الوجهة إلى العربية بعد تركهم الكوردية
منحة مالية وأطعمة في المدارس أبرز المغريات

سنجار/ 2019/ بدء الدراسة في أول مدرسة يتم إعادة تأهيلها في ناحية القحطانية (تل عزير)   تصوير: منظمة جسر الشباب

عمار عزيز

 

يترك سنوياً المئات من الطلاب في سنجار وسهل نينوى الدراسة باللغة الكوردية ويتجهون للمدارس العربية لعدة أسباب، أبرزها توزيع المفردات الغذائية والمنح المالية على طلاب قسم الدراسة العربية.

بدأت الدراسة الكوردية في محافظة نينوى منذ عام 2003 بعد سقوط نظام البعث برئاسة صدام حسين، وتطورت تدريجياً وازداد عدد العوائل التي ألحقت أبناءها بالمدارس الكوردية، غير أن السنوات القليلة الماضية شهدت تراجعاً مستمراً.

رشو خوديدا، المقيم في مخيم مام رشان للنازحين بقضاء شيخان التابع لمحافظة نينوى، نقل ابنه الى الدراسة العربية منذ أن أصبح في الصف الثاني، "الكثيرون أخرجوا أبناءهم من الدراسة الكوردية"، وأضاف رشو، "أشعر بأن الدراسة الكوردية لا مستقبل بها، لأن فرص التعيين وإيجاد فرص العمل بالنسبة لهم اقل مقارنة بالدراسة العربية".

وزارة التربية العراقية تهتم كثيراً بمدارسها، من حيث توفير الكتب والمستلزمات الدراسية الأخرى وترميم المباني

وقال رشو "فضلاً عن ذلك، خصصت مديرية تربية قسم الدراسة العربية منح مالية للطلاب والتلاميذ المشمولة أسرهم برواتب الإعانة الاجتماعية".

بموجب قرار الحكومة العراقية، توزع المنحة بواقع 30 ألف دينار لتلاميذ المدارس الابتدائية و50 ألفا لطلبة المدارس المتوسطة والاعدادية، ويشمل القرار فقط قسم الدراسة العربية التابع لوزارة التربية العراقية.

من جهة أخرى تعاني المدارس الكوردية التابعة لحكومة اقليم كوردستان باستمرار من مشاكل عدة تتمثل بشح الكتب الدراسية، نقص الأبنية والملاكات التدريسية، في حين أن هذه المشاكل اقل في المدراس العربية.

يقول رشو خوديدا "من الأسباب الأخرى التي دفعتني لإخراج ابني من الدراسة الكوردية هو أن المدراس العربية أولت في السنوات الأخيرة اهتماماً أكبر بالعملية التعليمية مقارنة بالدراسة الكوردية".

فرحان صالح، معلم في مدرسة بلستان العربية بمجمع دهولا التابع لتربية سنجار قال لـ(كركوك ناو)، إن "وزارة التربية العراقية تهتم كثيراً بمدارسها، من حيث توفير الكتب والمستلزمات الدراسية الأخرى وترميم المباني".

shngal (1)

نينوى/ 2024/ تنفيذ برنامج التغذية المدرسية في مدرسة ابتدائية بقضاء سنجار   تصوير: إعلام تربية سنجار 

مؤخراً انطلق برنامج التغذية المدرسية في محافظة نينوى، حيث يوزع على الطالب سلة غذائية تضم البسكويت، الموز، الحليب والماء، في حين أن المدارس الكوردية محرومة منها، ويُنظر لذلك كسبب آخر وراء الهجرة من المدارس الكوردية.

هذه العوامل أدت بصورة عامة الى تراجع نسبة طلاب قسم الدراسة الكوردية مقارنة بالعربية، حتى في المناطق ذات الأغلبية الكوردية.

في قضاء سنجار يدرس 50 ألف طالب وطالبة في قسم الدراسة العربية، ويشمل هذا الرقم الطلاب الذين لا زالوا نازحين، فيما يبلغ عدد طلاب الدراسة الكوردية 30 ألف فقط، وفقاً لإحصائية لتربية سنجار.

المدرسة التي يداوم فيها فرحان تضم 70 طالب في الصف الأول الابتدائي، بينما يبلغ عدد طلاب المرحلة الابتدائية في مدرسة كوردية قريبة منها خمسة طلاب فقط.

"إذا استمرت الأمور على هذا الحال ستختفي الدراسة الكوردية"، على حد قول فرحان.

يحزننا حرمان طلاب قسم الدراسة الكوردية من المنح المالية

ويقول ميسر حجي، مدير تربية سنجار –قسم الدراسة الكوردية، إن "الدارسة الكوردية في تراجع مستمر، سنوياً يترك 300 طالب المدارس الكوردية ويتجهون للدارسة العربية، والبعض يسجلون أطفالهم مباشرةً في المدارس العربية".

وأضاف، أن "توزيع المنح المالية والمفردات الغذائية على طلاب قسم الدراسة العربية من قبل الحكومة العراقية من الأسباب الرئيسية وراء الهجرة من المدراس الكوردية خلال هذا العام، نحن لا نملك الامكانيات المالية التي تسمح لنا بتوزيع المنح والأغذية".

بصورة عامة، أوضاع التربية والتعليم ليست على ما يرام في اقليم كوردستان، حيث شُلّ الدوام في معظم مدارس محافظة السليمانية بعد إضراب التدريسيين عن الدوام منذ بداية السنة الدراسية بسبب عدم صرف رواتبهم، حيث لم تصرف رواتب الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023، ولم يستلموا حتى اليوم راتب شهر كانون الثاني الجاري. عدد من المدارس استأنفت الدوام منذ 10 ايام فقط.

حسن صالح، مدير تربية سنجار –قسم الدراسة العربية- قال لـ(كركوك ناو)، "يحزننا حرمان طلاب قسم الدراسة الكوردية من المنح المالية، لكن هذا الأمر ليس ضمن صلاحياتنا".

(كركوك ناو) لم يحصل على إحصائية رسمية بعدد طلاب محافظة نينوى المشمولين بالمنحة المالية ونظام التغذية المدرسية، لكن المواطنين ومسؤولي التربية يشددون على أنها من ابرز أسباب الهجرة من الدراسة الكوردية. 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT