حدَّدوا مهلة اسبوع للحكومة
أزمة الكهرباء توحّد قوميات كركوك وسط تهديد بالخروج في تظاهرات

كركوك/ 18 آب 2020/ تجمع لخريجي جامعة كركوك أمام مبنى المحافظة لمطالبة الحكومة بتوفير فرص العمل     تصوير: كاروان الصالحي

كاروان الصالحي  - كركوك

وحّدَ العرب، الكورد والتركمان في الحكومة المحلية في كركوك و البرلمان العراقي صوتهم للاحتجاج ضد الحكومة الاتحادية التي أمهلوها أسبوعاً واحداً لزيادة عدد ساعات تجهيز المحافظة بالكهرباء، وتزامن ذلك مع تصاعد احتجاجات المواطنين والتي من المحتمل أن تؤدي الى تظاهرات في الأيام القليلة المقبلة.

في الوقت الحاضر تزود الحكومة الاتحادية محافظة كركوك بالكهرباء الوطنية لست ساعات في اليوم، والتي بحسب متابعات ممثلي المكونات الثلاثة في البرلمان العراقي تمثل نسبة اقل من 3%  من مجمل الطاقة الكهربائية المُنتَجة في العراق وهي أقل نسبة بين محافظات العراق الثمانية عشرة.

انخفاض عدد ساعات التجهيز بالكهرباء الوطنية يأتي في الوقت الذي يرفض فيه اصحاب المولدات الأهلية توفير 18 ساعة  من الكهرباء يومياً  بسبب قلة كمية الوقود وارتفاع سعره مع حلول فصل الصيف، وبين هذا و ذاك يضطر المواطنون لدفع الضريبة.

xopishan dan .. molida (9)

كركوك/ تشرين الأول 2020/ تجمع احتجاجي ضد ارتفاع سعر كهرباء المولدات الأهلية   تصوير: كركوك ناو

يقول فرهاد عباس، صاحب سوبر ماركت في حي إمام قاسم بكركوك، "الحكومة اشبه بسمكة فاسدة، تفوح منها رائحة نتنة من رأسها الى ذيلها، لا تستطيع توفير الكهرباء، لا تستطيع جمع وازالة النفايات، وبعض الأحياء لا تصلها مياه الشرب... لا يمكننا العيش بدون كهرباء في هذا الصيف."

نشأت الاحتجاجات بعد أن أعلن قائممقام كركوك برنامج عمل جديد لتشغيل المولدات الأهلية. حسب البرنامج الجديد، تتكفل المولدات الأهلية بتزويد المواطنين بالكهرباء من الساعة 12 ظهراً الى الساعة 12 ليلاً، الأمر الذي أثار موجة استياء على شبكات التواصل الاجتماعي تزامنت مع مطالبات بتنظيم تظاهرة احتجاجية، غير أن راكان سعيد، محافظ كركوك بالوكالة قرر تعليق العمل بالقرار بعد ساعات من نشره.

وقال راكان سعيد، في مؤتمر صحفي عقده يوم السبت، 15 ايار، "السبب الرئيسي لأزمة الكهرباء هو أن بغداد والحكومة الاتحادية لا تعطي محافظة كركوك الحصة المقررة لها من الكهرباء، سواء كان ذلك لأسباب تقنية أو بتعمد، سنلتقي بوزير الكهرباء و نطالبه بتأمين حصة المحافظة من الكهرباء."

تصريحات محافظ كركوك بالوكالة جاءت عقب اجتماعه مع نواب كركوك في البرلمان العراقي، وشدد الجانبان في مؤتمر صحفي عل أن حصة محافظة كركوك من الكهرباء التي تزودها الحكومة الاتحادية تقلصت من 4.8 بالمائة الى أقل من 3 بالمائة.

فيديو: المؤتمر الصحفي المشترك لمحافظ كركوك بالوكالة و عدد من نواب كركوك في البرلمان العراقي     كركوك ناو

 وقال راكان سعيد، "كركوك مدينة نفطية مهمة و محافظة استراتيجية بالنسبة للعراق، نحن طلبنا فقط حصتنا ولا نطمع في حصة اية محافظة أخرى."

من جانبه، قال النائب خالد المفرجي، وهو من المكون العربي، خلال المؤتمر الصحفي "بغداد تتعامل مع كركوك كمحافظة من الدرجة الثانية، وهذا التعامل غير دستوري."

وعُقِد يوم السبت أيضاً اجتماع آخر ضم عدداً من نواب المحافظة في البرلمان مع قائممقام  كركوك، وتقرر خلال الاجتماع العمل بالبرنامج القديم لتشغيل المولدات الأهلية لغاية الاسبوع المقبل.

حسب البرنامج السابق، يتم تزويد المواطنين بالكهرباء من الساعة 11 صباحاً لغاية الساعة 8 من صباح اليوم التالي في حال انقطاع الكهرباء الوطنية، أي أن المولدا الأهلية لن تعمل من الساعة الثامنة الى الساعة 11 صباحاً.

