دهوك: من جحيم داعش الى أسر المجتمع
لا يُسمح للناجيات الايزيديات من العيش مع اطفالهن

مدرسة كاني سبي لتعليم الاطفال الناجين من داعش مبادئ الديانة الايزيدية تصوير: عمار عزيز

عمار عزيز - دهوك

 

شيرن حيدر كانت امام خيارين صعبين عندما كانت تعيش تحت سيطرة الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)، اما النجاة من جحيم التنظيم او البقاء مع طفليها، الا انها اختارت الاول رغما عن ارادتها.

قصة شيرين كانت خارج ارادتها ورغبتها، من اختطافها الى اغتصابها وانجابها الطفلين اللذان تركتهما الى مصير مجهول، المختطفات الايزيديات اللاتي يعانين نفس مصير شيرين، وان لم يتركن اطفالهن، الا انهن يواجهن مشاكل كبيرة، لانهن يتعرضن لضغوطات كبيرة بسبب المجتمع، الدين والقانون.

ضحايا لمرتين

"كنت اتسأل نفسي، هل سيقبل المجتمع الايزيدي وعائلتي ان احتفظ بأطفالي الذين انجبتهم من مسلح داعشي، الا انني وصلت الى قناعة بأنه يجب ان اترك اطفلي في يوم من الايام"، شيرين حيدر قالت ذلك.

تلك الفتاة الايزيدية، وقعت في قضبة داعش في شهر اب 2014 مع الاف الايزيديين في قرية سولاغ بقضاء سنجار، ونجى احد اشقائها فقط من الهجوم، ولا يزال مصير والديها وثلاثة من شقيقاتها مجهولا.

"بفيت لاكثر من اربعة اعوام تحت سيطرة داعش، عنايت الكثير وتعرضت لشتى انواع التعذيب، واصعبها كانت تعرضي للاغتصاب من مسلح يحمل الجنسية البحرينية وكان لديه ثلاثة ازاوج قبلي، ومنعني من استعمال الحبوب المانعة للحمل، وكان يقول باستمرار اسعى لزيادة عدد مسلحينا في المستقبل".

حملت شيرين تحت التعذيب وضغط المسلح البحريني مرتين اثناء احتجازها وانجبت طفلين اثنين، اصغرهم يبلغ من العمر ثلاثة اعوام.

سيطرّ تنظيم داعش في منتصف عام 2014 على مدينة الموصل ومن الاقضية والنواحي التابعة لها من ضمنها قضاء سنجار موطن الايزيديين وأسر ستة الاف مواطن، اغلبهم من النساء والاطفال وتعامل مسحلي داعش معهم كسبايا الحرب.

النساء المختطفات تعرضن لشتى انواع التعذيب والتحرش الجنسي والاغتصاب، كما تمكن بعضهن من الهرب والبعض الاخر تم شرائهن من قبل ذويهن وتحريرهن مقابل مبالغ مالية، ولا يزال مصير اكثر من نصفهن مجهولا، على الرغم من اعلان القضاء على داعش رسميا في العراقي وسوريا.

دهوك، نيسان 2019، طالبتين ايزيديتين في مدرسة كاني سبي بمخيم كبر تو تصوير: عمار عزيز

وتقول شيرين حيدر، بأنها ربت اطفالها رغما عنها، الى ان جاء اليوم الذي كانت تخشاها، وهي الفراق والنجاة بنفسها فقط من قبضة تنظيم داعش.

"قبل يوم واحد من نجاتي من قبضة داعش، تكلمت مع شقيقي عن طريق الهاتف، وقلت له انني الان ام لطفلين هل تقبلون بأن اصطحبهم معي، الا انه قال لي نريدكِ انتي فقط ولا تصطحبي اطفالك معكِ، لأن المجتمع والمرجعية الدينية للايزيديين لا يقبلون بهم".

