بجهود مبذولة من قبل الحكومة وأهالي خانقين، شهدت البيئة في خانقين تحسناً ملموساً، نسبة الرقعة الخضراء "ارتفعت الى 16 بالمائة" وهم بصدد زيادة هذه النسبة، نتيجةً لهذه الجهود بإمكان الأهالي في قضاء خانقين استنشاق هواءٍ نقي.
ربما تكون خانقين أول مدينة ضمن المناطق المتنازع عليها في العراق يعبر فيه ساكنوها عن رضاهم عن بيئتهم، حملات التشجير فيها تُنَظَّم سنوياُ ووعي المواطنين حيال ضرورة الحفاظ على البيئة في مستوى عالٍ.
حسن محمد أمين، من سكنة حي تولفروشت في خانقين، من بين اولئك الذين يفتخرون ببيئتهم، حيث يقول "البلدية تبذل جهود حثيثة لتطوير البيئة. يقومون بحملات لزراعة الأشجار ويحافظون على نظافة المدينة، في الحقيقة، أهالي خانقين أنفسهم محبون للنظافة والبيئة الخضراء، ترى كل عائلة قد زرعت شجرة أمام منازلهم وهم حريصون على رعايتها."
"نحن نستنشق هواءاً نقيا وبيئة مدينتنا مقارنة بعشر سنوات مضت ألطف وأكثر جمالاً" كما يقول حسن محمد.
تشير احصائيات بلدية خانقين الى أن نسبة المساحات الخضراء في القضاء تبلغ 16%، وهي بذلك تفوق المعيار العالمي الذي يتطلب ان تكون النسبة ما بين 10% الى 15%، وتعتمد هذه النسبة على طبيعة البيئة في البلد.
قبل عامين كانت المساحات الخضراء في خانقين أكبر مما هي عليه الآن، حيث تسبب مجهولون خلال العامين الفائتين بنشوب حرائق أدت الى تدمير ما لا يقل عن 40 بستاناً كبيرا اضافة الى حرق العديد من الأشجار في القرى.
يقول حسن محمد " كانت بيئتنا قبل عامين أفضل، ينبغي أن نعمل لتحسينها."
وينظم أهالي خانقين الى جانب الحكومة حملات تشجير سنوية. وفقاَ لإحصائيات البلدية، يتم زراعة أكثر من ستة آلاف شجرة سنوياَ في هذه الحملات.
هشام بالوان، وهو ايضاً من سكنة خانقين، قال ل(كركوك ناو) "نحن سعداء لأننا نستطيع بجهودنا وجهود البلدية ان نستنشق هواءاً صحياً ونقياً".
نحن سعداء لأننا نستطيع بجهودنا وجهود البلدية ان نستنشق هواءاً صحياً ونقياً
يحرص هشام على أن يكون ضمن المشاركين في حملات التشجير التي تقام سنوياً، وقد قام بزراعة أشجار البرتقال، الرمان، العنب والنخل في حديقة منزله.
قضاء خانقين تديرها بلديتان، احداها تابعة لحكومة اقليم كوردستان والأخرى تابعة للحكومة الفدرالية.
سوران علي، مدير البلدية التابعة لحكومة الاقليم يقول بأن النظافة والنقاء الذي يشهده خانقين يتعلق بنقل المصافي التي كانت لسنوات داخل القضاء الى مناطق بعيدة في الأطراف ونتيجة لذلك قلت نسبة التلوث، أما شركات النفط فتبعد حوالي 30 أو40 كيلومتراً عن مركز القضاء.
وتابع سوران قائلاً "في بعض السنوات، وصلت عدد الأشجار المزروعة ضمن حملات التشجير الى 12 ألف شجرة، هذه الحملات تُنَظَّم سنوياً في فصلي الربيع والخريف وتشارك فيها المدارس والدوائر الحكومية."
يوجد في خانقين عشرة مسطحات خضراء كبيرة، مساحة بعضها تتجاوز 10 دونمات.
الاَ أن احدى المشاكل التي تواجه نسبة المساحات الخضراء والبيئة في خانقين تتمثل في قلة عدد العمال والبستانيين الذين يعتنون بهذه المساحات.
البلدية التابعة لحكومة الاقليم لديها 32 بستاني وعاملين، في حين كان عددهم قبيل أحداث 16 تشرين الأول 2017 اذبان اعادة الحكومة الفيدرالية فرض سيطرتها على المناطق المتنازع عليها، يبلغ 102 بستاني و12 عاملاً.
وقال سوران علي "طلبنا تعيين 200 عامل بعقود مؤقتة لكي يتولوا العناية بالأشجار والحفاظ على البيئة، اذا تمت الموافقة على هذا الطلب ستتحسن البيئة في خانقين كثيراً."
توصي منظمة الصحة العالمية (WHO) بأن لا تقل المساحة الخضراء المخصصة لكل فرد داخل المدينة عن تسعة أمتار مربعة. حتى وان لم تصل خانقين الى هذه النسبة فلا زال بإمكان أهاليها أن يشعروا بالفخر بما حققوه مقارنة بالمناطق الأخرى المتنازع عليها.
(كركوك ناو) ألمحت في تقرير سابق الى أن نسبة المسطحات الخضراء في محافظة كركوك لا تتجاوز 4%.