم خوفا من هجمات الجماعات المسلحة، لتصبح بذلك سابع قرية في المنطقة تتعرض للاخلاء.
القرى المعرضة لتهديدات الجماعات المسلحة تقطنها اغلبية كاكائية، و تقع ضمن حدود قضاء داقوق ( 44 كم جنوب كركوك).
"بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، أخليت القرية تماما من سكانها والذي كان يتألف من 26 عائلة، بعضهم ممن نزحوا عقب أحداث 16 اكتوبر 2017" و ذلك بحسب ما قال ناظم حميد لـ(كركوك ناو) وهو من أهالي قرية متيق.
ويضيف ناظم "القوات المتواجدة في المنطقة قليلة مقارنة بالحدود الشاسعة للقضاء وهي بالتالي بحاجة الى تواجد قوات اضافية"، مشيرا الى أنه في الهجوم المسلح الأخير الذي شنه داعش واستهدف نقطة مرابطة للجيش العراقي حدثت اشتباكات أدت الى مقتل جندي بالجيش العراقي.
وألمح ناظم الى ان معظم أشجار قرية متيق قد تم قطعها كجزء من الاجراءات المتخذة من قبل القوات الأمنية.
في اطار حملة اطلقتها في العام الماضي نشرت (كركوك ناو) عددا من الفيديوهات والتي كانت تعكس الواقع الذي يعيش فيه الكاكائيون في قرى داقوق والتي بدأت تتجه نحو اخلاء تام، و ذلك بهدف حث الجهات المعنية على تلبية مطالب الأهالي و منع حدوث موجات نزوح في المنطقة.
متحدثا الى (كركوك ناو) قال أحد ساكني تلك القرية والذي آثر عدم كشف اسمه "قررت مغادرة القرية بسبب عدم استقرار الوضع الأمني فيها، هناك عائلتان فقط قد ظلتا في القرية و هم ايضا قد جمعوا أغراضهم و ينوون المغادرة لأنه من الصعب أن تعيش في مكان لا تجرؤ فيه على الخروج من منزلك خوفا من الهجمات المسلحة."
كان كاكائيو داقوق قد حذروا خلال الأسابيع المنصرمة من اخلاء قراهم بسبب التهديدات الأمنية ان لم يمنحوا ضمانات لحماية أرواحهم.
"الكاكائيون أصبحوا ضحايا للارهاب ولا أحد يكترث لمطالبهم"
زياد فهد، و هو من وجهاء داقوق تحدث ل(كركوك ناو) "هناك مخاطر أمنية تواجه 10 قرى يقطنها الكاكائيون ، أخليت حتى اليوم سبعة من تلك القرى فيما بقي عدد قليل من الأهالي في الثلاث الأخريات."
"الكاكائيون أصبحوا ضحايا للارهاب ولا أحد يكترث لمطالبهم"، يقول زياد الذي أشار الى انهم بصدد زيارة قيادة عمليات كركوك.
داقوق/ آذار 2020/ قطع الأشجار في قرية متيق كجزء من الاجراءات الأمنية تصوير: كركوك ناو
وكان ممثلوا الكاكائيين قد اجتمعوا مع وفد من مكتب بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) في ثلاث مناسبات من قبل طالبوا فيها بمراقبة الوضع الأمني و العمل على ارسال تعزيزات أمنية لحمايتهم من التهديدات الأمنية و منع حدوث موجة نزوح في مناطقهم.
اضافة الى اجتماعاتهم مع وفد يونامي، التقى ممثلوا كاكائيي قرى داقوق في تموز وآب 2019 مع ممثلين عن الرئاسات الثلاث في العراق من ضمنهم وفد رئاسة الجمهورية الذي زار قرى الكاكائيين في داقوق و تعهد بالعمل على حل مشاكلهم، الا أن الأوضاع بقيت على ما هي عليه.
قضاء داقوق كان أحد الخطوط الأمامية للمعارك ضد تنظيم داعش، و بعد انسحاب قوات البيشمركة منها بعد أحداث 16 اكتوبر 2017 انتقل زمام الملف الأمني للقضاء الى القوات التابعة للحكومة المركزية.