سمعت شيرين كلام شقيها وفي 29 كانون الاول 2017، تركت طفليها نهائيا وعادت الى محافظة دهوك، وهي الان تقضي ايامها بعيدا عن طفليها، وتقول على الرغم من كل شي الا انني في "بعض الاوقات افكر بأطفالي واشتاق اليهم، ولكنني اريد ان انجب اطفالا يتبعون الديانة الايزيدية منذ الولادة".

وقال مصدر مطلع على قضية المختطفات الايزيديات لـ (كركوك ناو) ان "عدد من النساء اللاتي تمكن من الهرب من قبضة داعش، اصطحبوا اطفالهن معهن سرا ويشرفن على تربيتهم، لانهن لم يسجلوهن بصورة رسمية، والبعض الاخر من المختطفات تركن اطفالهن لدى القوات الامنية بعد تحررهن من داعش".

وبحسب المتابعات الميدانية التي اجرته مراسل (كركوك ناو) ان بعض النساء اللاتي انجبن الاطفال من داعش، لجأن الى المنظمات الانسانية لحين حسم مشاكلهن.

عدد من النساء اللاتي تمكن من الهرب من قبضة داعش، اصطحبوا اطفالهن معهن سرا ويشرفن على تربيتهم،

الناشطة الايزيدية، حنيفة عباس والتي عملت مع عدد من المنظمات الامريكية قالت لـ (كركوك ناو) "قبل فترة كانت عدد من المنظمات الانسانية في دهوك تشرف وتراقب النساء اللاتي تحررن من داعش مع اطفالهن، بهدف عدم التشهير بهن وحماية حياتهن".

"لا استطيع ان اكشف عدد النساء اللاتي لجأن الى تلك المنظمات، ولكن اغلبهن فقدن جميع افراد اسرتهن او يحسبون في عداد المفقودين" هذا ماقالته الناشطة الايزيدية.

الاسرة والمجتمع يضيقان الخناق على الناجيات الايزيديات

المختطفات الايزيديات اللاتي تحررن من قبضة التنظيم، تم وضعهن امام خيارين، قبولهن من قبل اسرتهن وترك الاطفال الذين اجبهن من داعش، او الذهاب مع اطفالهن وعدم العودة الى اسرتهن.

كانت العوائل الايزيدية العائق الاكبر امام استقبال المختطفات الناجيات اللاتي انجبن اطفالا فترة اختطافهن من قبل التنظيم، وذلك بسبب الضغوطات التي تمارسها المجتمع الايزيدي على عدم استقبال الناجيات اللاتي انجبن اطفالا من داعش والقبول بهن لوحدهن فقط.

سيروان حيدر، شقيق شيرين، تلك الناجية الايزيدية التي تركت طفلتيها وعادت الى احضان اسرتها قال لـ (كركوك ناو) "لا يزال ثلاثة من شقيقاتي في عداد المفقودين، كيف يعقل ان اسمح لشقيقتي ان تصطحب معها اطفالها الذين انجبتها من مسلح يتنمي لداعش الى داخل اسرتنا".

ويتسأل "في حال قبلنا بالاطفال وعند تسجيلهم في الدوائر الرسمية على من سيسجلون؟"، ويضيف "دمر داعش كل ما نملك وشتت عائلتنا ومجتمعنا وكيف لنا ان نربي اطفال الذين انجبتها شقيقاتنا من داعش، حتى الرب لا يقبل بهذا".

في عام 2018 فقط، اقدمت 15 فتاة وامرأة ايزيدية على الانتحار في مخيمات النزوح، بسبب المعاناة التي تعرضن لها بسبب تنظيم داعش.

عدد من الفتيات اللاتي اقدمن على الانتحار كن من بين المختطفات الناجيات، وعدد اخر منهن انتحرن بسبب الم فقدان ذويهن، بعد تسجيلهم في عداد المفقودين.

