نسبة الخضرة في كركوك "دون المعيار العالمي بكثير"
إدارة المحافظة تسرّع الخطى لزيادتها

جانب من مدينة كركوك

كركوك ناو

تسعى إدارة كركوك لاتخاذ خطوات عاجلة بهدف زيادة نسبة الخضرة في المحافظة والتي بحسب الإحصائيات لا تتجاوز 3 بالمائة.

وتعود هذه المساعي للأخطار الناجمة عن تغير المناخ، حيث يشير الخبراء في كركوك الى وجود مخاوف من تفاقم نسبة الإصابة بسرطان الرئة والمجاري التنفسية بشكل كبير خلال العقدين القادمين.

الطبيب الاستشاري والباحث في مجال البيئة، محمد الجبوري، قال لـ(كركوك ناو)، "يجب تخصيص 10 بالمائة من كل مجمع سكني للمساحات الخضراء، في هذا الإطار نحتاج لزراعة ملايين الأشجار في كركوك"، وأضاف، "الى جانب الاهتمام بالغابات والخضرة الموجودة في المحافظة، يجب أن نعمل لخدمة البيئة ومواجهة تداعيات التغير المناخي".

وفقاً للمعيار العالمي يجب أن لا تقل نسبة الخضرة في المدن عن 30 بالمائة، لكن النسبة في محافظة كركوك بحسب رئيسة منظمة كوردستان خضراء، شكوفه محمد "لا تتجاوز 3 بالمائة".

كوفه، التي تعمل منذ عام 2014 من أجل ويادة المساحات الخضراء قالت، "لا ننوي التخلي عن مساعينا من أجل زيادة نسبة الخضرة حتى نصل للمعيار العالمي، وهذا الأمر لا يتحقق بزراعة شجرة او اثنتين بل ملايين الأشجار".

"وفقاً للمعيار العالمي يجب أن تكون نسبة الخضرة 25 متر مربع في كل 100 متر مربع، في الحقيقة لا زلنا بعيدين جداً عن الوصول الى هذه النسبة، وهذا يعني بأن ناقوس الخطر دق في كركوك، لأن أهالي المحافظة يعيشون وسط انبعاثات العديد من الحقول النفطية، لكي نصل الى النسبة المطلوبةنحتاج لزراعة مليون شجرة سنوياً".

بعد مباشرته مهامه محافظاً لكركوك، شدد ريبوار طه في أحد قراراته، على أنه "من الآن فصاعداً لن تمنح المشاريع لأي شركة ما لم تلتزم بزراعة ألف شجرة". وفي إطار المساعي للحفاظ على بيئة كركوك، انطلقت منذ الأول من شباط الجاري حملة تنظيف واسعة في المدينة.

Kirkukk.center
حي سيكانيان الواقع على طريق كركوك-أربيل

ويرى محمد الجبوري بأن زيادة نسبة السكان وازدياد المصانع أثرت على جودة الهواء، "الحل الوحيد هو زيادة المساحات الخضراء، لأن الأشجار تلعب دور مصدات للعواصف الترابية وتلوث الهواء".

90 بالمائة من السكان يستنشقون هواءً ملوثاً وغير صحي، من بينهم سكان العراق الذي يعد من بين "الأكثر تلوثاً" في العالم، بحسب شركة آي كيو أير السويسرية المختصة بتكنلوجيا جودة الهواء.

وتحذر منظمة الصحة العالمية (WHO) من أن تلوث الهواء داخل وخارج المنزل من أخطر التهديدات على الحياة والمناخ، حيث يؤدي سنوياً الى الوفاة المبكرة لسبعة ملايين شخص في العالم سنوياً.

ويقول مدير مركز كركوك لأمراض السرطان، نياز أحمد، إن وجود حقول النفط والغاز في كركوك "يؤثر على صحة السكان لأن انبعاثاتها تلوث الهواء الذي يستنشقونه، الأمر الذي سيؤدي خلال العقدين القادمين إلى زيادة نسبة الإصابة بعدة أنواع من السرطان، بالأخص سرطان الرئة والمجاري التنفسية".

الناشطة شكوفه محمد، التي تعمل منذ أكثر من عقد على زيادة السماحات الخضراء ومواجهة آثار التغير المناخي أطلقت قبل ثلاث سنوات مشروع تشجير في حي سيكانيان الواقع على طريق كركوك-أربيل.

"الحقول النفطية قريبة من منطقة سيكانيان، لذلك تتأثر بشكل كبير بالأدخنة الكثيفة وملوثات الهواء الأخرى، الشتلات التي زرعناها نمت الآن"، وأضفت شكوفه "نراقب الشتلات والأشجار بشكل مستمر لكي نتأكد من ملاءمتها للبيئة التي زرعت فيها، كما أن السكان متعاونون معنا".

لكن أيوب صابر، مهندس زراعي في حدائق كركوك، قال إن "مشكلتنا الكبرى تتمثل في قلة عدد العمال الذين يعتنون بالخضرة، وإدارة كركوك وعدتنا بمعالجة هذه المشكلة". 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT