يحل على محافظة نينوى موعد الانتخابات النيابية للمرة الثانية منذ استعادتها من قبضة تنظيم الدولة "داعش"، وهي لم تنفض غبار الحرب عنها لحد الان.
وتشهد الانتخابات الحالية في المحافظة انخفاضاً في عدد الاحزاب المشاركة بنسبة 80% عما كانت عليه في الانتخابات السابقة، في حين سجلت 714 نازحا فقط يحق لهم الانتخاب.
انخفاض اعداد الأحزاب
المفوضية العليا المستقلة للانتخابات اعلنت عن انخفاض عدد الاحزاب المسجلين لديها في محافظة نينوى في هذه الانتخابات الى نحو 41 حزبا في حين كان عدد الاحزاب في انتخابات عام 2018 مئتي حزب تقريبا.
يشارك في هذه الانتخابات 41 حزبا في حين كان سجل مئتي حزب تقريبا في انتخابات عام 2018
في حين بلغ عدد الافراد المسجلين لدى المفوضية 123 شخصا قدموا اوراقهم بصفة "مرشح مستقل"، وهو عدد مقارب عما كانت عليه في الانتخابات الماضية.
وعلى الرغم من ان المرشحين المستقلين بدأوا اكثر جرأة من ذي قبل على المنافسة والترشيح "الا ان هذا لا يعني ان جميع من اعلن عن نفسه مستقل هو مستقل بالفعل" يقول اوس النعيمي، المراقب الانتخابي من الموصل.
ويرجح انخراط هذه الوجوه الجديدة سريعا في التحالفات وانصهارها ضمن الكتل النيابية حال فوزها بمقعد برلماني. وان "لقب مستقل مجرد خدعة لاستدراج الناخب" يضيف النعيمي.
ومن المقرر ان تجري الانتخابات لاختيار اعضاء مجلس النواب في 10 تشرين الاول 2021.
نينوى/ أيلول 2021/ صور مرشحي انتخابات برلمان العراق في شوارع مدينة الموصل تصوير: شعلان الحيالي
تسجيل 714 نازح فقط
"فيما يخص الانتخابات في مخيمات النزوح فان مخيم الجدعة هو فقط من مسؤولية محافظة نينوى اما مخيمات الخازر ومخيمات كوردستان فهي من مسؤولية الاقليم" يقول مدير اعلام مفوضية الانتخابات فرع نينوى سفيان المشهداني.
ومخيم الجدعة (جنوب محافظة نينوى) يضم الف و350 عائلة من العوائل التي كان لديها مجموعة مشاكل عشائرية او سياسية او من ذوي تنظيم داعش، وهو المخيم الوحيد المتبقي في محافظة نينوى.
"714 ناخباً داخل المخيم هم من حدثوا بياناتهم وقد تم ايصال البطاقات لهم" يضيف المشهداني اما عن المراكز الانتخابية فقد تم تخصيص بنايتين مدرسيتين في ناحية الجدعة وتمكنوا من الادلاء باصواتهم يوم امس الجمعة 8 تشرين الاول 2021 ضمن عملية التصويت الخاص.
وحسب ارقام المفوضية ان نسبة الاقبال على الانتخابات في الاقتراع الخاص بالنازحين وافراد القوات الامنية وصلت إلى 70 بالمائة.
المفوضية متفائلة.. رغم دعوات المقاطعة
واعربت مفوضية الانتخابات في نينوى عن تفائلها بنسب المشاركة المتوقعة للانتخابات على الرغم من ان اكثر من ثلث سكان المحافظة لم يحدثوا بياناتهم بايومتريا.
اذ بلغت نسبة الاشخاص الذين حدثوا بياناتهم حوالي 65% من مجموع سكان محافظة نينوى بحسب احصائيات المفوضية.
نسبة الاشخاص الذين حدثوا بياناتهم حوالي 65% من مجموع سكان محافظة نينوى
"نسبة الاشخاص الذين حدثوا بياناتهم واستلموا البطاقة البايومترية بلغ 92% من اجمالي عدد المحدثين لبياناتهم في محافظة نينوى"، بحسب مدير اعلام مفوضية الانتخابات فرع نينوى.
هذا الرقم يعتبر مرتفعا مقارنة بسيناريو مغاير لم تجد الحكومة المركزية في بغداد حلا غير المكافأت المالية لمن يستلم بطاقته قبل انطلاق الانتخابات لاقناع الناس باستلام بطاقاتهم المكدسة في مراكز المفوضية المنتشرة في عموم المحافظات.
على ما يبدو ان التغييرات الايجابية التي طرأت على قانون الانتخابات الجديد لم تفلح باقناع جملة من مواطني مدينة الموصل على التمسك برأيهم بمقاطعة الانتخابات وسط الدعوات المستمرة للتغيير.
تبرر ضحى المعماري (33 عاما) خريجة وعاطلة عن العمل مقاطعتها الدائمة للانتخابات " لانها ضحك على الذقون".
"ما يحدث في كل موسم انتخابي يشعرني بالاسف على الحال الذي وصلت اليه البلاد " تضيف المعماري وتصف واقع العملية السياسية بـ"السلبي" كونها "تعيد نفس الوجوه التي تكرر نفس الكلام كل اربع سنوات باسماء وشعارات متجددة دون تغيير جوهري".
استقرار امني
الاستقرار الامني الذي تشهده محافظة نينوى بعد تحريرها عام 2017 واستتباب الامن فيها جعل قيادة العمليات تتخذ قرارا بعدم فرض حظر للتجوال في الانتخابات السابقة، وهو" الخيار المتاح في الانتخابات الحالية" بحسب سفيان المشهداني.
اكد على انه حظر اجتماعا تنسيقيا مع قيادة العمليات وان القرار الشبه مؤكد ذاهب الى عدم فرض حظر للتجوال ليسهل على الناخبين حرية التنقل والوصول الى مراكزهم الانتخابية.
اداريا يقول المشهداني ان مفوضية الانتخابات جهزت نحو 753 مركزا انتخابيا باجمالي عدد محطات بلغ 5642 محطة في عموم محافظة نينوى.
مفوضية الانتخابات جهزت نحو 753 مركزا انتخابيا باجمالي عدد محطات بلغ 5642 محطة في عموم محافظة نينوى
وكشف المشهداني عن إتمام المفوضية كافة الاستعدادات حتى في المناطق النائية المتاخمة للحدود السورية والمناطق المحاذية لحدود الاقليم جنوب شرقي الموصل.
تفاؤل بنظام الدوائر الانتخابية
بحسب نظام الانتخابات الجديد والذي اقره البرلمان العراقي عقب التظاهرات الشعبية التي عمت أجزاء من العراق في تشرين الأول عام 2019.
هذا القانون قسم العراق الى 83 دائرة انتخابية، حصة محافظة نينوى 8 دوائر، منها ثلاثة دوائر لمدينة الموصل بحسب سفيان المشهداني.
كل دائرة انتخابية سيفوز فيها اربعة مرشحين احداهم امرأة وبذلك فان التمثيل النيابي سيكون بمبدأ 3+1 لكل دائرة، وعن محافظة نينوى سيكون عدد المقاعد المخصصة للنساء 8 مقابل 24 مقعدا للرجال باجمالي مقاعد عددها 32 مقعدا.
كان النظام الانتخابي السائد في العملية السياسية في العراق يعتمد مبدأ الدائرة المغلقة منذ بدء اول عملية ديمقراطية سنة 2005 وحتى الانتخابات الاخيرة سنة 2018 وهذا النظام " مضيعة للحقوق " بحسب المراقب اوس النعيمي.
في الانتخابات السابقة كان معظم النواب عن محافظة نينوى يمثلون مناطقا بعينها دون اخرى
"في الانتخابات السابقة كان معظم النواب عن محافظة نينوى يمثلون مناطقا بعينها دون اخرى" يضيف النعيمي، واعتبر هذا التمثيل وان كان اصحابه من محافظة نينوى الا انه لا يعني انه يمثل جميع مكوناتها التمثيل الحقيقي ولا يلبي رغباتهم وتطلعاتهم.
ويوجد في محافظة نينوى أكثر من مليونين و 330 ألف ناخب من مجموع سكان المحافظة البالغ عددهم ثلاثة ملايين و 800 ألف نسمة.
عدد المقاعد البرلمانية المخصصة للمحافظة 31 مقعد اضافة الى ثلاثة مقاعد كوتا لكل من المكون الايزيدي، الشبكي والمسيحي.
ويتنافس ثلاثة آلاف و 249 مرشح، من ضمنهم مرشحو الأقليات، للفوز بـ329 مقعد في البرلمان العراقي، في انتخابات 10 تشرين الأول التي يحق لحوالي 23 مليون و 986 ألف و 741 ناخب في عموم أنحاء العراق.