لالش، إمرأة ايزيدية اثناء مشاركتها في مراسيم اعياد اربعاء الاحمر تصوير: كركوك ناو

ويصر شقيق شيرين على موقفها من رفض اطفال شقيته ويقول "بالتأكيد لان اسمح لاي فرد من افراد عائلتي ان تصتحب معها اطفال الدواعش".

ويعتقد سيراون ان استلام هؤلاء الاطفال يعتبر امرا "معيبا جدا" للايزيديين ولا يقل شأنا من الاظهاد الذي تعرض لها الايزيديين ويقول "على الامم المتحدة والتحالف الدولي ان يعالجوا مشكلة اطفال داعش ويتكلفون بتربيتهم".

الدين؛ صاحب القرار الاول

في مجتمع الايزيدي، للدين دور بارز في حسم قضية مختطفات الايزيديات من قبل داعش، من ضمنها الفتوى التي سمح بموجبها قبول المختطفات الايزيديات، واستقبل بعد ذلك الايزيديين افرادهم من الناجين برحابة الصدر.

وبخصوص ملف النساء اللاتي انجبن اطفالا من داعش، تعتبر من المشاكل المعقدة والمختلفة عليها بين الايزيديين، وعلى اثر ذلك لا يزال عالقا من الناحية الدينية. هادي بابا الشيخ، مسؤول مكتب المرجع الديني الاعلى للايزيديين قال لـ (كركوك ناو) ان "حسم قضية المختطفات الايزيديات اللاتي يصطحبن اطفالهن صعبة للغاية، ولا يجب النظر اليها ببساطة من دون تفكير عميق".

على الامم المتحدة والتحالف الدولي ان يعالجوا مشكلة اطفال داعش ويتكلفون بتربيتهم

يتكلم الإيزديون اللغة الكرمانجية، والعربية، صلواتهم وأدعيتهم وجميع طقوس دينهم باللهجة الكرمانجية إحدى اللهجات الكوردية والديانة الإيزيدية غير تبشيرية حيث لا يستطيع الأشخاص من الديانات الأخرى الانتماء إليها.

"من الناحية الدينية قبول اطفال داعش تعتبر مخالفة لقواعد الديانة الايزيدية، لاننا نقبل فقط بالاطفال الذين انجبوا من ابوين الايزيديين، ومن الصعب جدا قبول اطفال الدواعش في الديانة الايزيديية"، هذا ماقاله هادي بابا الشيخ.

وأوضح هادي موقف المرجعية الدينية من القضية وقال ان "الجرائم التي تعرضنا لها، كان بسبب ديانتنا، لذا لا يمكننا ان نترك قواعد ديننا ولن نضحي بدياتنا من اجل عدد من الاطفال".

اما بخصوص الاطفال الذين ولدوا من ابوين ايزيديين وتحرروا فيما بعد، يُدخلون في مدارس دينية لانهاء تأثير داعش عليهم واعادتهم الى حياتهم الطبيعية والالتزام بالديانة الايزيدية.

وتحدث مسؤول مكتب بابا الشيخ عن وجه اخر للمشكلة وقال، في حال قبلنا بالاطفال الذين انجبتها المختطفات الايزيديات من داعش، على من سيجسلون فيما بعد؟ وجاوب بنفسه قائلا "لا يعقل ان يُسجل الطفل بأسم والدته ويجب تسجيله بأسم ابيه ويكتب على هويته "مسلم" وفي المستقبل سيتوارث طفل مسلم جميع ما يملكه عائلة ايزيدية وهذا مرفوض بالكامل".

نقبل فقط بالاطفال الذين انجبوا من ابوين الايزيديين

من الحلول التي يتم مناقشتها لمعالجة مشكلة اطفال داعش من النساء الايزيديات، فتح مركزا للاحداث والاطفال اليتامى، او نقلهم الى خارج العراق، واكد هادي بابا الشيخ ان الحلول القانونية والاجراءات التي ستُتاخذ بهذا الخصوص من صلاحية الحكومة العراقية حصرا.

