يقدم مركز علاج أمراض الثدي في السليمانية عشرات الخدمات الصحية بشكل مجاني للنساء والفتيات الراغبات بإجراء فحوصات الثدي، وتكلف هذه الفحوصات بحسب القائمين على المركز حوالي 3500 دينار في الوقت الذي تصل كلفتها في المختبرات الأهلية إلى 200 ألف دينار.
بصورة عامة أغلب اللاتي يراجعن المركز يعانين من مشاكل في الرضاعة الطبيعية أو يوجد في عوائلهن تاريخ الإصابة بالسرطان، أو تغيرات في شكل وحجم الثدي. يراجع المركز يومياً 120 امرأة وفتاة.
مركز علاج أمراض الثدي مركز حكومي افتتح عام 2007 ويقدم منذ ذلك الحين خدماته مجاناً بهدف توفير التسهيلات وتشخيص الأمراض النسائية.
المدير الإداري للمركز، علي زهدي كاكه رش، قال في مقابلة مع (كركوك ناو) إن "المركز أسس بالتعاون مع إتحاد نساء كوردستان - منظمة معنية بالدفاع عن حقوق النساء- ، في البداية كان عبارة عن غرفة صغيرة تزورها يومياً مراجعة واحدة فقط على استحياء/ لكن الوعي صار أفضل الآن حيث ارتفع عدد المراجعات بشكل كبير... ليس من الشرط أن تكون جميع المراجعات مصابات بأمراض، بعضهن يزرن المركز لإجراء الفحوص المبكرة. تراجعنا نساء وفتيات من كافة مناطق اقليم كوردستان وليس فقط السليمانية".
قسم من النساء والفتيات يتم إحالتهن من المراكز الصحية إلى هذا المركز، وبعضهن يتوجهن مباشرة للمركز لإجراء الفحوص المبكرة، بحسب علي زهدي.
بعد ازدياد أعداد المراجعات وتجاوزها 100 امرأة وفتاة في اليوم الواحد، تم نقل المركز إلى داخل مستشفى شار- أكبر المستشفيات الحكومية بالسليمانية-، لكن المركز لا يزال مستقلاً وغير مرتبط بالمستشفى.
يستقبل المواطنين ثلاثة أطباء صباحاً وطبيب واحد في المساء، يجرى يومياً 100 فحص تصوير الثدي الاشعاعي (الماموغراف) والسونار للمراجعين، ويقرر الطبيب الجراح بشأن الحالات التي يتوجب إجراء العمليات الجراحية.
كلفة الفحوصات، بحسب مدير المركز، "عبارة عن مبلغ رمزي قدره 3500 دينار، ف يحين تكلف هذه الفحوصات في المختبرات الأهلية أكثر من 200 ألف دينار، أقصد بذلك فحص الماموغراف والسونار وأخذ العينات وغيرها".
"لا حاجة للخجل، يجب على النساء والفتيات الخضوع للفحوص اللازمة للتأكد من سلامتهن... كلما تم تشخيص المرض مبكراً كان علاجه أسهل".
وتشير إحصائية لعام 2024 إلى أن 10 آلاف و842 امرأة وفتاة راجعن المركز، فيما أجري ثلاثة آلاف و550 فحص تصوير الثدي الإشعاعي و 1711 فحص سونار إلى جانب العشرات من الفحوص الأخرى.
يضم المركز أيضاً قسم الاستشارة النفسية للنساء اللاتي يتم إخبارهن بأن إصابتهن بالسرطان وذلك لتوفير الدعم النفسي لهن في بداية رحلة العلاج.
في 2024، سجلت في المركز 38 حالة إصابة بسرطان الثدي بعد إجراء الفحوص.
على من يتوجب إجراء الفحوص؟
سوسن فيض الله، أخصائية أمراض الثدي في المركز، توضح بشأن من ينبغي عليها زيارة المختصين بأمراض الثدي أو المركز حرصًا على سلامتها الصحية، وتشدد على أن "على كل امرأة تجاوزت سن الثلاثين، ومن بلغت الثلاثين ولم تنجب، واللائي سُجلت حالات إصابة بالسرطان بين أفراد عوائلهن، ومن لاحظت تغيرات في شكل وحجم ثدييها، زيارة المركز."
كما ينبغي على من يعانين من صعوبات في الرضاعة الطبيعية، أو تغيرات في مظهر الحلمة، أو إفرازات، أو تغيرات جلدية، مراجعة المركز
وأضافت سوسن بأن "الفحوص تتغير بحسب عمر المريضة، عادةً نجري فحص السونار للنساء دون سن الـ40، في حال لم تكن هناك إصابة مسجلة في عائلتها بالسرطان، وإذا اتضح وجود شيء مريب نجري لها فحص الماموغراف ونأخذ منها عينات، أما بالنسبة للنساء اللاتي توجد إصابات بسرطان الثدي ضمن أفراد عوائلهن، نجري لهن فحص الماموغراف ونتخذ الإجراءات الأخرى قبل سن الـ40".
حول تلقي العلاج قالت سوسن، "يختلف العلاج بحسب حالة المريضة، وتشمل الجراحة، العلاج الهرموني، العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي. وتُصمّم العلاجات خصيصًا لحالة المريضة."
