تنظيم الأسرة يواجه تحديات جمة في نينوى

الصورة من موقع unsplash بتاريخ 12 أيار 2025 . تصوير: Liv Bruce

أحمد بله  -  نينوى

رغم تقديم خدمات تنظيم الأسرة في العديد من المؤسسات الصحية بمحافظة نينوى، لا يزال هناك العديد من التحديات التي تعيق استفادة أكبر عدد من المواطنين منها، مثل التقاليد السائدة، غياب الوعي اللازم وضعف البنية التحتية للقطاع الصحي.

الخدمات المتعلقة بتنظيم الأسرة تتوفر في المستشفيات الحكومية، منها مستشفيات الموصل والبتول في الجانب الأيمن من مدينة الموصل والسلام والخنساء في أيسر الموصل، فضلاً عن مستشفيات أخرى في سنجار والبعاج.

مدير الصحة العامة في دارة صحة نينوى، مهند محمود، قال لـ(كركوك ناو) أن هذه الخدمات تندرج ضمن الخطة الاستراتيجية لتنظيم الأسرة لكنها "تواجه تحديات كبيرة من بينها التحديات الثقافية والاجتماعية وكذلك الاقتصادية، الصحية والطبية، إضافةً إلى التحديات السياسية، القانونية، الإعلامية والتوعوية".

الحكومة الاتحادية العراقية تطبق الإستراتيجية الوطنية لتنظيم الأسرة والمباعدة بين الولادات للفترة من 2020 إلى 2025 والتي وصلت للمراحل الأخيرة للتنفيذ، بهدف المباعدة بين الولادات لمدة تتراوح بين سنتين وثلاثة وذلك عن طريق توفير الخدمات الصحية ووسائل منع الحمل بهدف إعادة تنظيم الأسرة.

ويمثل المشروع خارطة طريق لتحسين صحة الأمهات والأطفال، خفض نسبة الوفيات، الحد من الفقر وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتحدث مهند محمود، وهو أيضاً إخصائي في طب المجتمع، عن أحد التحديات البارزة أمام تنفيذ الاستراتيجية قائلاً، "كما تعرفون، التقاليد تعرقل وتحظر هذه الجهود، يرون بأن تنظيم الأسرة من المفاهيم المحظورة ولا يزال التوجه السائد هو  أن إنجاب الكثير من الأطفال يؤدي إلى تقوية الأسرة ويكون دعماً مالياً في المستقبل".

"دور النساء أيضاً ضعيف في المجتمع العراقي، حيث لا يسمح لهن بحرية اتخاذ القرار بشأن الإنجاب وتحديد عدد الأطفال وحجم العائلة وذلك بسبب الضغوط الأسرية"، بحسب المسؤول في دائرة صحة نينوى.

إذا تمت المباعدة بين الولادات لسنتين على الأقل ستنخفض وفيات الأطفال في الأعمار من 1 إلى 4 سنوات بنسبة 21 بالمائة كما ستنخفض وفيات الأطفال الرضع بنسبة 10 بالمائة، حسبما أشار اليه مضمون الاستراتيجية.

487357985_681746420888815_5885436656562210922_n

نينوى/ ندوة توعوية حول تنظيم الأسرة لعدد من النساء. تصوير: إعلام صحة نينوى

أمواج ماهر، سيدة من سكنة الموصل، قالت لـ(كركوك ناو) حول تنظيم الأسرة والمباعدة بين الولادات، "القرار يعود للزوجين، خيار المباعدة بين الولادات موجود أمامهما، ويعتمد ذلك على مجموعة من العوامل الصحية، الاجتماعية والاقتصادية، اتخاذ القرار مرهون بمدى استعداد الأم والأب حقاً لهذه المرحلة".

وانتقدت أمواج إنجاب عدد كبير من الأطفال بدون تخطيط، "ليس منطقياً أن تأتي بطفل للحياة دون أن تفكر في مأكله ومشربه وتعليمه ومستقبله"، وترى بأن على الأسرة أن تفكر في المستقبل وتراعي خطة صحية واجتماعية في تشكيل وتحديد حجم العائلة.

وقالت أمواج بأن البعض يتخذ قرار الإنجاب بناءَ على المقولة السائدة، "رزق الطفل يأتي معه"، نتيجة لذلك ترك آلاف الأطفال المدارس وأصبحوا يعملون رغم عدم وصولهم السن القانونية، وباتوا يعانون من مشاكل نفسية واجتماعية.

الاستراتيجية الوطنية لتنظيم الأسرة والمباعدة بين الولادات (2020-2025) حسبما تم التأكيد عليه في مبادئها التوجيهية، تعتبر الدولة المسؤولة الرئيسية عن طريق تقديم خدمات تنظيم الأسرة كجزء من حزمة صحة انجابية متكاملة وفقاً لمعايير الجودة العالية.

مدير الصحة العامة في نينوى يقول إن التحديات الاقتصادية كالفقر والبطالة جعلت البعض من العوائل تفكر في إنجاب الكثير من الأطفال بغية العمل وزيادة مصادر دخلها، "وهذا من أسباب قلة الاهتمام بتنظيم الأسرة".

يبلغ تعداد سكان نينوى، ومركزها مدينة الموصل، أكثر من أربعة ملايين و238 شخص، يعيش 39 بالمائة منهم في الريف.

وقال مهند محمود إن "البنية التحتية للقطاع الصحي ضعيفة في المناطق الريفية، المراكز الصحية الموجودة هناك تعاني من نقص الأجهزة والمستلزمات والكوادر الطبية"، وأشار إلى عدم وجود قانون متين يدعم تنظيم الأسرة، فضلاً عن ضعف التغطية الإعلامية ونشر الوعي، بالأخص فيما يخص تصحيح المفاهيم الخاطية إزاء تنظيم الأسرة. 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT