بعد مكوثهم لأكثر من شهرين بعيداً عن أهاليهم عالقين ما بين نقاط السيطرة الأمنية، سمحت السلطات في اقليم كوردستان بعودة مئات العمال الايزيديين الى كنف أهاليهم في مخيمات النازحين في دهوك، بشرط بقائهم في الحجر الصحي لأسبوعين آخَرَين.
العمال الايزيديون، الذين يتجاوز عددهم 700 شخص، كانوا يعملون في بغداد ومحافظات أخرى خارج اقليم كوردستان قبل أن يُصدَرَ قرار حظر التجوال في أواسط شهر آذار الفائت، فتَقطَّعت بهم سبل العودة وطلبوا العون عن طريق (كركوك ناو).
سمير سردار، من نازحي قضاء سنجار ويسكن في مخيم جمشكو للنازحين في دهوك، كان يعمل في بغداد وبعد شهرين تمكن من العودة، لكنه لم يستطع رؤية أهله بسبب وضعه في الحجر الصحي.
"نحن معزولون في غرف صغيرة، المأكل متوفر، لكن المكان الذي نمكث فيه صغير جداً مقارنةً بأعدادنا الكبيرة. أشتاق الى أهلي كثيراً و لكنني لن أستطيع العودة للمخيم قبل اسبوعين من الأن" هذا ما قاله سمير ل(كركوك ناو).
وأضاف بأنهم علقوا لمدة خمسين يوماً في بغداد، واسبوعاً في نقاط السيطرة الأمنية بين نينوى ودهوك قبل أن يوضعوا في الحجر الصحي.
وكانت (كركوك ناو) قد نشرت يوم الخميس، 16 نيسان، نداءاً لعمال ايزيديين عن طريق مقطع مُصَوَّر، وذلك بعد أن قاموا بقطع احدى الطرق بين دهوك ونينوى بسبب عدم سماح السلطات لهم بالمرور.
سفيان فارس، عامل ايزيدي آخر من قرية سريشكا الواقعة في سهل نينوى قال ل(كركوك ناو) "نشر مقطعنا الفيديوي عن طريق (كركوك ناو) كان له صدىً كبير، بعد نشر الفيديو قام المسؤولون الأمنيون بِحَلّ المشكلة و قسمونا الى قسمين، الأول شمل ساكني مخيمات النازحين، حيث وُضِعوا في الحجر الصحي، أما القسم الآخر أُعيدوا الى مناطق سكناهم في سهل نينوى، شريطة ان يمكثوا في الحجر المنزلي لأربعة عشر يوماً."
"كنا في الحجر على مدار شهر في بغداد، وبعد أن سمحوا لنا بالمرور في هذه الأيام خضعنا للفحص من قبل الفرق الصحية والحمد لله اثبتت الفحوص عدم اصابتي بالفيروس، لكنني الآن مضطر لقضاء اسبوعين آخرين في الحجر المنزلي."
لم تُسَجَّل أية حالة اصابة بفيروس كورونا في أي من مخيمات النازحين الواقعة في اقليم كوردستان، التي تأوي آلاف العوائل النازحة، لذا فان الجهود تتركز على عدم السماح بوصول الفيروس الى هذه المخيمات.
هرمان ميرزا بك، مساعد أمير الايزيديين لشؤون الطلبة والشباب قال لـ(كركوك ناو) "هؤلاء العمال الذين كانوا عالقين سيتم نقلهم الى محافظة دهوك، حيث وصلت أعدادهم، من عمال وعسكريين ايزيديين، الى أكثر من ألف و200 شخص، وسيتم وضعهم في الحجر الصحي."
بحسب هرمان هناك أعداد كبيرة من الايزيديين ممن لم يتمكوا من عبور نقاط السيطرة والتفتيش في كركوك، السليمانية، أربيل ونينوى والعودة الى مناطق سكناهم، وهم بصدد ايجاد حل لمشكلتهم.
وفقاً لمتابعات (كركوك ناو)، تمكن عدد من العمال الايزيديين من الوصول الى منطقة قريبة من سد الموصل، غير أنهم علقوا في نقطة السيطرة الأمنية في الطريق المؤدية الى دهوك ولم يُسمَح لهم بالمرور.
في منتصف شهر آذار الماضي، أعلنت كل من الحكومة العراقية وحكومة اقليم كوردستان قرار فرض حظر التجوال في اطار الاجراءات الوقائية الهادفة لمنع انتشار فيروس كورونا. بموجب القرار الذي يتم تطبيقه بصرامة داخل المدن، فقد تم ايضاً منع التنقل بين المحافظات.