ويأتي هذا القرار في الوقت الذي لم ترسل الحكومة العراقية بعد حصة المولدات الأهلية من الوقود لهذا الشهر، ما اضطر اصحاب المولدات الى شراء برميل الوقود من السوق السوداء بـ 115 ألف دينار، في حين كان سعر البرميل الوحد بداية هذا الشهر 98 ألف دينار.

فلاح علي، صاحب مولدة أهلية، قال لـ(كركوك ناو) "هذا الشهر لم تزود الحكومة الاتحادية المولدات الأهلية بالوقود بتاتاً، بالرغم من أننا نجهز المواطنين بالكهرباء 15 ساعة يومياً، لا يُعقَل أن نوفر الكهرباء للمواطنين بدلاً من الحكومة."

وكانت وزارة النفط العراقية خلال الأشهر الماضية تزود أصحاب المولدات الأهلية بـ20 لتر من الوقود مقابل كل كيلو فولت أمبير KVA من الكهرباء.

فلاح يايجلي، قائممقام كركوك وكالةً، قال لت(كركوك ناو) "من حق المواطنين الانتقاد و الاحتجاج، لأن محافظات ديالى وصلاح الدين تُمَدّ بالكهرباء الوطنية لـ 18 الى 20 ساعة يومياً، فلماذا يعطوننا ست ساعات فقط؟"

خلال النصف الأول من شهر أيار الجاري، زوّدت المولدات الأهلية المواطنين بالكهرباء لـ 250 ساعة، وفي هذه الحالة سيبلغ سعر الأمبير الواحد خلال تلك المدة 10 آلاف دينار، الأمر الذي أثار موجة سخط بين المواطنين على شبكات التواصل في اليومين الماضيين.

النائب في البرلمان العراقي عن الجبهة التركمانية أرشد الصالحي قال خلال المؤتمر الصحفي "لا نستطيع أن نعطي أي وعود بتحسن الكهرباء للمواطنين، لم تعد لدينا ثقة ببغداد."

وأضاف "تحدثت مع وزير الكهرباء قبل وقت قصير من انعقاد المؤتمر الصحفي، ملخص الحديث كان: آسفون ليست لدينا كهرباء حتى نعطيكم إياها."

وقال الصالحي، "الحل لهذه المشكلة بيد مجلس الوزراء و ليس بإمكان الوزير فعل شيء"، لذا دعا الى اجتماع عاجل مع رئيس الوزراء.

من جهته، قال النائب عن المكون الكوردي في البرلمان العراقي ريبوار طه "سوء الادارة والفساد أدى الى تفاقم مشاكل كركوك، و ربما ستسوء الأمور أكثر."

وعبر ريبوار طه عن دعمه لمواطني كركوك في حال قرروا تنظيم تظاهرة للمطالبة بحقوقهم.

فيديو: المؤتمر الصحفي المشترك لقائممقام كركوك بالوكالة و عدد من نواب كركوك في البرلمان العراقي     كركوك ناو

 نواب البرلمان الذين يؤدون أيضاً مهام الرقابة على الحكومات المحلية للمحافظات -بعد حلّ مجالس المحافظات نهاية عام 2019 -  يدعون مواطني كركوك لإطلاق تظاهرات احتجاجية ضد الحكومة العراقية.

ديلان غفور، نائبة أخرى عن محافظة كركوك في البرلمان العراقي قالت خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع محافظ كركوك "اتفقنا على أنه اذا لم ترد بغداد على مطالبنا في ظرف اسبوع واحد، ستخرج جميع قوميات كركوك في تظاهرات ضد الحكومة العراقية، وسنكون في مقدمة المتظاهرين."

ويقول فرهاد عباس، صاحب سوبر ماركت في حي امام قاسم، "الجميع ينتقدون، اذن ماذا حل بثروات هذه المحافظة، ارتكبوا جميع أنواع الفساد، الآن بعد أن نفذت الأموال يجب على المواطنين دفع الثمن"، وتابع فرهاد قائلاً "علينا أن نخرج في تظاهرة كل يوم للمطالبة بشيء ما، تارةً لجمع وإزالة النفايات و تارة أخرى ضد نقص مياه الشرب و الآن أزمة الكهرباء."

كما يقول يعقوب محي الدين (49 سنة)، وهو موظف حكومي يسكن في حي الفيلق "أرى بأن الحكومة الاتحادية قد منحت حصتنا من الكهرباء للمحافظات التي خرجت في تظاهرات من أجل إخمادها، من حقنا ايضاً أن نخرج الى الشارع  ونقف ضد هذه الحكومة... أعتقد بأن هذا هو الحل الوحيد وهذا هو التوقيت المناسب."

 

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT