يشكو الطلاب في قضاء سنجار من تعذر حصولهم على لقاحات كورونا من نوع فايزر، المعتمدة من قبل وزارة الصحة العراقية لتطعيم من هم فوق سن 12، الأمر الذي يعرض هؤلاء الطلاب لخطر الإصابة بكورونا، ما قد يترتب عليه العودة لإغلاق مداريهم.
حسب قرارات الحكومة الاتحادية العراقية، يجب على جميع الطلاب والكوادر التدريسية أخذ اللقاح أو إجراء فحوص الكشف عن كورونا بشكل اسبوعي، لكي يسمح لهم بالدوام.
وفي أحدث خطوة، قررت وزارة الصحة العراقية استناداً الى توصيات منظمة الصحة العالمية منح لقاح فايزر للفئة العمرية 12 سنة فما فوق، وذلك تزامناً مع انطلاق العام الدراسي الجديد في الأول من تشرين الثاني 2021.
"أرغب في تلقي اللقاح، لكن اللقاحات من نوع فايزر غير متوفرة في سنجار، وبالنسبة للقاحات الأخرى، يجب علينا أن ننتظر لأكثر من اسبوعين بعد تسجيل اسمائنا الكترونياً، لكي نتمكن من أخذها"، هذا ما قالته أوميد ابراهيم (18 سنة)، طالبة في الصف الثاني عشر في إعدادية كوردستان في مركز قضاء سنجار.
وقالت أوميد لـ(كركوك ناو) بأن أقل من 10 طالبات في مدرستها تلقين اللقاح، وهي نسبة قليلة في الوقت الذي تتفاقم فيه مخاطر كورونا.
نينوى/ 2019/ قاعة دراسية لطلاب الصف الثاني عشر في إعدادية سركوتن تصوير: خاص بـ(كركوك ناو)
وزارة الصحة حذرت في كتاب رسمي صدر في 7 تشرين الثاني الجاري من مغبة بدء الموجة الرابعة من وباء كورونا بسبب قلة نسبة الملقحين.
دلشاد علي، المدير العام لمستشفى سنجار قال لـ(كركوك ناو)، "نفدت جرعات لقاح فايزر الذي يزداد الطلب عليه بين المواطنين، منذ فترة طويلة في قضاء سنجار، لذا طلبنا من إدارة محافظة نينوى والحكومة الاتحادية تزويدنا بهذا النوع من اللقاح"، دون أن يحدد موعد وصل جرعات اللقاح الى سنجار.
الى جانب لقاح فايزر، تتوفر في العراق لقاحات استرازنيكا و سينوفارم، لكن الاقبال أكثر على اللقاحات من نوع فايزر، حسب احصائيات وزارة الصحة.
ويقول الدكتور دلشاد علي بأن ما يقرب من أربعة آلاف شخص تلقوا اللقاحات المضادة لكورونا في سنجار (عدد سكان سنجار يقدر بأكثر من 330 ألف شخص، معظمهم نازحون)، في حين أن عدد المصابين بكورونا، خصوصاً في صفوف الطلبة تشهد ازدياداً، ويتوفر حالياً لقاح كورونا من نوع استرازنيكا فقط، وبإمكان الطلبة مراجعة مراكز التطعيم لتلقي اللقاح.
وفقاً لإحصائيات الصحة، وصل عدد المواطنين الذين تلقوا لقاح كوورنا في عموم محافظة نينوى لغاية 13 تشرين الثاني 2021، الى أكثر من 509 آلاف شخص، فيما وصل عدد المصابين بكورونا الى أكثر من 70 ألف شخص، فضلاً عن تسجيل 902 حالة وفاة جراء الاصابة بالفيروس.
لا ندري هل ننشغل بالدراسة أم نفكر في مخاطر الاصابة بكورونا وكيفية الحصول على اللقاح
"لم يتسنى لي تلقي اللقاح لحد الآن، لأن لقاح فايزر غير متوفر، والآن لا ندري هل ننشغل بالدراسة أم نفكر في مخاطر الاصابة بكورونا وكيفية الحصول على اللقاح"، حسبما قالت زينال سعدو لـ(كركوك ناو)، واضافت أنه بسبب انشغالهم بالدوام والدراسة يتعذر عليهم تسجيل أسمائهم في طوابير الانتظار لتلقي الأنواع الأخرى من لقاح كورونا.
