رغم أن طريق الموصل - تلعفر له أهميته الإستراتيجية، كونه يربط مركز محافظة نينوى بثلاثة أقضية مهمة وذات كثافة سكانية عالية، هي تلعفر وسنجار والبعاج، وصولاً للحدود السورية، إلا أنه يعاني من الإهمال ويشهد حوادث شبه يومية تخلف ضحايا في الأرواح إلى جانب الممتلكات.
"منذ أكثر من ثلاثة أعوام والطريق فيه الكثير من القطوعات والمطبات والحفر والقناطر التي من المفترض أن يتم إعادة تأهيلها إلا أن الواقع أن العمل عليها بطيء للغاية، لا يتناسب وأهمية الطريق والأعداد الكبيرة من المواطنين التي يسلكونه يومياً، وأن الأمر متعلق بأرواح الناس" حسبما يرى حسن علي، سائق سيارة أجرة، يرتاد الطريق يومياً.
ويتابع علي، 31 عاماً، متحدثاً لـ(كركوك ناو)، أن "هطول الأمطار في أيام الشتاء يزيد من معاناة المواطنين، حيث شهدنا في الأعوام السابقة انقطاع الطريق عدة مرات جراء الفيضانات التي اجتاحت المنطقة، فإلى جانب رداءته فهو أحادي الاتجاه ذهاباً وإياباً، مما يزيد من كثرة الحوادث والضحايا".
المعنيون يقرّون!
من جانبه أكد قائممقام تلعفر قاسم محمد شريف، في حديثٍ لـ(كركوك ناو)، أن "طريق الموصل - تلعفر يشهد حوادث يومية، بل يشهد حادثين أو أكثر في اليوم الواحد أحياناً، ونتأمل من الجهات المعنية أن تأخذ بنظر الاعتبار المطالب المتكررة التي قدمتها السلطات المحلية في القضاء بضرورة جعل الطريق سايدين للحدّ من الحوادث والتقليل من أعداد الضحايا".
طريق الموصل - تلعفر يشهد حوادث يومية، بل يشهد حادثين أو أكثر في اليوم الواحد أحياناً
بدوره أرجع مصدر مسؤول في قسم مرور تلعفر، فضّل عدم ذكر اسمه، في حديث لـ(كركوك ناو)، ارتفاع نسبة حوادث السير على طريق الموصل - تلعفر إلى "السرعة العالية لبعض السائقين إلى جانب عدم التزامهم بقواعد المرور"،
وأضاف أن "كون الطريق باتجاه واحد والزخم الكبير عليه باعتباره الوحيد لمواطني غرب نينوى عامةً، زاد من الحوادث والضحايا"، مؤكداً "ضرورة الالتفات لهذا الأمر الذي يهدد حياة المواطنين".
وطالب رئيس لجنة النزاهة البرلمانية النائب ثابت العباسي، في وثيقةٍ اطلعت عليها (كركوك ناو)، محافظ نينوى نجم الجبوري بإنشاء سايد ثاني لطريق الموصل - تلعفر، وبحسب الوثيقة فإن الجبوري همشّ على الطلب بـ"إدراجه ضمن مشاريع الإغاثة في المحافظة لعام 2020 الجاري".
وتبعد مدينة الموصل عن قضاء تلعفر بـ69 كم، نحو 22 كم منه ذو اتجاه واحد.
طريق الموت!
"مهما تكن حذراً وملتزماً بقواعد السير، وسائقاً متمكناً، لن تنجو من الحوادث على هذا الطريق، الذي تسلكه ألاف السيارات يومياً، فهو طريق ضيق وذو اتجاهٍ واحد، وعليه مطبات وحفر كثيرة، إلى جانب أن سيارات الحمل الكبيرة هي الأخرى تسلكه على مدار الساعة، ما تسبب معاناة أخرى للسيارات الصغيرة" يقول سعدون عبد الرحيم، مواطن من تلعفر.
ويطالب عبد الرحيم،49 عاماً، في حديثه لـ(كركوك ناو)، الجهات المختصة بـ"الحفاظ على أرواح المواطنين، بإعادة تأهيل الطريق والسعي لجعله باتجاهين".
ووقعت تلعفر تحت سيطرة التنظيم في حزيران 2014، واضطر أغلب سكانها البالغ عددهم نحو 225 ألف نسمة إلى النزوح عنها، إلى محافظات الوسط والجنوب وإقليم كردستان وكركوك وتركيا.
