تعهد رئيس الوزراء العراقي، القائد العام للقوات المسلحة بإخراج الفصائل المسلحة الغير منضوية تحت لواء الحكومة الاتحادية من قضاء سنجار دون قتال وبصورة سلمية.
التعهد الذي أطلقه الكاظمي جاء في اجتماع مع وفد ايزيدي يمثل قسماً من أهالي سنجار عُقد يوم أمس الاثنين، 9 أيار، في بغداد لمناقشة الأوضاع الأمنية والتوتر الذي شهده القضاء خلال الاسبوع الماضي.
"رئيس الوزراء قال سنخرج المجاميع المسلحة من سنجار، لكننا لا نريد إخراجها بالقوة، بل نريدها أن تخرج بصورة سلمية دون قتال ومعالجة تلك المشكلة بأقل الأضرار"، هذا ما قاله فرحان ابراهيم، أحد المشاركين في اجتماع وفد سنجار مع الكاظمي لـ(كركوك ناو).
فرحان ابراهيم، الذي شارك ضمن الوفد كممثل عن منظمات المجتمع المدني، قال بأن الاجتماع امتد لساعة ونوقشت فيه الأوضاع في سنجار والأحداث التي وقعت خلال الأيام القليلة الماضية بإسهاب.
طلبنا من رئيس الوزراء إعادة النظر ببنود الاتفاق وأخذ آراء أهالي القضاء
وفد سنجار ضم 20 شخصاً، بينهم عدد من رؤساء العشائر، شخصيات بارزة في سنجار، ناشطين وممثلين عن الشباب والمنظمات.
وقال فرحان، "الكاظمي يراقب الأوضاع في سنجار عن كثب ويسعى جاهداً لحل المشاكل، عن طريق تنفيذ اتفاق بغداد وأربيل الذي سيدخل طور التنفيذ قريباً".
"طلبنا من رئيس الوزراء إعادة النظر ببنود الاتفاق وأخذ آراء أهالي القضاء، وقد تعهد أن ينال الاتفاق قبول السنجاريين وسيتم في هذا الاطار تنصيب شخصية مستقلة قائممقاماً لسنجار".
في الوقت الحاضر، تعتبر الحكومة العراقية تنفيذ بنود اتفاق سنجار 2020 المبرم بين الحكومة الاحادية وحكومة اقليم كوردستان السبيل الوحيد لحل قضية سنجار والذي ينص على ضرورة أن تخلي القوات المقربة من حزب الاعمال الكوردستاني مقراتها في سنجار، غير أن الاتفاق لم ينفذ حتى الآن في ظل تواجد ثمانية قوى مسلحة مختلفة في القضاء.
باعتقادي رئيس الوزراء جاد في مساعيه لحل مشاكل سنجار ويريد تنصيب إدارة جديدة
حسو ابراهيم، نائب رئيس مجلس الادارة الذاتية في سنجار، قال لـ(كركوك ناو)، "ممثلونا وتجمع الشباب المستقل لم يكونوا ضمن الوفد، نحن نرفض الزيارة التي قام بها الوفد لأنه تألف من شخصيات حزبية ومعظمهم ينتمون لحزب معين.... الهدف الوحيد من الزيارة كان تنفيذ اتفاق أربيل وبغداد، في الوقت الذي لا يمكن حل مشكلة سنجار بهذه الصورة".
تأسس مجلس الادارة الذاتية منذ عام 2015 من قبل القوات المقربة من حزب العمال الكوردستاني لإدارة شؤون سنجار، لكن الحكومة العراقية لم تعترف به، وتوجد حالياً فضلاً عن ذلك المجلس، إدارتان أخريتان، إحداهما تأسست في عام 2017 في مركز القضاء والأخرى تشكلت بعد انتخابات مجالس المحافظات وتتولى مهامها حالياً من دهوك.
زيارة وفد سنجار الى بغداد جاءت بعد أن دخلت وحدات مقاومة سنجار (اليبشة) في اشتباكات مع الجيش استمرت عدة أيام منذ الثاني من أيار الحالي، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، إضافة الى نزوح ما يقرب من ألفي عائلة من مناطق مختلفة في سنجار الى المخيمات الواقعة في محافظة دهوك، قبل أن يتوصل الجانبان الى اتفاق لوقف إطلاق النار.
تعتبر (اليبشة) قوات مقربة من حزب العمال الكوردستاني، ويشكل الايزيديون الغالبية العظمى فيها، وهي تخضع لسلطة مجلس الادارة الذاتية في سنجار.
"باعتقادي، رئيس الوزراء جاد في مساعيه لحل مشاكل سنجار ويريد تنصيب إدارة جديدة"، يقول فرحان ابراهيم الذي أبدى استغرابه من الاعتراضات إزاء زيارة الوفد، مشيراً الى أن الهدف منها خدمة مصالح الجميع.
وفقاً لبيان صدر من مكتب رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، شدد الاجتماع الذي حضره مسؤولون عسكريون كبار على إعادة الأمن والاستقرار الى سنجار وتطبيق اتفاق بغداد وأربيل الذي يهدف الى فرض سلطة الدولة العراقية في القضاء.
يقع قضاء سنجار على بعد 120 كم غرب الموصل، ادارياً يتبع محافظة نينوى لكنه من المناطق المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة اقليم كوردستان. اجتاح مسلحو تنظيم داعش القضاء في 3 آب 2014، وتمت استعادته في 13 تشرين الثاني 2015.