واقترحت تلك الفتاة التي تدرس في الصف الثاني عشر في اعدادية (جكر خوين) بسنجار تخصيص عدة أيام لإعطاء اللقاح لطلاب الصف الثاني عشر، "وإلا سنصاب بكورونا وتضيع علينا هذه السنة الدراسية أيضاً."
المديرية العامة لتربية نينوى قررت أن يكون الدوام حضورياً من يوم الأحد لغاية الخميس من كل اسبوع في الأقضية والنواحي والقرى التي لا تتوفر فيها خدمات الانترنت، أما في المناطق التي لا تعاني من هذه المشكلة فيكون الدوام حضورياً لأربعة أيام و عن بعد في اليومين الآخرين، وذلك في حين لا تزال سنجار (120 كم غربي الموصل) تعاني من آثار حرب داعش وعدم تأهيل معظم القطاعات الخدمية فيها.
كمال حسن خوديدا، مدير اعدادية (سركوتن) في مجمع بورك التابع لقضاء سنجار، قال لـ(كركوك ناو)، "أقل من 9 طلاب من بين 171 طالباً في مدرستنا تلقوا اللقاح وذلك بسبب شحة اللقاح وعدم توفر لقاح فايزر، وبالنسبة لأنواع اللقاح الأخرى، يجب على الطالب أن يسجل اسمه في طوابير الانتظار ومن المحتما أن لا يحصل على اللقاح في ذلك اليوم، لذا فإن الطلاب لا يعرفون هل ينتظروا في الطوابير لتلقي اللقاح أم ينشغلوا بدوامهم."
ويقول كمال حسن بأن المدرسة لا تمارس أي ضغوط على الطلاب بغية تلقي اللقاح، لكن في البعض الأحيان يصل عدد الطلاب الذين يأخذون إجازات مرضية من المدرسة الى 10 طلاب في اليوم الواحد، "لكننا لا نعرف فيما إن كانوا مصابين بكورونا أم أنهم مصابون بالأنفلونزا الموسمية"، ويري كمال حسن بأن هذه المشكلة موجودة فقط في سنجار وأن المواطنين في المناطق الأخرى يستطيعون الحصول على اللقاح بسهولة.
نينوى/ تشرين الثاني 2021/ عدد من المواطنين بانتظار مجيء دورهم لتلقي لقاح كورونا من نوع استرازينكا في مركز تطعيم تصوير: إعلام صحة قضاء سنجار
توجد في قضاء سنجار مديريتان للتربية (قسم الدراسة الكوردية و قسم الدراسة العربية)، تضمان مجتمعتين أكثر من 54 ألف طالب وطالبة، لا يزال قسم كبير منهم يتواجد في مخيمات النازحين في مناطق اقليم كوردستان.
ويقول ميسر حجي، مدير تربية سنجار (قسم الدراسة الكوردية التابعة لحكومة اقليم كوردستان) بأن 30 ألف طالب يداومون في قسم الدراسة الكوردية، 13 ألف منهم في قضاء سنجار، "من مجموع هؤلاء الطلاب، أصيب لحد الآن 300 طالب بكورونا، لذا فكرنا في إغلاق المدارس، لكننا بانتظار تعليمات وزارة الصحة في حكومة اقليم كوردستان والحكومة الاتحادية قبل اتخاذ قرار نهائي" حسبما أوضح ميسر حجي لـ(كركوك ناو).
كما شدد حجي بأن لقاح كورونا من نوع فايزر الذي طلبت وزارة الصحة الاعتماد عليه لتطعيم من هم فوق سن الـ12، غير متوفر في سنجار، وهناك نسبة قليلة جداً من لقاح أسترازنيكا في مراكز التطعيم، لذا ناشدوا صحة سنجار بتزويد المدارس بالكمية المطلوبة من جرعات اللقاح من أجل ضمان استمرار الدوام فيها.
وتأتي المخاوف من إغلاق المدارس مجدداً في الوقت الذي أظهرت فيه متابعات سابقة لـ(كركوك ناو) ضعف اقبال طلاب سنجار على التعليم الالكتروني في العام الدراسي (2020-2021) لعدة أسباب، منها الفقر و عدم قدرة غالبية الطلاب تأمين خطوط انترنت سريعة، اضافة الى عدم توفر خدمة الانترنت أو بطئها الشديد في عشرات القرى والمجمعات التابعة لسنجار.