دهوك، 2019ن مخيم كبرتو الذي يسكن فيه عدد كبير من النازحين الايزيديين تصوير: عمار عزيز

افتى المجلس الروحاني الايزيدي، بقبول جميع الناجين والناجيات من قبضة داعش، مع اطفالهن، بعدما كان ذلك محلا للتساوؤلات في الاونة الاخيرة، في 24 نيسان وموقع من قبل حازم تحسين بك، وكيل امير الامير ورئيس مجلس الروحاني الايزيدي.

وواجه الفتوى انتقادات لاذعة من المجتمع الايزيدي وخصوصا من قبل رجال الدين الايزيدي، وبعد مرور ثلاثة ايام من تاريخ صدور الفتوى، نفى المجلس الروحاني الايزيدي، التطرق الى استقبال اطفال داعش في فتواه الذي اصدره الاسبوع الماضي ويؤكد على ان القرار يقضي باستقبال المواطنين الايزيدين الناجين من قبضة التنظيم فقط.

ما هي الحلول القانوينة؟

بخصوص قضية النساء الايزيديات اللاتي انجبن اطفالا من داعش، ينتظر المجتمع الايزيدي رأي المرجعية الدينية، الا ان رجال الدين الايزيديين ينتظرون ضمانات من الناحية القانونية لكي لا يتأثر الموضوع على مستقبل ديانتهم فيما بعد.

واعلنت رئاسة الجمهوريّة العراقيّة في 7 نيسان أنّها أرسلت مشروع قانون الناجيات الإيزيديّات إلى مجلس النوّاب العراقيّ لمناقشته.

وأوضح المكتب الإعلاميّ للرئاسة أنّ مشروع القانون يهدف إلى تعويض الناجيات من الاختطاف على أيدي متشدّدي تنظيم "داعش"، ماديّاً ومعنويّاً، وتأهيلهنّ ورعايتهنّ، وتأمين الحياة الكريمة لهنّ.

وتطرق المشروع الى معالجة الوضع القانوني للاطفال الذين ولدوا من اب داعشي وام ايزيدي وفقا للقانون، من دون ذكر التفاصيل؛ وجاء في فقرة اخرى من المشروع تشكيل محكمة بداءة في مركز قضاء سنجار لمعالجة مشاكل الاحوال الشخصية لهؤلاء الاطفال.

وقال عضو اللجنة القانونية في مجلس النواب العراقي، بهار محمود لـ (كركوك ناو) ان "ممثل الايزيديين في البرلمان قدم مشروعا بهذا الصدد، وبعد مناقشة المشروع من قبل اللجنة سيدرج فيما بعد في جدول اعمال المجلس، لا نريد التطرق الى مضمون المشروع في الوقت الحالي، ولكن بالتأكيد سوف نتوصل الى حلول يرضي الجميع ويتلائم مع القانون والديانة الايزيدية".

والذي اثار مخازف الايزيديين من قبول هؤلاء الاطفال، القوانين المعمولة بها في العراق، ويطالبون بضرورة تشريع قانون جديد يسمح بتسجيل هؤلاء الاطفال على الديانة الايزيدية.

وبحسب قانون البطاقة الوطنية الموحدة لعام 2016 والمنشور في جريدة الوقائع العراقية، يتبع الاولاد القاصرون في الدين من اعتنق الدين الاسلامي من الابوين، ونص القانون على ان اللقيط ومجهول النسب يعتبر مسلما عراقيا ما لم يثبت خلاف ذلك.

لا نريد التطرق الى مضمون المشروع في الوقت الحالي، ولكن بالتأكيد سوف نتوصل الى حلول يرضي الجميع ويتلائم مع القانون والديانة الايزيدية

بژار خالد، رئيس الشؤون القانونية في برلمان كوردستان قال لـ (كركوك ناو) "لم نعمل شيئا بخصوص قضية اطفال داعش من المختطفات الايزيديات، ولكن من المقرر ان نشكل لجان عدة بالتنسيق مع رئاسة البرلمان والحكومة مع المجلس الروحاني الايزيدي لمعالجة المشكلة".

