كركوك ناو

في الأشهر الأربع الأولى من هذه السنة سُجّلًت سبعة حالات "انتحار" للنساء في كركوك، خمسة منها حدثت في فترة الحجر المنزلي. الأمر الذي أثار تساؤلات عديدة لدى المنظمات المعنية بحقوق الانسان وشكوكاً حول أن ارتفاع عدد هذه الحالات يتعلق بالعنف الأُسَري. 

أحدث حالة "انتحار" وقعت في الساعة العاشرة من صباح يوم الأحد، 19 نيسان، في حي دروازة بكركوك وكانت لفتاة تبلغ من العمر 19 عاماً، والتي "أنهت حياتها" باستخدام سلاح صيد، رغم أن مصدراً في شرطة كركوك أكد لـ(كركوك ناو) بأن القضية " لا تزال قيد التحقيق".

الحادثة هي الخامسة منذ بدء اجراءات الحجر المنزلي والسابعة خلال هذا العام، وذلك بحسب احصائية لمكتب المفوضية العراقية العليا لحقوق الانسان في كركوك.

مدير مكتب المفوضية سجاد جمعة قال لـ(كركوك ناو) "منذ بداية هذا العام وحتى منتصف شهر آذار سُجّلت حالتا انتحار للنساء، ولكن خلال فترة الحجر المنزلي ارتفعت الى سبعة حالات، وهذا مُعًدَّل مخيف جداً."

لا نستطيع أن نجزم بأن كل هذه الحالات هي حالات انتحار، من الممكن أن تَكُنَّ قد تعرضن للقتل

"لا نستطيع أن نجزم بأن كل هذه الحالات هي حالات انتحار، من الممكن أن تَكُنَّ قد تعرضن للقتل، في الفترة الماضية، خاطبنا دائرة الصحة لكي يوضحوا لنا تلك الحالات ووعدونا بأن يحددوا لنا نوع تلك الحالات فيما ان كانت انتحارا أو جرائم قتل، غير أنهم اشترطوا أن تقوم الجهات الأمنية بإعلان تلك الحالات وليس المفوضية."

  مفوضية حقوق الانسان في العراق تشير الى أن الأوضاع النفسية، الضغوط العائلية، أو الأوضاع الاقتصادية تقف وراء حالات قتل أو انتحار النساء.

رغم ذلك، ينتقد سجاد جمعة قرارات الحكومة قائلاً "صحيح أن الوضع يتطلب فرض حظر التجوال وبقاء الناس في بيوتهم، ولكن قبل اصدار القرار كان من الواجب التحسب للحال الذي قد تؤول اليه اوضاع بعض الأُسَر والتداعيات التي ستُخَلّفُها تلك الاجراءات."

الحكومة العراقية وادارات المحافظات فرضت حظر التجوال منذ منتصف شهر آذار الفائت وما زال الحظر سارياً. من جهتها قررت ادارة محافظة كركوك تمديد الحظر لغاية 24 نيسان الجاري.

مُعظمهنَّ كن قد تعرَّضنَ لضغوط أُسَرية أو تعرَّضنَ للعنف قبل أن يقررن الانتحار

 المحامية آهنك أنور، رئيسة منظمة فيان للدفاع عن حقوق المرأة والطفل في كركوك قالت ل(كركوك ناو) "لا يمكننا أن نقول بأن النساء قررن بأنفسهن الاقدام على الانتحار، لأن كل شخص يحب الحياة، لكن يجب أن نعلم بأن مُعظمهنَّ كن قد تعرَّضنَ لضغوط أُسَرية أو تعرَّضنَ للعنف قبل أن يقررن الانتحار، وتلك بدون شك أسباب دفعتهُنَّ للّجوء للانتحار."

ويأتي هذا في حين عبَّرَت فيه منظمة الأمم المتحدة عن قلقها من ارتفاع وتيرة العنف الأسري في العراق ووصفتها بأنها مثيرة للقلق وأكدت على ضرورة اقرار البرلمان العراقي لقانون مناهضة العنف الأسري. 

وارجأت الأمم المتحدة تصاعد حالات العنف الأسري الى تزايد وتيرة التّوتر بين أفراد الأسرة نتيجةً للحجر المنزلي بسبب جائحة (كورونا).