يقتصر إعادة بناء وتعمير المزارات الايزيدية المهدمة في محافظة نينوى على تبرعات الأهالي والمتمكنين مالياً وبعض الجهات غير الحكومية، في ظل غياب الدعم الحكومي على رغم من مرور ثلاث سنوات على انتهاء العمليات العسكرية.
"بعد استعادة المناطق من سيطرة تنظيم الدولة (داعش)، بدء تدريجيا اعمار المزارات سواء من قبل المنظمات او عن طريق الاهالي او تبرعات المتمكنين ماديا"، حسب قول مدير دائرة شؤون الايزيدية التابعة لحكومة إقليم كوردستان جعفر سمو.
وأضاف لـ(كركوك ناو): ان "عناصر تنظيم داعش دمروا جميع المزارات التي طالتها ايديهم في المناطق التي استطاعوا السيطرة عليها في مناطق سنجار وبعشيقة بمحافظة نينوى، حيث سجل تدمير ما يقارب 68 مزاراً ايزيدياً".
وهذه المزارات هدمت على يد تنظيم "داعش" خلال سيطرتهم على أجزاء من محافظة نينوى في منتصف عام 2014.
تفجير وتدمير المزارات كانت ضربة قوية وقاسية في قلب الايزيديين
واعتبر سمو ان تفجير وتدمير المزارات كانت "ضربة قوية وقاسية في قلب الايزيديين"، كونهم لديهم ايمان قوي بهذه المزارات الدينية، ودمارها يضيع هويتهم كونها لديها أهمية كبيرة في ديانتهم.
بعيدا عن الجهات الحكومية
بعد انتهاء العمليات العسكرية، وبجهود الاعمال التطوعية التي يقوم بها الايزيديين والاهالي بعد جمع التبرعات بالاضافة إلى ما نفذته بعض المنظمات بدات عمليات اعمار المزارات بصورة تدريجية، يقول سمو.
ودعا الحكومة العراقية إلى تخصيص مبالغ مالية من اجل اعادة اعمار وترميم المزارات الايزيدية، وان لا يقتصر الامر على تبرعات المواطنين.
واعلن في 10 كانون الأول 2017، عن استعادة كافة الأراضي العراقية من سيطرة تنظيم داعش، بعد عمليات عسكرية استمرت قرابة الثلاث سنوات.
وفي السياق نفسه، اوضح مدير منظمة الايزيدية للتوثيق في سنجار خيري علي ان المزارات الايزيدية تم اعمارها من قبل المتطوعين من الاهالي ومن الاشخاص "الخيريين" الذين تبرعوا سواء بالعمل في الاعمار او بتقديم المال المطلوب لاكمال البناء.
وساهمت منظمة الايزيدية للتوثيق حالها حال عدد اخر من الجهات غير الحكومية الأخرى في اعمار عدد من المزارات.
معاون محافظ نينوى لشؤون النازحين والمنظمات علي عمر قال ان المزارات في بعشيقة تم اعمار اغلبها بجهود ذاتية للاهالي، اما في سنجار تم اعمار قسم عن طريق المنظمات مثل مبادرة نادية مراد وساهمت دائرة الاوقاف في اعمار بعضها.
وأوضح الدعم الحكومي لاعادة اعمار المزارات لـ(كركوك ناو) بقوله: "الدعم الحكومي كان عن طريق اوقاف المسيحية والايزيدية والديانات الأخرى من خلال تأهيل طرق بعض المزارات وخاصة في سنجار من قِبل مديرية بلديات نينوى، مثل تاهيل طريق مزار شيخ مند وغيرها الكثير".
الدعم الحكومي كان عن طريق اوقاف المسيحية والايزيدية والديانات الأخرى من خلال تأهيل طرق بعض المزارات
وتقرر في نهاية شهر آب الماضي تنفيذ مشروع لإعادة إعمار مزارين دينيين ايزيديين، بدعم وتمويل من قبل الناشطة الايزيدية والحائزة على جائزة نوبل للسلام نادية مراد.
مراسيم تنصيب هليل اي (الراية والتي توجد فيها قرص الشمس مع عدد من الاقمشة الملونة )في مزار شيخ مند في بعشيقه وبحزاني، بعد ان دمرها داعش
الأعمار التطوعية مستمر لحد الان
وعلى الرغم من استعادة المناطق من سيطرة داعش قبل ثلاثة سنوات، عمليات الاعمار ما زالت مستمرة ولم تنتهي لغاية الان.
لم تحدد منظمة الايزيدية للتوثيق اعداد المزارات المعمرة لحد الان، وعزت السبب كون عملية الاعمار مستمرة من قبل المتطوعين.
وقال علي لـ(كركوك ناو): "نحن مستمرين في اعمار المزارات، ويتم تعمير مزارات جديدة بين فترة وأخرى، لذا أي إحصائية عن اعدادها ستكون غير دقيقة".
"ما زالت عمليات الاعمار للمزارات مستمرة في بعشيقه وبحزاني وبقية مناطق أخرى تتم بجهود ذاتية من الاهالي وكل من يعمل في المزارات يعمل بشكل تطوعي مجاني" يقول الشيخ فاروق فخري.
كل من يعمل في المزارات يعمل بشكل تطوعي مجاني
الناشطة الايزيدية نازك بركات من سنجار تقول ان "معظم المزارات التي تم اعادة ترميمها من مرحلة رفع الانقاض ولغاية اتمام الاعمار او الترميم حصلت بجهود ذاتية بواسطة اموال تم جمعها من التبرعات التي قدمها الأهالي".
ولفتت لـ(كركوك ناو) إلى ان حكومة اقليم كوردستان تكفلت ببعض النفقات لترميم مزار شرف الدين، اما المزارات الأخرى في سنجار فلم يتم ترميم او رفع أنقاض اي مزار لغاية الان.
جميع المزارات الايزيدية تعمر بنفس الطريقة
ولا يقتصر عمليات الاعمار بصورة ذاتية وتطوعية على المزارات الايزيدية المهدمة، وانما يشمل جميع المزارات حتى تلك الواقعة ضمن حدود إقليم كوردستان، حسب قول مدير دائرة شؤون الايزيدية.
ويذكر سمو ان "المزارات الايزيدية في كوردستان والعراق بشكل عام بحاجة الى الترميم"، مضيفا "نحن كدائرة مهتمة بشؤون الايزيدية طالبنا بترميم جميع المزارات التابعة للايزيدية في كوردستان العراق عامة لان المزارات تحتاج كل عدة اعوام الى اعادة اعمار".
المزارات الايزيدية في كوردستان والعراق بشكل عام بحاجة الى الترميم
ودعا الحكومة العراقية إلى تخصيص مبالغ معينة من اجل اعادة اعمار وترميم المزارات الايزيدية في العراق كافة.
وحتى مزار لالش في قضاء شيخان (شمال نينوى) هو أقدس المزارات لدى الايزيديين، والذي لم يستطع تنظيم داعش الوصول اليه او تدميره، دعم إعادة تعميره بدعم من السفارة الامريكية في العراق.
في عام 2014، حظيت تهديم المزارات الايزيدية بتغطية إعلامية واهتمام على الصعيد المحلي والدولي، لكن هذا الاهتمام تحول إلى الخذلان في تعمير تلك المزارات، وترك ذلك على عاتق المواطن الايزيدي الذي يحاول ان يلمم جراحه منذ 2014 ولغاية الان.
