تبلغ نسبة وفيات الرضع في ديالى 20 بالمائة، ويعود ذلك لعدة أسباب يتعلق قسم منها بغياب خطط تنظيم الأسرة، من ضمنها المباعدة بين الولادات.
الحكومة الاتحادية العراقية تطبق الإستراتيجية الوطنية لتنظيم الأسرة والمباعدة بين الولادات للفترة من 2020 إلى 2025 والتي وصلت للمراحل الأخيرة للتنفيذ، بهدف المباعدة بين الولادات لمدة تتراوح بين سنتين وثلاثة وذلك عن طريق توفير الخدمات الصحية ووسائل منع الحمل بهدف إعادة تنظيم الأسرة.
المشروع بمثابة خارطة طريق لتحسين صحة الأمهات والأطفال، الحد من الفقر وتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وقع عليها العراق.
مسؤول الشعبة القانونية في مديرية صحة بعقوبة، ذياب مهيب، قال لـ(كركوك ناو) إن "نساء القرى ينجبن العديد من الأطفال ولا يلتزمن بالاستراتيجية الهادفة لتنظيم الأسرة وتحديد عدد الأطفال، لكن النساء اللاتي يعشن في المدن استفدن أكثر من هذه الاستراتيجية".
وفقاً لإحصائية حصل عليها موقع (كركوك ناو) من صحة بعقوبة، نسبة الولادات الحية تبلغ 80 بالمائة ووفيات الرضع 20 بالمائة، يموت قسم منهم بسبب المرض أو التشوهات أثناء الولادة".
يقدر عدد سكان ديالى بأكثر من مليون و800 ألف نسمة، أكثر من نصفهم يعيشون في القرى، وتتوفر في المحافظة خدمات تنظيم الأسرة في ما يقرب من 60 مركز ومؤسسة صحية.
حملات التوعية لا تستهدف النساء فقط، بل تشمل الرجال أيضًا، حيث يجب عليهم تحديد فترة ثلاث سنوات بين الولادات، وهو أمر غير محرم شرعًا
هوزان شهاب، (33 سنة)، معلمة مقيمة في بعقوبة، تراجع المستشفى بانتظام بسبب حملها، لكنها لم تتعرف قط على خدمات تنظيم الأسرة، "لم نحصل على أي معلومات أو توعية بشأن تنظيم الأسرة ولسنا على اطلاع بالاستراتيجية التي تنفذها وزارة الصحة".
هوزان غير راضية عن معاملة الكوادر الصحية والممرضات للنساء الحوامل، كما أنها لم تحصل على إرشادات حول ظروف فترة الحمل وصحة المرأة بشكل عام، لكنها بمساعدة زوجها تتبع خطة اتفقا بموجبها على المباعدة بين الولادة الأولى والثانية لعامين.
"نخطط لإنجاب ثلاثة أو أربعة أطفال، شريطة أن لا تقل الفترة بين كل ولادة وأخرى عن عامين، وضعنا المادي جيد، أطلب من النساء عدم إنجاب الكثير من الأطفال، لأن الوضع الاقتصادي للعوائل والعراق بشكل عام ليس جيداً كما ازدات حالات العنف الأسري التي يذهب ضحيتها الأطفال".
وتقول هوزان إنها سمعت من الأصدقاء والأقارب والجيران أنه إذا أنجبت العديد من الأطفال بدون مباعدة، فسوف تعاني من مشاكل صحية.
إذا تم المباعدة بين الولادات لسنتين على الأقل ستنخفض وفيات الأطفال في الأعمار من 1 إلى 4 سنوات بنسبة 21 بالمائة كما ستنخفض وفيات الأطفال الرضع بنسبة 10 بالمائة، حسبما أشار اليه مضمون الاستراتيجية.
وقال المسؤول في مديرية صحة بعقوبة إن استراتيجية تنظيم الأسرة مطبقة في المستشفيات والمراكز الصحية منذ خمس سنوات، وخاصة في مستشفيات الولادة والأطفال، وبحسب مهيب فإن العاملين في المجال الصحي يقومون في كثير من الأحيان بجمع النساء خارج المراكز الصحية لإقامة ندوات توعوية حول تنظيم الأسرة والأمراض النسائية.
في عام 2023، سجل أكثر من 44 ألف ولادة في ديالى وكانت نسبة وفيات الرضع 45.6 لكل 100 ألف ولادة.
وأوضح ذيبا مهيب بأن "حملات التوعية لا تستهدف النساء فقط، بل تشمل الرجال أيضًا، حيث يجب عليهم تحديد فترة ثلاث سنوات بين الولادات، وهو أمر غير محرم شرعًا، وذلك لتمكين الوالدين من إعالة أطفالهم".
وأضاف وهيب، أن "حملات التوعية لا تستهدف النساء فقط، بل تشمل الرجال أيضًا، وذلك بالاتفاق مع زوجاتهم على تحديد فترة ثلاث سنوات بين الولادات، وهو أمر غير محرم شرعًا، وذلك لتمكين الوالدين من إعالة أطفالهم".
وأشار إلى أنه على الرغم من تطبيق خطة تنظيم الأسرة في المستشفيات والمراكز الصحية، إلا أنه لا تزال هناك حاجة لالتزام الناس به والاستفادة منه.
الاستراتيجية الوطنية الممتدة لخمس سنوات تشدد على أن تنظيم الأسرة والمباعدة بين الولادات لسنتين أو ثلاث يسهم في مجابهة الفقر، الحفاظ على سلامة الأم والجنين، توفير خدمات أفضل في مجال الصحة والتعليم للأطفال.