تتكدس في دكان العم محمود أطنان من مفردات الحصة التموينية للأشهر السابقة، لأن عدداً قليلاً من المواطنين يستلمون حصصهم ولا يهتمون بها.
"في الأعوام السابقة كان المواطنون يراجعوننا شهرياً للاستفسار عن وصول الحصة التموينية، لكن الأمور اختلفت الآن، كما ترون فالحصص التموينية العائدة لأشهر سابقة متكدسة في دكاني ولا يأتون لاستلامها"، يقول محمود أنور، وكيل توزيع المواد الغذائية في حي تبة وسط مدينة كركوك.
تراجع إقبال مواطني كركوك على استلام الحصة التموينية الشهرية يأتي في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة العراقية عن إضافة عدة مفردات للحصة ، بهدف مساعدة محدودي الدخل ومواجهة الفقر.
زيادة الحصة التموينية تشمل فقط المشمولين بشبكة الرعاية الاجتماعية وليس الكل
مجلس الوزراء العراقي أضاف في 19 كانون الأول 2022 خمس مفردات جديدة للحصة التموينية، لشريحة الفقراء ومحدودي الدخل المشمولين بشبكة الرعاية الاجتماعية، وتشمل الزيادة كيلوغرام من السكر، لتر من زيت الطعام، 200 غرام من الشاي، 250 غرام من الحليب المجفف وكيلوغرام من مادة الطحين الأبيض.
مصدر في فرع كركوك لمديرية توزيع المواد الغذائية قال لـ(كركوك ناو)، ان "زيادة الحصة التموينية تشمل فقط المشمولين بشبكة الرعاية الاجتماعية وليس الكل، لكن الحصة التموينية للبقية ستكون كما هي دون زيادة أو نقصان".
وأعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يوم الاثنين ، 23 كانون الثاني 2023، بدء عملية توزيع المفردات الإضافية في الحصة التموينية للمشمولين بالحماية الاجتماعية وقال أن "حوالي خمسة ملايين و100 ألف شخص سيستفيدون من القرار".
بموجب البطاقة التموينية، يستلم كل مواطن سبع مواد تموينية تتألف من ثلاثة كيلوغرامات من الرز، كيلوغرام من السكر، علبة سعة لتر واحد من زيت الطعام، 400 غرام من معجون الطماطم، كيلوغرام من البقوليات إضافة الى الطحين.
بغداد/ 23 كانون الثاني 2023/ رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في إحدى مخازن الحصة التموينية بعد إعلان بدء عملية توزيع مفردات الخصة التموينية الإضافية تصوير: إعلام رئيس الوزراء العراقي
"سابقاً كان الجميع ينتظر وصول الحصة التموينية، لكن الوضع تغير الآن، لأن الناس أصبحوا غير قنوعين بأي شيء"، على حد قول نعيمة حمد أمين، من سكنة حي الشورجة بمدينة كركوك.
تقول نعيمة بسخرية "معظم نساء هذا الجيل، من ضمنهم ابنتي وكنتي، لا يعرفن الطبخ لكنهن يشتكين من رداءة نوعية الرز أو الزيت أو الطحين، متأكدة من أن أغلب أطفالنا لا يعرفون ما هي الحصة التموينية ومن أين يستلمونها".
توزيع الحصة التموينية على المواطنين بدأ في تسعينات القرن الماضي، بموجب قرار من مجلس الأمن الدولي لمساعدة العراقيين في فترة الحصار الاقتصادي الذي فرض على العراق في وقته بسبب تداعيات حرب الكويت.
تسكن فريدة شفيق في حي رحيماوا، زوجها عامل بناء، تقول أن عائلتها تعتمد على الحصة التموينية غير أنها قالت مشتكية، "يا ليتهم يحسّنون نوعية الرز ويزيدون كميتها، مثل معجون الطماطم والشاي".
كركوك/ كانون الثاني 2023/ بعض مواد الحصة التموينية الشهرية تصوير: كركوك ناو
من مجموع 42 مليون مواطن عراقي، يعيش قرابة 11 مليون تحت خط الفقر، أي ما يعادل 25 بالمائة من السكان، وحتى عام 2020 كانت نسبة الفقر 20 بالمائة، حسب احصائيات وزارة التخطيط العراقية.
ويقول وكيل المواد الغذائية في كركوك، محمود أنور، أن المواطنين لا يقبلون على استلام حصصهم لسببين رئيسيين، أولهما أن جميع مفردات الحصة التموينية لا تصل في نفس الوقت، لذا يفضلون وصول جميع المفردات ثم استلامها، والسبب الآخر يعود الى رداءة نوعية بعض مفردات الحصة التموينية، مثل الرز وزيت الطعام، "البعض يأتي عندي لاستلام الحصة التموينية ثم يبيعها في المحل المجاور".
حوالي 50 بالمائة من المواد الغذائية المدرجة في الحصة التموينية غير صالحة للاستخدام، وكل مواطن عراقي يهدر في العام الواحد 120 كيلوغرام من المواد الغذائية، وفقاً لإحصائية لبعثة الاتحاد الأوروبي، تم الكشف عنها خلال مؤتمر عقد تموز 2022 في بغداد حول تنمية القطاع الزراعي في العراق.