"لدينا عدة طرق لحلحلة تلك المشاكل" ويقول رئيس اللجنة القانونية في برلمان كوردستان عن قُرب بدء العمل على القضية من خلال مشروع خاص.

الامل الاخير

وصلت قصة شيرين الى نهايتها مع اطفالها بعدما تركتهم الى مصير مجهول، الا ان عشرات الناجيات من قبضة داعش ينتظرن حلول عاجلة لمشاكلهن ومشاكل اطفالهن، ليتمكن من مواصلة حياتهم بصورة علنية وفي احضان اسرهن.

ويتبين من اقوال الجهات المعنية، وضع حلول لمشكلة المختطفات واطفالهن ليست من صلاحيات طرف واحد؛ لان المجتمع والاسرة تنتظر موقف رجال الدين، ورجال الدين ينتظرون حلول قانونية ترضي الجميع.

اربيل، ايار 2019، ذهاب 100 نازحا ايزيديا الى فرنسا تصوير: IOM

مستشار المجلس الروحاني الايزيدي، فارس كتي قال لـ (كركوك ناو) "عقدنا عدة احتماعات بخصوص قضية المختطفات الايزيديات واطفالهن، الا اننا لم نتوصل الى نتائج، نحن جزء من المشكلة، وعلى كل من الحكومة العراقية وذوي مسلحي داعش ان يكون لهم دورا في حلحلة المشكلة".

"نحن مستعدون للمناقشة وتوصل الى حلول جدية وابوابنا مفتوحة امام الجميع بشرط ان لا يكون الح على حساب معتقداتنا وديانتنا، ولا يمكن لاحد ان يغيير قواعد الديانة الايزيدية، لذا نحن الان نفكر في حل يرضي الجميع ولا يشكل خطرا على الديانة الايزيدية والمجتمع في المستقبل"، هذا ماقاله كتي.

ذوي ضحايا داعش والناجون من قبضة التنظيم، أسسو في ايار 2019 مجلسا خاصا بهم، بهدف العمل على حماية حقوقهم والتشاور معهم في اي قرار يخصهم.

ونشرت الناشطة الايزيدية والحائزة على جائزة نوبل للسلام، نادية مراد والتي تحررت من داعش، عبرت عن تضامنها للناجيات الايزيديات اللاتي انجبن اطفالا من مسلحي داعش من خلال تصوير فيديوي.

لا يمكن لاحد ان يغيير قواعد الديانة الايزيدية

وطالبت نادية مراد، ترك المسألة للناجيات وعوائلهن لتقرير مصيرهن ومصير اطفالهن، وطالب المجتمع الايزيدي باحترام قرار الناجيات بالاحتفاظ بإطفالهن او تركهن.

والزم الدستور العراقي، الحكومة بحماية افراد المجتمع من الاذى بسبب انتمائاتهم السياسية والدينية وتكفل بكافة حقوقهم.

كما وجاء في الميثاق الدولي لحقوق الانسان، للأمومة والطفولة حقٌّ في رعاية ومساعدة خاصَّتين. ولجميع الأطفال حقُّ التمتُّع بذات الحماية الاجتماعية سواء وُلِدوا في إطار الزواج أو خارج هذا الإطار.

ان الحياة الطبعية التي يحميها الدستور والقوانين العراقية والدولية والتي تؤكد على حق الامومة والطفولة، الا ان شيرين حرمت منها، وهل سيتمع الايزيديات واطفالهن بهذا الحق، وجواب هذا السؤال يبقى لدى السلطتين التشريعية والتنفيذية مع المجتمع الايزيدي.

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT