عمار عزيز – نينوى

بعد مرور سبع سنوات على اختطافه من قبل مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)، عُثِر على فتى ايزيدي في الخامسة عشرة من عمره في مخيم اهول بسوريا وأعيد الى كنف عائلته في مخيم للنازحين بمحافظة دهوك.

التمّ شمل أردوان محسن خدر بعائلته مرة أخرى مساء يوم الثلاثاء، 25 ايار 2021، بعد سبع سنوات على اختطافه، حيث كان حينها في الثامنة من عمره.

محسن خدر، والد أردوان، والذي يعيش حالياً في مخيم الداودي ضمن حدود قضاء آميدي التابع لمحافظة دهوك قال لـ(كركوك ناو) "غمرتني السعادة برؤية ابني مرة أخرى، أشكر كل من ساعدوا لإنقاذ اردوان"، وأضاف "آسايش (عناصر أمن) مخيم الهول حرروا ابني، أخبرونا بأنهم سيسلموننا أردوان في قضاء سنجار، لذا توجهنا الى سنجار والتقينا بابننا مساء 25 ايار بعد سبع سنوات على اختطافه."

غمرتني السعادة برؤية ابني مرة أخرى، أشكر كل من ساعدوا لإنقاذ اردوان

في 3 آب 2014، هاجم تنظيم داعش قضاء سنجار واختطف الآلاف من الرجال والنساء والأطفال، تعرض بعضهم لعمليات قتل جماعية. أردوان كان من بين أولئك المختَطَفين، ولم تكن أسرته تعرف شيئاً عن مصيره.

محسن خدر، أب لستة أطفال، لا يزال مصير زوجته، اثنين من بناته وأحد ابنائه مجهولاً.

يقول محسن "نشكر أي شخص أو جهة تعمل على تحرير مختطَفينا، ونطلب من قوات آسايش روزافا (غرب كوردستان في سوريا) ومخيم الهول تسليم الأشخاص المختطَفين الذين يعثرون عليهم الى أهاليهم فوراً."

مطالبات والد أردوان جاءت بعد أن اتهمت جهات وشخصيات من بينهم نائب أمير الايزيديين، قوات سوريا الديمقراطية شمال سوريا بإبقاء الايزيديين الذين يتم تحريرهم في عهدتهم لعدة أيام.

جوهر علي بك، نائب أمير الايزيديين لشؤون الاعلام والعلاقات قال لت(كركوك ناو) "في بعض الأحيان يُبقون على الايزيديين المحرَّرين عندهم لأسبوع أو 15 يوماً ثم يسلمونهم الى ذويهم... قوات آسايش روزافا رفضت تسليم ذلك الفتى لمكتب إنقاذ المختطفين الايزيديين في دهوك بل سلّمتهم لوحدات مقاومة سنجار (اليبشة) في سنجار."

بعد استعادة سنجار من قبضة مسلحي داعش، استقرت وحدات مقاومة سنجار (اليبشة)- المتهمة بكونها مقربة من حزب العمال الكوردستاني- في ذلك القضاء. غالبية مسلحي اليبشة من المكون الايزيدي.

وأضاف جوهر علي بك "اليبشة طلبت من ذوي أردوان التوجه من دهوك الى سنجار لكي يسلّموهم ابنهم، وذلك لكي يُنسب الفضل في ذلك اليهم."

اليبشة طلبت من ذوي أردوان التوجه من دهوك الى سنجار لكي يسلّموهم ابنهم

لكن محسن خدر، والد أردوان، طلب من كافة الجهات عدم تسييس قضية المختطَفين الايزيديين. كما شدد قائلاً "ربما تعتبر قوات روزافا الإبقاء على ابننا عندهم لعدة أيام أمراَ اعتيادياً، لكننا نعد الثواني والدقائق لكي نلتقي بابنائنا مرة أخرى."

محمود رشو، مسؤول لجنة البحث عن المختطَفين الايزيديين –تابعة للبيت الايزيدي شمال سوريا- قال لـ(كركوك ناو) "تم التعرف على هوية اردوان وإخراجه من مخيم الهول عن طريق آسايش روزافا يوم 18 أيار ... نُبقي الأشخاص الذين يتم تحريرهم في البيت الايزيدي بضعة أيام لكي ينالوا قسطاً من الراحة وكذلك من أجل إعطاء معلومات كاملة عنه للجهات المعنية، ومن ثم نبلّغ ذوي المختطَف، ويستغرق ذلك وقتاً قصيراً."

وتابع رشو قائلاً "في اغلب الأحيان نتوصل عن طريق هؤلاء الأشخاص الى أشخاص آخرين ونحررهم، ويتطلب ذلك بعض الوقت."

وأوضح رشو "لم نبقِ أحداً عندنا بصورة متعمَّدة، بل بالعكس، نسعى لإعادتهم الى عوائلهم بأسرع وقت."

رداً على سبب تسليمهم أردوان لوحدات حماية سنجار (اليبشة) في سنجار وعدم إرساله مباشرة الى دهوك، قال رشو "هذا الأمر يعتمد على الأوضاع الأمنية، في بعض الأحيان نعيدهم الى دهوك مباشرةً عن طريق منفذ سيميلكاوه."

مخيم الهول، الذي عُثِر فيه على أردوان، هو أحد أكبر المخيمات في سوريا و يقع شرقي مدينة الحسكة. يضم المخيم 72 ألف شخص معظمهم من أقارب مسلحي داعش ، بينهم نساء و أطفال أجانب، سوريون و عراقيون.